يعد التوافق بين الخمول الكيميائي والخواص الفيزيائية المتميزة للاسفلت من أهم الأسباب التي جعلت استعمالاته واسعة في الصناعة والبناء منذ قديم الزمان ، حيث يعتبر الاسفلت أول منتج بترولي استخدمه الإنسان لخدمة أغراضه المختلفة ، وتشير الدراسات إلى أن أولى استخدامات الاسفلت كانت في العراق … وفي بلاد سومر ، واكد بالذات بحدود (2500-3800) قبل الميلاد حيث يكثر وجود الترسبات الاسفلتية في تلك المنطقة ، كذلك استخدمه البابليون (538-2500) قبل الميلاد كمادة رابطة في البناء ، كما أشارت المراجع إلى استعمال الاسفلت في بناء قلعة بابل ، واستخدمه الكيشيون في بناء زقورة عكركوف/غرب بغداد وذلك في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ولاتزال الشواهد الأثرية تؤكد هذه الحقيقة.

أما المصريون فقد استخدموا الاسفلت (1500-2500) قبل الميلاد في تحنيط الحكام والملوك الموتى.

وبينت الاستكشافات في سويسرا ، أن سكان مناطق البحيرات في العصر البرونزي كانوا يعمدون إلى تغطية الدعامات الخشبية لبيوتهم بالاسفلت حفاظاً عليها من التآكل ومنعاً لنفوذ الماء إليها^[3,2,1].

أما في الوقت الحاضر ومع تقدم التكنولوجيا فقد شهدت صناعة الاسفلت نقلات نوعية وتوسع مجال استعماله ، فعلى سبيل المثال يستخدم الاسفلت المؤكسد مادة مانعة للرطوبة ولتغليف محلات اتصال الأنابيب تحت مستوى سطح الأرض^[4].

الاسفلت ذو طبيعة ثرموبلاستيكية ومقاوم للماء ولديه قابلية التصاق بأغلب المواد مما يجعله مادة إنشائية فريدة ، فنلاحظ أن المنتجات الطبيعية للاسفلت تستخدم في أغراض التبليط واكساء الطرق الثانوية بعد تسخينه ومزجه مع المواد المالئة (Filler) ، ويستخدم الاسفلت المنتج من عمليات التقطير في صناعة الاسفلت الكونكريتي (Asphaltic concerete) لاعمال تبليط الطرق والمطارات والجسور وهو أرقى أنواع التبليط الاسفلتي ،ومن الجدير بالذكر أن ما يقرب من 85% من الاسفلت يذهب إلى صناعة التبليط.

كذلك يستعمل الاسفلت السائل مادة لاصقة (Tack coat) توضع بين طبقات التبليط لتلصق الطبقة العليا بالسفلى ، كما تستعمل بعض أنواعه الخفيفة لتثبيت التربة المحتوية على مواد رملية حيث يخفف الاسفلت المسال ، ويرش على السطوح غير المعالجة وتدعى هذه المعالجة مهدئ الرمال (Dust laying) ، كما يستعمل الاسفلت السائل بطيء التصلب ، ويسمى بزيت الطريق (Road oil) لتثبيت مواد الحصى والرمل الخابط المفروش فوق طبقة الأساس من الطريق حيث يمزج ميكانيكاً مع مواد تسهل المعالجة وتقلل النفاذية^[5]، ويستخدم القطران مادة مانعة للرطوبة بسبب مقاومته للذوبان في الماء ، واستخدم البتيومين الحراري مادة عازلة وفي التسقيف ، واستخدم كغطاء واق للأحواض والخزانات وفي مواد الحشو المفصلي
(Joint filler).

أما على الصعيد الصناعي فقد استخدم الاسفلت لصناعة المواد العازلة (Insulating boards) وفي تغليف الأسلاك (Wire coating) وفي صناعة حبر الطباعة والأصباغ واوراق التغليف واستخدم كذلك في التسطيح والتغليف للوقاية من الحوامض وغطاءً مضاداً للتآكل^[6].

-------------------------------------------------------------------------------------------

1.  Abraham,H.,"Asphalt and Allied Substances".Vol.1,6^thed.,New Jersey, pp.5,19,23,56-57,69-70,(1960).
2.  الدبوني ، ع.أ.؛ وعلي ، ل.ح."النفط المنشأ والتركيب والتكنولوجيا". جامعة الموصل،ص63،65،235-236،292،294،298،301،303،312،(1986).

3. Henglein, F.A., "Chemical Technology". 1^st ed., Pergamon Press, 3London,pp.811-812,(1969).

4 "Introduction to Asphalt".The Asphalt Institute,6^th ed.,Manual Series No.5, pp.7-15,(1967).

5. "Asphalt Surface Treatments". The Asphalt Institute, Manual Series  No.13,pp.3,(1964).

6. "Asphalt in Hydraulic Structures".The Asphalt Institute,1^st ed.,ManualSeries No.12,pp.1-3,(1961).