أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-07
1041
التاريخ: 2024-02-23
30605
التاريخ: 2024-04-04
981
التاريخ: 2024-05-31
733
|
ومن كل ما سبق يتضح أن «شط الرجال» كان مقصد الزوار في عهد أواخر الأسرة الحادية عشرة، ومن المحتمل في أوائل الأسرة الثانية عشرة، وبعد قرن أو قرنين من ذلك العهد كان بعض السابلة ينقش اسمه عليه اعتباطًا أو مصادفة، ولكن في عهد الأسرة الثامنة عشرة كان زوار هذا الوادي منحصرين في رجال المحاجر القريبة من شط الرجال، وكانوا متفرجين على الآثار فحسب؛ وعلى ذلك يمكن القول بأن شط الرجال لم يكن قط يومًا ما محجرًا رغم أن سايس (Sayce, Ibid. 171) قد ذكر أنه وجد نقوشًا من عهد الأسرة الحادية عشرة لموظفين وعمال قد أتوا ليبحثوا عن أحجار في هضبة فوق شط الرجال، ولكن البحوث تدل أن أحجار مباني الأسرة الحادية عشرة المأخوذة من الحجر الرملي كانت من النوع الأزرق والأرجواني الرمادي كالتي توجد في «أسوان» وليس من بينها النوع المائل للصفرة الذي يوجد في محاجر السلسلة، وعلى هذا تكون النقوش التي يشير إليها «سايس» ليست لعمال محاجر أو كانت من عهد غير عهد الأسرة الحادية عشرة، وليس في شط الرجال أثر لمحاجر أكثر من ثلاثة أحجار من الحجر الرملي في الوادي، ولا بد أنها قطعت في عهد الدولة الحديثة، وسنرى بعد سر الشهرة التي خلقت فجأة لهذه البقعة، وبعد اتحاد البلاد بفترة قصيرة في عهد الأسرة الحادية عشرة، والتي أصبحت في زوايا النسيان بعد بضعة أجيال. والواقع أن المسافر الصاعد في النيل قبل أن يصل إلى شط الرجال يجد نفسه قد دخل في الأقطار النوبية الصبغة، ويلاحظ حتى يومنا أن البيوت في «الكاب» التي تبعد نحو 60 كيلومترًا فيها ذكريات البيوت النوبية، هذا إلى أن اللغة النوبية متداولة في «دراو» التي تبعد نحو 25 كيلومترًا جنوبي جبل السلسلة، وهذا المضيق لم يكن قط عقبة للملاحة كالشلالات التي في جنوبه، ولكن كان هناك منحدرات وعقبات كان يضطر معها الملاحون أن يجروا السفن للخروج من المضيق وبخاصة في زمن التحاريق، وحتى اليوم لا تزال هناك بعض شعاب وأماكن ضحضاحة. وعند «كوم أمبو» يوجد منحنى في النيل صعب اجتيازه بدون ريح رخاء، ولا نزاع في أنه منذ أربعة آلاف سنة لم يكن النيل قد اختط لنفسه مجرًى عميقًا في وسط التلال كما هي الحال اليوم، ولا بد أن سفن الدولة الوسطى كانت تجد مشقة في اجتياز هذا المضيق، وإذا كانت الألواح والنقوش التي في شط الرجال هي نصب تذكارية كما يظهر منها — والواقع أنها كذلك — عملت لزيارة الملك «منتو حتب» وحاشيته في هذه البقعة، فإنه يمكننا أن نفهم في الحال السبب الذي من أجله حط الفرعون رحاله هنا إذا فرضنا أنه صعد في النهر من عاصمة ملكه «طيبة»، فقد كان عند وصوله إلى هذا المكان قد اجتاز حدود مصر، وكانت المسافة التالية من النهر صعبة الملاحة، ولهذا السبب بلا شك كان قد ضرب موعدًا عند جنادل جبل السلسلة حيث كان الأمير «أنتف» وحامل الخاتم «خيتي» ينتظران المثول بين يدي الملك. ولما كان الراجح أنهما لم يكلفا الهيمنة على بعثة في جوار جبل السلسلة فلا نستطيع القول بأنهما كانا في مكان آخر بعيدًا عن هذه البقعة، وأنهما كانا عائدين ليقدّما تقريرهما عن بعثتهما، وإذا فرضنا أنهما قد حضرا بطريق النهر في السفن النيلية فإن المعقول أنهما يتشرفان بالمقابلة عند شاطئ النهر، وفي هذه الحالة كانت النقوش التذكارية لا بد تنحت على بعض الصخور المطلة على النهر حتى يمكن رؤيتها من النيل، ولكن النقوش التي لدينا كلها في وادي «شط الرجال» بعيدة عن النهر، ولا يمكن رؤيتها منه، ومن هنا يصعب على الإنسان أن يعتبرها تسجيلًا لرحلات نهرية.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|