أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
3231
التاريخ: 24-1-2019
26492
التاريخ: 2023-11-29
1128
التاريخ: 20-6-2018
15800
|
هو ابن المعتضد، مولده في 5 جمادى الأولى من سنة 287 (9 أيار 900م)، أمُّه أمُّ ولد، اسمها قبول، ويُقال فتنة. لمَّا قُتل المقتدر أُحضر هو ومحمد بن المكتفي، فسألوا ابن المكتفي أن يتولى، فقال: لا حاجة لي في ذلك، وعمِّي هذا أحقُّ به. فكُلِّم القاهر فأجاب فبُويع، ولُقِّب القاهر بالله، كما لُقِّب في سنة 317ھ، وأول ما فعل أن صادر آل المقتدر وعذَّبهم، وضرب أم المقتدر حتى ماتت في العذاب، ونسي هذا الخليفة ما يفعل الله بالقَتَلة وما يُخبِّئه له الزمان في مطاوي ثوبه الضافي، وكأنه لم يتذكر ما مرَّ به من العِبَر في تاريخ أجداده. وممَّن قتلهم أيضًا جماعة من أكابر الدولة، وذلك أنه في سنة 321 شغب عليه الجُند، واتفق مؤنس وابن مقلة وآخرون على خلعه بابن المكتفي، فتحيَّل القاهر عليهم إلى أن أمسكهم وذبحهم، وطيَّن على ابن المكتفي بين حائطين، وأما ابن مقلة فاختفى فأُحرقت داره، ونُهِبَت دُور المخالفين، فزِيد في ألقابه: المنتقم من أعداء دين الله، ونُقِش ذلك على السكة. وأمر بتحريم القيان والخمر، وقبض على المغنين، ونفى المخانيث، وكسر آلات اللهو، وأمر ببيع المغنِّيات من الجواري على أنهن سوادج، وكان مع ذلك لا يصحو من السُّكر، ولا يفتُر من سماع الغناء. وفي سنة 322 قتل القاهر إسحاق بن إسماعيل النوبختي الذي كان قد أشار بخلافته، ألقاه على رأسه في بئر وطُمَّت، وذنْبه أنه زايَد القاهر قبل الخلافة في جارية واشتراها، فحقد عليه. وفي السنة المذكورة تحرَّك الجُند عليه؛ لأن ابن مقلة في اختفائه كان يوحشهم منه ويقول لهم: إنه بنى لكم المطامير ليحبسكم؛ وغير ذلك، فأجمعوا على الفتك به، فدخلوا عليه بالسوق فهرب، فأدركوه وقبضوا عليه في 6 جمادى الآخرة (25 أيَّار 934م)، وبايعوا أبا العباس أحمد بن المقتدر، ولقَّبُوه الراضي بالله. قال محمود الأصبهاني: «كان سبب خلع القاهر سوء سيرته وسفكه الدماء، فامتنع من الخلع، فسَمَلُوا عينيه، أن كحَّلوه بمسمار محميٍّ فسالتا على خديه.» وقال الصولي: «كان أهوج، سفَّاكًا للدماء، قبيح السيرة، كثير التلوُّن والاستحالة، مُدمِن الخمر، ولولا جودة حاجبه سلامة لأهلك الحرث والنسل، وكان قد صنع حربة يحملها فلا يطرحها حتى يقتل بها إنسانًا.» وقال المسعودي: «أخذ القاهر من مؤنس وأصحابه مالًا عظيمًا، فلما خُلع وسُمِل طُولب بها فأنكر، فعُذِّب بأنواع العذاب، فلم يُقِر بشيء، فأخذه الراضي بالله فقرَّبه وأدناه، وقال له: قد ترى مطالبة الجُند بالمال، وليس عندي شيء، والذي عندك فليس بنافعٍ لك، فاعترف به. فقال: أما إذا فعلت هذا فالمال مدفون في البستان. وكان قد أنشأ بستانًا فيه أصناف الشجر حُملَت إليه من البلاد، وزخرفه وعمل فيه قصرًا، وكان الراضي مغرمًا بالبستان والقصر، فقال: وفي أيِّ مكان المال منه؟ فقال: أنا مكفوف لا أهتدي إلى مكان، فاحفر البستان تجده. فحفر الراضي البستان وأساسات القصر، وقلع الشجر فلم يجد شيئًا. فقال له: وأين المال؟ فقال: وهل عندي مال؟ وإنما كانت حسرتي في جلوسك في البستان وتَنَعُّمك، فأردت أن أفجعك فيه. فندم الراضي وحبسه، فقام إلى سنة ثلاث وثلاثين، ثم أطلقوه وأهملوه، فوقف يومًا في جامع المنصور في بغداد بين صفوف الخلق وعليه مبطنة (جبة) عنَّابيَّة وقد ذهب وجهها وبقي بعض قطن بطانتها وهو يقول: «تصدَّقُوا عليَّ، بالأمس كنتُ أمير المؤمنين، وأنا اليوم من فقراء المسلمين.» وكان ذلك في أيام المستكفي ليُشَنِّع عليه، فمُنع من الخروج إلى أن مات في منزله بدار ابن طاهر بالحريم، سنة 339 في 3 جمادى الأولى عن 53 عامًا.» وكانت خلافته 6 سنين و6 أشهر و7 أيام، ودُفن إلى جانب أبيه المعتضد.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|