أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-14
888
التاريخ: 31-12-2015
3323
التاريخ: 2023-08-04
1211
التاريخ: 31-12-2015
3103
|
فلاحة مزارع الزيتون
تتميز معظم مناطق زراعة الزيتون في سورية بتربتها الطينية الحمراء الناعمة، ذات القدرة العالية على الاحتفاظ بالماء ان كان من هطول الأمطار أو من مياه الري، وتتعمق هذه المياه الى مناطق انتشار جذور الزيتون. وتختلف قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة تبعا للمناخ السائد من جهة وتبعا لطبوغرافية المنطقة من جهة أخرى. ففي المناطق الساحلية حيث معدل الامطار العالي بالمقارنة مع المناطق الداخلية والشرقية - والرطوبة الجوية العالية في الصيف، وانتشار الغابات في مناطق مختلفة، وانخفاض معدل النتح والتبخر فان مزارع الزيتون لا تعاني من مشكلة الجفاف أو فقد الماء عن طريق النتح - التبخر. أما في المناطق الأخرى من القطر حيث تميل الظروف المناخية للجفاف اعتبارا من نهاية الربيع وخلال أشهر الصيف، فان تربة مزارع الزيتون ذات الحبيبات الطينية الناعمة المحاطة بشريط مائي وتحت تأثير قوى الشد المختلفة تبد بالتشقق من السطح وحتى الاعماق، حيث يكون الضرر على الجذور المغذية المنتشرة في الطبقة السطحية ويزداد مقدار التشقق والضرر حسب الظروف المناخية كارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة الجوية ، وازدياد اشعاع الشمس ، مما يزداد معه فقد الماء من التربة وازدياد النتح من الأوراق وتتقطع جذور الزيتون ، وتبدأ الاوراق بالذبول ، والتساقط للثمار الصغيرة وذبول الثمار التي قاربت على الحجم النهائي بسبب سحب الاوراق للماء من الثمار نفسها مما يجعل الفلاحة كخدمة بستانية لمزارع الزيتون - والفاكهة بشكل عام - غير المروية أمرا واجب التطبيق اذا حسن أداؤها موعدا وتطبيقا، لان المغالاة في تنفيذها يؤدي إلى اضرار أكثر على أشجار الزيتون من حيث تقطع الجزء الفعال من المجموع الجذري السطحي، وتقليل كمية الغذاء الواصلة الى النبات، ونقص معدل النمو الخضري، مما يسبب تفاقم ظاهرة تبادل الحمل نتيجة لهذا الاختلال الفسيولوجي في امتصاص العناصر الغذائية وتقطع الجذور الذي أدى ويؤدي لضعف النمو الخضري السنوي القادر على حمل الثمار في السنة التالية.
ان لفلاحة التربة فوائد عديدة بصرف النظر عن النبات المزروع، فهي تحسن من خواص التربة، تفكك حبيباتها، وتنشط الكائنات الحية الدقيقة، تحسن من خواص التربة، وتفكك حبيباتها، وتنشط الكائنات الحية الدقيقة، الفوائد التي يمكن ذكرها عن هذه العملية الزراعية.
لقد كانت الفلاحة وما زالت مطبقة في مزارع الفاكهة بشكل عام، وأكثر شيوعا في مزارع الزيتون ويكاد لا يختلف اثنان حول فوائدها. الا ان المغالاة في عدد الفلاحات، والاعماق الكبيرة أحيانا اثناءها، والكلفة الاقتصادية لها، والاضرار التي قد تنجم عنها أن كان للجذور أو للمجموع الخضري أو للجذع نفسه، كلها من العوامل التي تجعلنا نقول بأننا مع الفلاحية السطحية غير العميقة من جهة والقليلة العدد من جهة أخرى.
اننا نقول لمزارعينا النشطين في مزارعهم، ولأخوتنا المهندسين المرشدين، ولطلابنا عماد المستقبل ، ومن أجل الحفاظ على شجرة الزيتون المباركة ، التي رعتها الاديان السماوية وحافظت عليها الشعوب من الانقراض ، ومن أجل النهوض بهذه الشجرة الكريمة عماد ثروتنا البستانية في صورية ، وحامية البيئة في مناطق زراعتها ، ومصدر الدخل لقطاع كبير جدا من المواطنين ، الى هؤلاء جميعا نقول بأنه من الناحية العملية ، علينا بفلاحة الخريف وهي فلاحة هامة خاصة بعد قطاف الزيتون (ت2 - ك1) على أن لا يزيد عمقها عن 15 سم وحبذا لو تم اجراؤها بعد عملية التقليم، وتتم بواسطة المحراث العادي التي تجره الحيوانات أو بواسطة الكالتيفتور. كما أن فلاحة الربيع من الفلاحات الهامة وهي أقل عمقا من السابقة 7 - 10، ويتم اجراؤها في آذار - نيسان قبل الازهار - وهذا هو الافضل - أو بعد العقد حسب الظروف المناخية السائدة التي تسمح بنجاح الفلاحة من جهة والتخلص من الاعشاب من جهة ثانية والحفاظ على رطوبة التربة من جهة ثالثة ويفضل أن تكون متعامدة على الفلاحة الخريفية. ثم يأتي بعد ذلك موعد فلاحة أو فلاحات الصيف، وهنا يختلف عددها وموعدها، فقد يصل عددها الى ثلاثة في كل من حزيران وتموز و آب بمعدل فلاحة كل شهر . وربما يزداد عددها في الاراضي ذات التربة الطينية والمناطق الجافة الا أنها أقل عمقا حوالي 5 سم ( خربشة ) أي مجرد تكسير الانابيب الشعرية في الطبقة السطحية من التربة ، على أن تكون آخر فلاحة صيفية قبل موعد قطاف الزيتون وهي أشبه ما تكون بعملية تسوية لسطح التربة لتسهيل جمع الثمار التي تسقط على الأرض ، وتجري الفلاحات الصيفية عادة بواسطة الجرار الزراعي أو المحراث البلدي. ويفضل استعمال محاريث الشق ( الكالتيفاتور ) لأنها تساعد على بقاء سطح التربة أفقيا. كما ينبغي تجنب المحاريث المطرحية أو القلابة أو السكة في الحراثة كونها تؤدي الى تكوين مرتفعات ترابية حول أشجار الزيتون بينما تسبب انخفاضا في مستوى سطح التربة في المسافات الفاصلة بين الاشجار، الذي يؤدي الى تقطيع الجذور وتعرضها للإصابة بمرض الذبول. وفي كل الاحوال أن تكون كل فلاحة متعامدة مع الفلاحة السابقة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|