معظم أنواع التربة يمتلك مقدرة جيدة على مبادلة الأيونات الموجبة، يمكن للتأثيرات المتبادلة مع جزيئات المبيد الموجبة الشحنة أن تكون كبيرة جداً.
(Vaporization)
ثمة وجه آخر لحركية المبيدات الحيوية غير الانتقال عبر وسط مسامي ضمن طور مائي. فالانتقال ضمن الطور الغازي هو طريقة أخرى تتحرك بها المبيدات الحيوية عمودياً وأفقياً. ويحصل الانتقال ضمن الطور الغازي في التربة أيضاً، إلا أنه ليس كبيراً كالانتقال عبر الماء. لكن ما هو أهم هو الانتقال في الجو فوق سطح التربة.
والخاصية الجزيئية الأساسية التي تحدّد قابلية مركّب صاف للتبخر هو ضغط البخار الخاص به. وفيما يخص المركبات المعتدلة التكافئية الروابط، يعتمد هذا الضغط إلى حد بعيد على الكتلة المولية للمادة وعلى قطبيتها . فالكتلة المولية الصغيرة والبنية غير المستقطبة تسهل التطاير. وفيما يخص كثيراً من المبيدات الحيوية، يساوي ضغط البخار من 10 حتى 1 باسكال عند 25°C (للمقارنة ، تذكَّر أن ضغط بخار الماء يساوي نحو 3000 باسكال عند نفس درجة الحرارة. ومن الحالات الاستثنائية ذات ضغط البخار العالي مواد هدروكربونية صغيرة الكتلة المولية من قبيل بعض المخلفات النفطية. لكن كون ضغط بخار كثير من المركبات موضوع الاهتمام صغيراً جداً لا يعني أن التلاشي الناجم عن البخر ضئيل بالضرورة. فحتى في البيئة المفتوحة ذات حركة الهواء الضعيفة، يساوي الضغط الجوي الجزئي للمركب الصفر تقريباً باستثناء الطبقة الرقيقة جداً التي تقع فوق سطح المبيد. لذا يمكن أن يكون ثمة ميل ترموديناميكي قوي نحو التطاير أو
التسامي:
(51.20)                                               مبيد حيوي (سائل أو صلب) ← مبيد حيوي (غازي)

لكن مدى التبخر يخضع إلى المؤثرات الحركية على نحو أكبر كثيراً من خضوعه إلى المؤثرات الترموديناميكية. فمن العوامل البيئية التي تؤثر في معدل البخر توضع المبيد الحيوي على سطح أو ضمن التربة ودرجة الحرارة وتيارات الهواء (الرياح) وطبيعة السطح الذي يتوضع عليه المبيد. ويمكن للتأثيرات الكيميائية المتبادلة بين المبيد الحيوي والتربة، المماثلة لتلك التي تمنع انتقال المبيد ضمن الماء، أن تخفض كثيراً ضغط بخار التوازن وتقلّص معدل الانتقال من الحالة الصلبة إلى الغازية.

إذا رسمنا خطاً بيانياً لضغط البخار بدلالة نسبة الرطوبة في التربة، وبافتراض تركيز ثابت للمبيد فيها، وجدنا تزايداً في ضغط البخار حتى الوصول إلى قيمة ثابتة (الشكل 6.20). وعندما تكون نسبة الماء صغيرة، تعمل القوى، التي تبقي المبيد الحيوي المتكثّف على جسيمات التربة، على تقليص مدى التبخر، وعندما تزداد نسبة الرطوبة، تحتل جزيئات الماء مواقع الامتزاز، فيتحرر المبيد ويمكن أن يصبح أسهل تبخّراً. وتحصل منطقة تسطح المنحني حين اكتمال التغطية الأحادية الطبقة لجميع المواقع النشيطة وعندئذ يتحرر المركب من تأثير التربة الحاضنة. وفيما يخص الأجناس المنحلة بقدر كاف، تشابه هذه الحالة حالة تبخر المبيد من الماء نفسه، وهي حالة يُعبّر عنها قانون هنري في حالة التوازن (الفصل الحادي عشر).
 

وفي حالة التبخر من سطح صلب كسطح التربة، يُعتبر ضغط بخار المادة الكيميائية الصافية أهم خواصها الجزيئية. إلا أن ما يحدث غالباً هو أن البخر يحصل من محلول مائي حين استعمال مبيدات أعشاب للحد من أعشاب الماء الطفيلية أو رشها على أراضي زراعة الرز المغمورة بالماء. وهنا أيضاً يحكم قانون هنري ضغط بخار الأجناس المنحلة في حالة التوازن..
ويعود الامتصاز في حالة رش المبيدات الحيوية على النباتات إلى قوى الجذب الكيميائية على سطح النبات، وإلى الامتصاص في الطبقة المغلّفة لنسيج النبات أيضاً. وقد افترض في الآونة الأخيرة ⁽¹⁾ أن أفضل وصف للبخر من سطوح النبات، ومن المادة العضوية التي في التربة أيضاً، يكون بالمعامل Kon العديم الوحدات الخاص بالتوزع بين الأوكتانول والهواء والمماثل تماماً لمعامل التوزع بين الأوكتانول والماء Kow . وتعليل ذلك هو أن مادة النبات تتصف بخاصية ألفة الماء والنفور منه التي يمثلها تمثيلاً جيداً الأوكتانول الأليف للماء والدهون في هذه الدراسة، وقعت قيم Kon الخاصة ببنزنات الكلور وثنائيات الفينول المتعددة الكلورة والـ د.د.ت. في المجال من وتشير هذه القيم الكبيرة إلى ميل هذه المركبات الشديد نحو البقاء مقترنة بالنباتات النامية في بيئة اليابسة. وهذا منسجم مع التراكم الملاحظ لمواد الكلور العضوية في النباتات والتربة. وقد تزايدت قيمة logo خطياً مع T/1 ضمن المجال من 10°C حتى 20°C . إن التزايد الكبير في التطاير مع تزايد درجة الحرارة هام لتحديد حركية تلك المواد وهي محمولة على الهواء في مناطق العالم المختلفة. لقد ذكرنا سابقاً "مفعول الجندب " الذي تُحمل بموجبه كيماويات من قبيل الـ DDT، حين تحررها في المناطق المدارية أو المعتدلة وتبخّرها إلى حد ما، على تيارات الهواء إلى أماكن أخرى، ثم تتكاثف المناطق الباردة. فحتى في حالة انعدام المصادر المحلية رصدت تراكيز كبيرة لمواد الكلور العضوية في المناطق القطبية.
النقطة الرئيسية 3.20 تتعلق حركية المبيد في الهواء والماء بتوزعه فيما بين الأطوار وعلى غرار الاستقرار الكيميائي، يعتمد التوزُّع أيضاً على بنية المركب، وعلى
المختلفة.
الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة والهواء.

Tom Harner and Don Mackay, "Measurement of Octanol-air Partition Coefficients for Chlorobenzenes, PCBs and DDT,"⁽¹⁾ Environmental Science and Technology, vol. 29, no. 6 (1995), pp. 1599-1606.