أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-20
742
التاريخ: 2024-05-31
578
التاريخ: 2023-07-10
1027
التاريخ: 2024-07-30
449
|
إن أعمال الحفر الحديثة التي قامت بوجه خاص في «سوريا» قد وضعت أمامنا فكرة حسنة عن حياة الهكسوس وعاداتهم، وبذلك يمكننا أن نرى أولئك القوم في بيوتهم، وفي مصانعهم، وقد عثرنا على أشياء كثيرة من التي صنعوها، فيمكننا أن نصوِّرهم كذلك في معاملتهم التجارية مع البلاد الأخرى، كما أننا نعرف بعضَ السلع التي كانوا يتجرون فيها، وقد وصلتنا تفاصيل كثيرة عن حياة الهكسوس، ومع ذلك عندما يُطرَح السؤال مَن هم الهكسوس؟ فإنه لا يسعنا إلا الاعتراف بالجهل التام، (1) ولكن من المؤكد أن ثقافتهم كانت مختلفةً بدرجة ظاهرة تلفت الأنظار عن الثقافة التي سبقتها، ممَّا يحتم علينا الاعتراف بأن هذه الثقافة قد جاءت إلى حدٍّ بعيد عن طريق شعب جديد. على أن الأمر لم يكن ليقتصر على حد وفود طبقة قوية من الحكام ليقوموا بهذا التغيير الكلي في الثقافة؛ إذ كان الأمر أعظم من ذلك، فالقليل الذي لدينا من البراهين الخاصة بفحص الهياكل العظيمة، يدل على أن جنسًا من أجناس البحر الأبيض المتوسط القدامى، قد حلَّ محله جزئيًّا في خلال عهد الهكسوس جنسٌ يشبه الجنس الألبي، على أن هذا البيان لا يرتكز إلا على فحص أشكال بعض جماجم قليلة العدد عُثِر عليها في «مجدو»،(2) غير أنها لا يمكن أن تمثِّل كل جماعة الهكسوس، وعلى الرغم من القليل الذي نعرفه عن هذا الموضوع المعقَّد، فإنه مع ذلك يُحتمَل أن عددًا من السلالات قد اشتركت في تنشئة الهكسوس،(3) ولا غرابة إذن في أن تكون الجماجم التي وُجِدت تدل على أن أصحابها كانوا من سلالة من السلالات التي كان لها شرف الاشتراك في هجرة الهكسوس، وكذلك كان من بين الطوائف اللغوية التي ذُكِرت «الساميون» و«الحورانيون» و«الهنود الإيرانيون» و«الخيتا»؛ وقد أراد «يوسفس» أن يرى فيهم العبرانيين، والواقع أن نسبة كلِّ أولئك الأقوام إلى الهكسوس لا يخرج عن دائرة الاحتمالات، فالأسماء السامية مثل «يعقوب هر» و«يعقوب بعل» قد عُرِفت بوضوح في النقوش الخاصة بالهكسوس(4). وهذه الأسماء، بصرف النظر عن بعض الأسماء المصرية التي انتحلها الهكسوس لأنفسهم مثل «أبو فيس» و«تيتي«(5)، هي الأسماء الوحيدة التي حققت نسبتها للهكسوس، وقد فشلت المحاولة التي بُذِلت لتوحيد العلاقات اللغوية لأسماء الهكسوس التي وردت في المصادر الإغريقية، إلا إذا كان رسم الأسماء المصرية المعروف كتابةً يحقق ما يماثله في المصادر الإغريقية؛ وعلى ذلك كان يوجد في الهكسوس عنصرٌ ساميٌّ واضح قد اختلط فيما يُطلَق عليه هجرة الهكسوس، هذا إذا استثنينا عنصرًا غير سامي لم يحقق بعدُ، وهذا ليس بغريب بالنظر إلى التفوق الشامل للسامية (ويشمل ذلك العاموريين والكنعانيين) في فلسطين وسوريا حوالي 2000ق.م، كما يدل على ذلك متون(6) »اللغة» التي تُنسَب إلى أواخر عهد الأسرة الحادية عشرة المصرية، وكذلك اللوحات الكابوديشية التي تشير إلى مدن شمال سوريا.
.................................................
1- راجع الحصول على مختصر عن الآراء الخاصة بأصل هؤلاء القوم: (Walther, Wolf “Deutsche Mongenlandische Gesellschaft Zeitschift” LXXXIII. (1929) p. 67–79).
2- راجع: Hrdlicka in O. I. p. XXXIII p. 192 & S. A. O. C Strata XV–XII.
3- راجع: Spieser in A A S O R XIII, p. 47–52
4- راجع: Hall. J. E. A., V. p. 75 & Max Borchardt A. Z., L. (1912) p. 6–8. غير أن تحقيقات بورخات لم تُقبَل كلها؛ إذ عَدَّ البعض أن اسم خيان ليس سامي الأصل.
5- راجع: Gauthier L. R. II, p. 139–44; Newberry, “Notes on the Carnavon Tablet No. I” , p. S. B. A., Vol. XXXV, (p. 117–22).
6- راجع: Sethe, “Achtung” ; Albright, J. p. O. S. Vol. VIII. p. 223–56
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|