أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-19
788
التاريخ: 2023-10-22
801
التاريخ: 2023-09-28
1193
التاريخ: 2024-01-10
1010
|
أما علاقات الوجه البحري بالبلاد الواقعة وراء البحار فلم ينقطع أسبابها أيضًا. فمنذ الأسرة السادسة نجد في مصر أختامًا كل منها على صورة زر، وغالبًا ما يكون له مقبض مستدير الشكل، وقد رُسم عليها أشكال بعضها يحتوي على خطوط منوَّعة وبعضها يحتوي على صور حيوانات مختلطة الشكل خيالية، وهي تشبه تلك الحيوانات الهائلة المرسومة على لوحات طحن الكحل التي وجدت في العهود العتيقة جدًّا، وهذه الصور كانت تعتبر علامة خاصة يعرف بها صاحبها، والواقع أن هذه الأختام قد عثر على أمثالها في «كريت». ومنذ بداية الأسرة الثانية عشرة بُدئت تصنع الأختام في صورة «جعل» (أو جعران)، وهذا الجعران أصبح في نهاية الأمر يحل محل الأسطوانات والأزرار القديمة جملة (. Evans J. H. S. Vol. XIX, PP. 335 ff.; Garstang, “Bet Khallaf”, P. 33, Pl. XXXIX; Newberry, “Scarabs”, PP. 56 ff.; Meyer, Gesch. Par. 200). أما الإشارات المنقوشة على هذه الأختام (وهي في غالب الأحيان اسم صاحبها) فإنها تحاط بخطوط حلزونية ملتف بعضها ببعض بصورة متكررة. وليس هناك من شك في أن ظهور الشكل الحلزوني في مصر له بعض العلاقات بانتشاره العظيم في وقت واحد في «كريت»، و«جزر بحر إيجه»، ولا نزاع كذلك في أن فراعنة الأسرة الثانية عشرة كان لهم أسطول يمخر عباب البحر الأبيض المتوسط كما كان لأسلافهم فراعنة الدولة القديمة، ومن الجائز جدًّا أنهم كانوا أحيانًا يتدخلون في أمور جزر هذا البحر. حقًّا إن النقوش لا تتحدث قط عن هذه الجزر، غير أن حامل الختم «حنو» في عهد الفرعون «منتو حتب الثالث» كان يفخر بأنه قضى على قوم «الهنبو» (شعوب البحر أو الشمال) (Lange und Schafer, “Grab und Denkstein”, 20425) ويقص علينا موظف آخر يحتمل أنه من عهد «سنوسرت الأول» بلغة هذا العصر المتكلفة أن «قلمه يأخذ ويشمل الهنبو»؛ ويعني بذلك أنه ضمن الإدارة التي تشرف على العلاقات التي مع شعوب البحر، وعلى حسب الوجهة المصرية كانت هذه الإدارة هي التي تصدر لهم الأوامر. وقد وصل إلينا آثار من آثار شعوب البحر هذه على غرار التي وصلتنا من العهد الطيني، وتشتمل على قطع من الخزف الأجنبي. ونجده ثانية في مصر في أماكن خاصة، فقد أقام «سنوسرت الثاني» عند مدخل «الفيوم» بالقرب من هرمه عند «كاهون» بالقرب من «اللاهون» مقر حكمه، وقد هجرت منذ بداية الأسرة الثالثة عشرة، وعلى ذلك لم تعمر أكثر من قرن «من حوالي 1906–1780ق.م». وقد عثر فيها، غير عدد عظيم من قطع الخزف المصري، على قطع أخرى من طراز يدعى «كامارس»، وهو طراز كان شائعًا وقتئذ في «كريت» وفي جزر «سيكليد». وقد أمدتنا مصر بتاريخه، ومن ثم نعرف أن أهالي «كريت» كان لهم في هذه الجهة مؤسسات يرجع أسبابها لأمر من الأمور التالية، فإما أن يكونوا قد أقاموا في هذه الجهة بوصفهم أسرى (ويحتمل أنهم في هذه الحالة كانوا قرصان بحر)، وإما أنهم كانوا تجارًا ومن أصحاب المخاطرات الذين يقومون بجولات إلى البلاد النائية. وقد أتوا إلى مصر باحثين وراء الثروة كما فعل أهالي «سردنيا» الذين أتوا بعدهم بزمن طويل، وقد حُفظ لنا في قبر «بالعرابة المدفونة» آنية فاخرة من طراز «كامارس»، وعثر بجانبها على أسطوانات باسم «سنوسرت الثاني» و«أمنمحات الثالث». وكذلك عثر في «كاهون» وفي خرائب مدينة «الخطاعنة» بالقرب من «فاقوس» على قطع من الفخار الأسود مرسوم عليه خطوط غائرة باللون الأبيض، ويظهر أنه أُتي به من «قبرص» (Chataana; Hall, “The Oldest Civilization of Greece”, P. 68) وعلى العكس وجد في «كنوسوس» عاصمة «كريت» في أقدم الطبقات الأثرية للقصر تمثال صغير مصري (Evans, “Annual of the British School of Athens”, Vol. Vl. P. 27, Griffith, “Archaeological Report”, (1889–1900) P. 65) وهذا التمثال الجنازي يرجع تاريخه إلى حوالي الأسرة الثالثة عشرة، على أنه لو جادت تربة الدلتا بعدد عظيم من الوثائق لأصبح في مقدورنا أن نفهم الكثير عن هذه العلاقات، على أن مجرد عثورنا في بئر جنازي قديم في بلدة «تركويني» (الأترسكية) (بإيطاليا) على دمية صغيرة، وهي تمثال الإلهة «باست» المصرية، وعلى جعران للملك «منتو حتب الثالث» لدليل على بُعد الأماكن التي نُقلت إليها المحصولات المصرية (راجع: Targruni Ghirardini not degli Scavi 1882; 183, pl. 13 bis 10 Helbig Homer Epos, 2, 24.). هذا وقد عثرنا على بعض الأواني التي تعزى إلى «كريت» في حفائر الجيزة، غير أنها لم توجد في مقابر، بل وُجدت في الرمال والأتربة المتراكمة حول المقابر المدفونة تحت هذه الرمال.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|