أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-04
1527
التاريخ: 2024-09-03
257
التاريخ: 2024-09-11
281
التاريخ: 2024-06-26
614
|
وكيف حدث أن هذه المدن لم تثُر؟ فيقول؛ لأن النيل لا يخطئ، فإذا أردت فإنه لا يأتي (إلى هذه المدن)، وهذا هو السبب الذي من أجله أصبحت الضرائب «باك» في يدك وهي التي تُجبى من بلاد الشمال، وهكذا فقد غرست وتد حبل المرسى في القطر الذي أخضعته في شرقي الدلتا (أي أصبحت مسيطرًا على شرقي الدلتا) من بداية حدود حبتو (بني حسن) حتى طريق حور (حدود شرقي الدلتا)، وهذا القطر آهل بالمدن المكتظة بالسكان وهي أحسن البلاد ... « وفي جزء آخر من المتن يفسر لنا الملك كيف تنتهز الفرصة لإجبار المدن على الخضوع، وذلك أن المدن كانت دائمًا في حروب مستمرة فيما بينها، فمثلًا نجد أن «أتريب» لأجل أن تقهرها «إهناسية» حاضرة الملك، قد أقامت سدًّا ضدها، وهو سد في عرض النهر؛ طبعًا لوقف الملاحة وإجبارها على التسليم والخضوع. وهذه هي نفس الطريقة التي يشير إليها الملك عند قوله أن يمنع المدن من الثورة ضده؛ لأنه هو سيد النيل، وأنه بإرادته يأتي النيل أو لا يأتي حتى مدن الدلتا. ومن ذلك نعلم أن فيضان النيل وسده كانا هما الطريقين الفعالين للسيادة على المدن؛ فالفيضان يعوق زرع الغلال وهو مادة التجارة لمدن الشمال، والسد يمنع الملاحة. وهكذا يصف لنا الملك الحرب التي شنها على الدلتا: «أقم سدًّا ضد نصف البلاد، واغمر النصف الثاني بالمياه بما في ذلك (؟) مدينة «أتريب «. « وهذه الجمل مع إيجازها لها أهمية استثنائية؛ إذ تبرهن على أن المدن كلها كانت تتوقف حياتها على النيل؛ لأنه الطريق العظيم للتجارة التي منها تعيش، وبه حافظت على حريتها في داخل أسوارها. والظاهر أن تعاليم «مريكارع» لم تترك مجالًا للشك في أهمية مدن الدلتا مدة العصر الإقطاعي، إلا أنها قد سهلت علينا فهم النظام الذي كانت تعيش تحت كنفه هذه المدن، وكذلك تأليف سكانها ونشاطهم. وفي وسط نظام الإقطاع الذي ملك الدولة القديمة تحول المجتمع إلى ضِياع يملكها الأشراف، وأسس بين الأشراف والأحرار والعبيد نظام طبقات وراثي دقيق منظم اقتصاديًّا في نطاق ضيق جدًّا، نجد فيه أن المدن التي كانت مركز التجارة والملاحة، كسرت تلك القيود التي كان يضيق بها الأشراف الخناق باضطراد. وحوادث الثورة الاجتماعية التي اندلع لهيبها في هذه الفترة في المدن قد حفظت لنا في أحد المصادر التي تعد من أهم الشواهد التاريخية المؤثرة في العصور كلها، وهي التي تعرف باسم «تحذيرات متنبئ «(1) ففيها نرى الشعب يقتل الأشراف ويخرب دواوين المساحة، ويتخلص من نير الملكية القديمة، والمدن تسترجع استقلالها الذاتي الذي كان لها منذ ألف سنة سبقت ذلك العهد قبل توحيد السلطة على يد مينا.
...............................................
1- راجع كتاب الأدب المصري القديم للمؤلف جزء أول ص194 ... إلخ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|