أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2019
1059
التاريخ: 16-11-2018
1016
التاريخ: 4-12-2018
1121
التاريخ: 28-3-2017
1499
|
إذا اتجهنا إلى اليمين فسنصادف «كتلة» مركزية مستطيلة الشكل من العناصر التي تُعرَف ككل باسم الفلزات الانتقالية، والتي تتضمَّن أمثلةً كالحديد والنحاس والزنك. في الجداول الدورية القديمة، التي تُعرَف بالجداول ذوات النمط القصير (شكل 2-2)، كانت هذه العناصر تُوضَع بين المجموعات التي تُسمَّى الآن عناصر المجموعة الرئيسية.
افتُقِدت أوجُهٌ قيِّمة عديدة من كيميائية هذه العناصر في الجدول الحديث بسبب الطريقة التي فُصِلت بها عن المتن الرئيسي للجدول، وإن كانت مزايا هذا النظام الأخير ترجِّح أوجهَ النقص فيه. إلى اليمين من الفلزات الانتقالية في الجدول ذي النمط المتوسط الطول، تقع كتلة أخرى من العناصر التمثيلية بدءًا من المجموعة 13، وانتهاءً بالمجموعة 18، وتستقر الغازات النبيلة (الخاملة) في أقصى يمين الجدول.
في بعض الأحيان لا تكون الخواص التي تتشارك فيها إحدى المجموعات واضحة على الفور، وهذا ينطبق على المجموعة 14، التي تتكوَّن من الكربون والسيليكون والجرمانيوم والقصدير والرصاص، فهنا نلاحظ اختلافًا كبيرًا كلما اتجهنا لأسفل المجموعة؛ فالكربون، الذي يقع على رأس المجموعة، عنصرٌ صلب لا فلزي يوجد في ثلاثة أشكال بنيوية مختلفة تمامًا (الماس والجرافيت والفحم بأنواعه)، وهو يشكِّل أساس جميع الأنظمة والأجهزة الحية. العنصر التالي الذي يقع أسفل منه وهو السيليكون، شبه فلز، وما يثير الاهتمام أنه يشكِّل أساس الحياة الاصطناعية، أو الذكاء الاصطناعي على أقل تقدير؛ إذ يوجد في قلب جميع الحواسب الآلية. والعنصر التالي أسفله، وهو الجرمانيوم، اكتُشِف في وقت تالٍ، وهو شبه فلز تنبَّأ بوجوده مندليف، وتبيَّن فيما بعدُ أن فيه الكثيرَ من الخواص التي تَوقَّعَها ذلك العالم الروسي. وإذا تحركنا للأسفل، إلى عنصرَيِ القصدير والرصاص، نجدهما فلزَّيْن معروفين من قديم الزمان. وعلى الرغم من هذا التباين الشاسع فيما بين عناصر المجموعة 14، فيما يتعلق بسلوكها الفلزي أو اللافلزي، فإنها تتشابه في معنًى كيميائي مهم؛ وهو أنها جميعًا تُظهِر قوةَ ارتباطٍ قصوى، أو ما يُسمَّى بالتكافؤ، مقدارها أربعة.
ولو انتقلنا إلى المجموعة 17 لوجدنا الفرق الظاهر بين العناصر أكثر جلاءً، فعنصرَا الفلور والكلور اللذان يترأَّسان المجموعة كلاهما غازٌ سامٌّ. والعنصر التالي البروم، هو أحد العنصرين المعروفين الوحيدين اللذين يوجدان في صورة سائلة في درجة حرارة الغرفة، (والعنصر الآخَر هو فلز الزئبق). ثم لو تحركنا لأسفل المجموعة لَوجدنا اليود، وهو عنصر جامد ذو لون بنفسجي ضارب للسواد، ولو طلبنا من كيميائي مبتدئ أن يضع هذه العناصر في مجموعة واحدة طبقًا لمظهرها، فمن غير المرجَّح أن يصنِّف تلك العناصر معًا (أي الفلور والكلور والبروم واليود)، وهذه حالة يمكن أن يفيد فيها التمييز الدقيق بين ما هو قابل للملاحظة وما هو تجريدي في مفهوم العنصر؛ إذ يكمن التشابُه الذي بينها أساسًا في طبيعة العناصر التجريدية، وليست العناصر كمواد يمكن عزلها وملاحظتها.
مع استمرارنا في التحرك إلى أقصى اليمين، نجد مجموعةً من العناصر جديرةً بالملاحظة، هي الغازات النبيلة، وجميعها تم عزله قبيل القرن العشرين مباشَرةً أو في مستهله. وخاصيتها الرئيسية — بشكل قد يبدو متناقضًا ظاهريًّا، على الأقل حين عُزِلت لأول مرة — كانت تتمثَّل في أنها تفتقر إلى الخواص الكيميائية. وهذه العناصر الخاملة، التي تتضمن الهيليوم والنيون والأرجون والكريبتون، لم تكن مذكورةً ضمن الجداول الدورية القديمة؛ إذ لم تكن معروفةً وقتئذٍ، ولم يكن العلماء يتوقَّعون وجودها، وحين اكتُشِفت، فرَضَ وجودُها تحديًا كبيرًا للمنظومة الدورية للعناصر! ولكن تمَّ حل المشكلة في النهاية بنجاح، وذلك بمدِّ الجدول ليشمل الآن مجموعةً جديدة، تُسمَّى المجموعة 18.
ثمة كتلة أخرى من العناصر، تجدها في أسفل الجدول الحديث، وتتكوَّن من العناصر الأرضية النادرة، التي صُوِّرت عمومًا على أنها منفصلة تمامًا، ولكن هذا مجرد ملمح ظاهري لهذا العرض المستخدَم عامةً للمنظومة الدورية، فكما يجري بصفة عامة إدخال الفلزات الانتقالية ككتلة داخل الكيان الرئيسي للجدول، فمن الممكن تمامًا أن يُفعَل نفس الشيء بالعناصر الأرضية النادرة. ولقد تمَّ في الحقيقة نشر الكثير من تلك الجداول ذوات النمط الطويل، ولكن كما أن جداول النمط الطويل (شكل 2-3) تمنح العناصر الأرضية النادرة مكانًا أكثر طبيعيةً بين بقية العناصر، فإنها صارت بذلك مزعِجةً بعض الشيء، وغير طيِّعة لنسخها على اللوحات الحائطية للجداول الدورية التي يجب أن تكون أشكالُها عمليةً ومناسِبةً، وعلى الرغم من أن هناك عددًا من الأنماط المختلفة من الجدول الدوري، فإن ما يشكِّل الأساسَ لهذا الصرح بأكمله، أيًّا كان نمط تمثيله، هو القانون الدوري.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|