أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-1-2016
4892
التاريخ: 8-06-2015
11655
التاريخ: 21-10-2014
2881
التاريخ: 17-12-2015
8023
|
جاء في لسان العرب : ( السمع ) حسّ الأذن [1]، وعرفه الراغب : هو قوة مودعة في الأذن به تدرك الاصوات ، وفعله يقال: السمع ايضًا [2]، وسمعه سمعًا وسمعًا، وسماعاً وسماعة وسماعية ، وقال بعضهم : السمع المصدر ، والسمع الاسم ، والسمع ايضا ً : الاذن والجمع اسماع ، واستمع اليه اصغى .
وقد يستعمل بمعنى القبول والعمل بما يسمع [3]؛ لأنه اذا لم يقبل ولم يعمل فهو بمنزلة من لم يسمع . وسمعه الصوت واسمعه : استمع اليه وتسمع اليه : اصغى ، فاذا ادغمت قلت اسمع اليه . والمسمعة والمسمع و المسمع : الاذن ، وقيل المسمع فرقها الذي يسمع به ومدخـــــل الكلام فيها : يقال فلان عظيم المستمعين والسامعتين الاذنان من كل شيء ذي سمع ، أي به قوة على ادراك المسموع .
وقد يستعمل بمعنى اجبت ، ومنه قولهم : سمع الله لمن حمد ، أي اجاب من حمد وتقبله ، يقال: اسمع دعائي أي اجب ؛ لأن غرض السائل الاجابة والقبول ، قال ابو زيد :
واسمع به ، وما اسمعه على التعجب ، والسميع من الصوت أي المسموع . والسمــــع: ما وقر في الاذن من شيء تسمعه، ويقال ساء سمعا ً فأساء اجابه أي لم يسمع حسـنا ً ، ورجل سمّاع أي كثير الاستماع لما يقال وينطق به ، والسمع والسمع والسماع ، كــــله : الذكر المسموع الحسن الجميل.
و يستعمل بمعنى الذكر يقال : ذهب سمعه في الناس وصيته أي ذكره ، وقال اللحياني[5]: هذا امر ذو سمع وذو سماع اما حسن واما قبيح ، ويقال سمع به اذا رفعه من الخمول ونشـر ذكره .
والسماع : ما سمعت به فشاع وتكلم به ، وكل ما التذته الاذن من صوت حسن سماع . والسماع : الغناء ، والمسمعه : ومن اسماء القيد المسمع .
ويستعمل بمعنى الشتم يقال:سمّع به، اذا اسمعه القبيح وشتمه ، تسامع به الناس واسمعه الحديث واسمعه أي شتمه ، وسمع بالرجل : اذاع عنه عيبا ً وندد به وشهره وفضحه .
و السمعه : ما سمع به من طعام او غير ذلك رياء ليسمع ويرى ، وتقول فعله رياء وسمعه أي ليراه الناس ويسمعوا به . والتسميع . التشنيع .
ويستعمل بمعنى الطول إذ يقال: سمع الارض : طولها . قال ابن السكيت : يقال لقيته بين سمع الارض وبصـرها أي بأرض ما بها احد[6].
يرد السمع في اصطلاح القرآن الكريم على أوجه عدة:
الوجه الأول : سمع الأُذن وادارك المسموعات ، قال تعالى : { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّ} [7]والمنادى النبي (صلى الله عليه واله وسلم ، وقال تعالى :{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }[8]، أي جعلنا له القدرة على السمع ، او القدرة على إدراك المسموعات[9] .
الوجه الثاني : سمع القلب : وهو قبوله للمسموع ، قال تعالى : {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصـرونَ}[10]، أي لم يطيقوا سمع الإيمان بقلوبهم ، وقال تعالى : {وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا} [11]، أي سمع الايمان بالقلب[12]) .
الوجه الثالث : صفة من صفات الله عز وجل، و المراد به علمه بالمسموعات فلا يعزب عن اداركه مسموع ، وان خفي وهو يسمع بغير جارحة [13]، قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }[14] ، {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [15]، {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سـرهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [16] ، فهو سميع ذو سمع بلا تكييف ولا تشبيه بخلقه فليس كمثله شيء [17] .
