أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-26
814
التاريخ: 27-9-2016
2473
التاريخ: 2023-06-26
1439
التاريخ: 2023-09-12
1318
|
وكذلك وضعت الملكة تابوتًا آخَر لموميه والدها «تحتمس الأول»، الذي نقلته من مخدعه الأصلي ودفنته ثانيةً بجوارها، وقد حقَّقَ هذا الزعم وجود بعض قِطَع من جهازه الجنازي في مدفنها الأصلي؛ (1) إذ عُثِر على إناء كبير من المرمر باسمها، غير أنها كانت تُلقَّب هنا بالزوجة المقدسة «حتشبسوت»، وهذا لقب كانت تُنادَى به في عهد زوجها «تحتمس الثاني»، في الوقت الذي كان فيه «تحتمس الأول» قد دُفِن، وقد نبذت هذا اللقب وتسمَّتْ بأسماء الملك عندما نُحِت هذا القبر لها. وكذلك وُجِد إناء منقوش عليه اسم «تحتمس الأول» واسم زوج والده «أحمس نفرتاري»، وآخَر كُتِب عليه اسم «تحتمس الأول» واسم ولده «تحتمس الثاني» الذي قدَّمه له، وتلك الأواني لا يُحتمَل أن تكون ضمن أثاث الملكة الجنازي. وهذه المغالاة في التعبُّد لوالدها قد جعلها تتخذ تلك الخطوة النادرة، وهي نقل جثمان والدها إلى القبر الذي أعَدَّتْه لنفسها، وذلك ما أحفظ «تحتمس الثالث»؛ إذ عُدَّ ذلك العمل إحدى الإهانات المتكررة التي كانت تنهال عليه في خلال تلك الفترة؛ لأن ذلك يجعل والده «تحتمس الثاني» أمام القوم مغتصبًا، وأن «حتشبسوت» قصدت أن تتجاهل ذكراه بربط حكمها بحكم والدها «تحتمس الأول» دون فاصل، وجعل إقامة شعائرها وشعائر والدها واحدة؛ ثم رأت الملكة فضلًا عن اقتسام قبرها مع والدها أن تضيف مقصورة في معبدها الجنازي بالدير البحري، قد أهدتها إلى روح والدها «تحتمس الأول»، وإلى روح والدته «سنسنب» التي كانت تُعَدُّ جدتها؛ على أنها لم تَقُمْ بعمل شيء مثل هذا «لتحتمس الثاني»، بل كان اسمه لا يكاد يُذكَر في كل نقوش المعبد، وإن كان «تحتمس الثالث» بدوره لم يُذكَر اسمه إلا نادرًا. وقد تغالت «حتشبسوت» في إظهار والدها على مباني المعبد لدرجة أنها رسمت صورته، وذكرته في النقوش التي على الجدران حتى يكون ظاهرًا يراه كل الناس، ويشعرون بأنه مرتبط بها روحيًّا (2). أما القبر الأول الذي كانت قد حفرته «حتشبسوت» في وجه صخرة تقع في وادٍ عميق، فقد هُجِر وبقي فيه تابوتها الجميل إلى أن كشف عنه «كارتر» في عام 1916، ولما ازداد خطر لصوص القبور في العهد المتأخر، اضطرَّ الكهنة إلى نقل الموميات من توابيتها ووضعها مع جماعة الملوك الذين جُمِعت جثثهم في مقبرة الملكة «أنحابي»، التي لم يكن قد تمَّ حفرها في الدير البحري، وهناك بقيت جثة الملكة هادئة في مضجعها مدةً تربو على ألفين وخمسمائة سنة، على مقربة من المعبد الذي كان يومًا موضوع فخارها. وعندما نقل «إميل بركش» الموميات الملكية من خبيئتها في عام 1881 بعد الميلاد، عرفت مومية «تحتمس الأول» في الحال، أما جثة «حتشبسوت» فلم يُعرَف لها أثر قطُّ، على أنه من المحتمل جدًّا أن تكون إحدى الموميات العدة التي لم تُعرَف شخصيتها بعدُ في هذه المجموعة الغريبة. والآن لا يمكن لمخلوق أن يقول إن هذه هي جثة «حتشبسوت» بعينها من بين هاتيك الجثث التي لم تُحقَّق، وربما سرها ذلك أكثر من أن تترك معروضة للمتفرجين كما كانت الحال إلى زمن غير بعيد، عندما كانت موميات بعض أعاظم ملوك التاريخ المصري معروضةً للنظارة تُشاهَد هي والآثار التي خلفوها على حدٍّ سواء. وقد كان قبرها الضخم لا يزال مفتوحًا في عهد «سترابون» عام 24 ق.م، وكذلك فُتِح جزئيًّا في عهد حملة «نابليون» سنة 1799، وقد قام ببعض العمل فيه «لبسيسوس» سنة 1844، غير أنه لم يُعرَف في كلتا الحالتين بأنه قبر «حتشبسوت»، وأخيرًا كشف عنه «دافيز» سنة 1903، وأتمَّ العمل الذي بدأه «دافيز» المستر «كارتر»، وقد وجد القبر منهوبًا نهبًا تامًّا، وكان أهم ما وُجِد فيه التابوتان المصنوعان من حجر «الكوارتسيت»، وهما اللذان كانا يضمان جسمَيْ «تحتمس الأول» و«حتشبسوت «. على أنه في الوقت الذي كان منكبًّا فيه «حبوسنب» في نحت مقبرة الملكة، كما أشرنا إلى ذلك، كان «سنموت» موجِّهًا عنايته بوجه خاص إلى إتمام المعبد كما ذكر لنا هو ذلك صراحةً. وتدل الحفائر التي قام بها «ونلك» على أن تصميم المعبد الأصلي قد زيد فيه، ولم يتم بناؤه إلا في العام السادس عشر من حكم الملكة، أي حوالي عام 1485ق. م، (3) وفي الوقت نفسه كان نشاط «سنموت» رئيس الأعمال الملكية كلها قد ظهر في معظم بقاع الوجه القبلي ومصر الوسطى مما سنفصل فيه القول، وبخاصة المسلات العظيمة التي أقامها تخليدًا لذكرى هذه الملكة العظيمة في الكرنك.
..........................................
1- راجع: Davis, “Excavations at Biban el Moluk” , The Tomb of Hatshepsut, p. 106.
2- راجع: Weigall, “History” , II, p. 321 .
3- راجع: Winlock. “Dier el Bahari”, P 149.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|