الوجه الرابع : الاصغاء : نحو قوله تعالى: { لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ }[18]، إذ ( يفهم منها أن الشياطين يحاولون معرفة أخبار الملأ الأعلى إلا أنه لا يسمح لهم بذلك)[19]. وقوله تعالى: { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } [20]، وقوله تعالى :{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ }[21]، قوله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}[22].
الوجه الخامس : دقة السمع ، وشدته، قال تعالى: {لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصـر بِهِ وَأَسْمِعْ }[23] ، أي ما ادق علمه بما يبصـر ويسمع ، وقال تعالى: { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصـر يَوْمَ يَأْتُونَنَا }[24] ، أي ما اصدق سمعهم وبصـرهم في هذا اليوم[25].
الوجه السادس: الفهم[26]: قال الله تعالى:{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }[27]، وقوله: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}[28] ، أي فهمنا وارتسمنا ، وقوله تعالى: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}[29] يجوز ان يكون معناه فهمنا وهم لا يفهمون[30].
الوجه السابع : بمعنى القبول والاجابة ، قال تعالى ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ﴾[31]، فاسمعوا اريد به اقبلوا وأجيبوا ومنه قوله سمع الله لمن حمد، أي: قبل حمد من حمده[32].
فهذه ابرز المعاني التي جاء بها القرآن الكريم ولكل من هذه المعاني التي اطلعنا عليها صفة خاصة في استعمالها وكيف وهو كتاب الله عز وجل المعجز ، وسوف نطلع عليها ان شاء الله من خلال هذا البحث .
[1] ابن منظور: جمال الدين ابو الفضل محمد بن مكرم : لسان العرب ، ط- بلا، 1955 م دار صادر بيروت 8: 162، و الطريحي: فخر الدين : مجمع البحرين تح: احمد الحسيني دار الكتب العالمية بيروت 4 :347.
[2] مفردات الفاظ القرآن : ط1-1996م، تح صفوان عدنان الدار الشامية: 424 .
[3] ابن منظور : لسان العرب 8 : 163 .
[4] هو لشمير بن الحارث، نوادر ابي زيد : 124 ، و الزاهر 1 : 154.
[5] ابن منظور : لسان العرب 8: 164 .
[6] المصدر نفسه 8 : 165 .
[7] سورة آل عمران: 193.
[8] سورة الانسان : 2.
[9] المغرابي: محمد الحسني بن محمد الدامغاني: قاموس القرآن، تح: عبد العزيز سيد الاهل، ط2 -1977 م دار العلم للملايين:247 ، الكرباسي: محمد جعفر ابراهيم : الانباء بما في كلمات القرآن من اضواء ، ط1 ، مطبعة النجف: 237 .
[10] سورة هود : 20.
[11] سورة الكهف : 101 .
[12] ابن منظور: لسان العرب: مادة ( سمع ) 8 : 164.
[13]المغرابي: قاموس القرآن : 247 .
[14] سورة النساء : 58 .
[15] سورة المجادلة : 1.
[16] سورة الزخرف : 80 .
[17] لسان العرب : 8 : 162 .
[18] سورة الصافات : 8.
[19] الشيرازي: مكارم: الامثل في تفسير كتاب الله المنزل14: 290.
[20] سورة الانساء : 47.
[21] سورة محمد : 16.
[22] سورة يونس : 42.
[23] سورة الكهف : 26.
[24] سورة مريم : 38.
[25] المغرابي: قاموس القران : 247.
[26] الراغب الاصفهاني: مفردات الفاظ القرآن:424.
[27] سورة الانفال : 31.
[28] سورة الانسان : 46
[29] سورة الانفال : 21.
[30] الراغب الاصفهاني: مفردات الفاظ القرآن : 425
[31] سورة البقرة : 93.
[32] الطبرسي: الفضل بن الحسن : مجمع البيان في تفسير القران ، ط2 ، بيروت 1 : 162.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|