أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-28
1146
التاريخ: 2024-01-13
944
التاريخ: 30-11-2015
13676
التاريخ: 2023-11-04
746
|
في بعض الحالات، تكون المخلفات المعدنية التي تمثّل الكتلة الأساسية للمخلفات خاملة نسبياً. وتُعدُّ مناجم الألماس في جنوب أفريقيا مثالاً لها. يوجد الألماس هناك على شكل تجمعات ضمن "أنابيب " مخروطية، وهي أسافين من الكمبرلايت (kimberlite) محشورة في الصخرة المضيفة. ويتصف الكمبرلايت بتركيبه المتغير، لكنه يتألف عادة من معدنيات نارية مقاومة فائقة المافية (ultramafic) (أي الغنية بالمنغنيز Mg والحديد Fe)، منها الأوليفين ( 4Mg,Fe)2 SiO)) والبيوتايت (2(K(Mg,Fe),AlSi3O10 (OH) والغرانيت (مثلاً 3(4Fel (SiO) والإلمينايت (FeTiO 3) (ilmenite). وتحتوي الأسافين النارية على قشور فيها أحافير مشتقة من رواسب متوضعة سابقاً. وثمة كثير من هذه الأنابيب الغنية بالألماس في مختلف أنحاء جنوب أفريقا، إلا أن المواقع الرئيسية متمركزة بالقرب من كمبرلي وبريتوريا.
وتتألف مخلفات هذه المناجم من شظايا صخرية دقيقة يعكس تركيبها المعدني تركيب صخر الكمبرلايت المضيف. وتلك المعدنيات هي من النوع الذي يخضع إلى تفاعلات كيميائية محدودة جداً وبطيئة جداً فقط، بعد التعرض إلى الهواء والماء. ونظراً إلى أنها خاملة نسبياً، يكون تسرب المعدن منها أصغرياً. ونتيجة لذلك لا تسبب تلوثاً كيميائياً للتجمعات المائية القريبة منها إلا نادراً.
ومع ذلك، لا تخلو من المشاكل. إذا بقيت تلك المخلفات بدون معالجة على شكل ركام كثيف من المواد الخاملة، فإنها سوف تكون كريهة المنظر، وسوف تمثل إثارة الريح لغبارها مشكلة نظافة إضافة إلى مخاطر صحية محتملة. لذا بذلت جهود حثيثة لتثبيت الركام. وأفضل طريقة للتثبيت عادة هي تغطيتها بنوع مناسب من المزروعات. ولتحقيق ذلك، يجب استقصاء خواصها الفيزيائية والكيميائية بغية جعلها قابلة للزراعة فيها.
تتصف معظم المخلفات بتوزع متجانس نسبياً لمقاسات الجسيمات التي تقع قيمتها الوسطى في منطقة الرمل أو منطقة الطمي ذي المقاسات الكبيرة (الشكل 1.18). ونظراً إلى أن نسبة المادة العضوية فيها قريبة من الصفر، لا توجد فيها عوامل لربط الجسيمات، ولذا لا يوجد في الركام من بنية "التربة" إلا القليل. ونتيجة لذلك تكون نفوذيتها عالية، فيتسرب الماء منها بسر عة مع إمكان ضئيل جداً لاحتفاظها به. وعندما تكون المخلفات غامقة اللون، يكون عكسها للضوء ضعيفاً، وهذا يجعلها تمتص أشعة الشمس بكفاءة، ويجعل درجة حرارتها السطحية عالية جداً أثناء النهار. وهذه العوامل مجتمعة مسؤولة عن هذا الوسط الجاف الحار غير الملائم لزراعة النباتات.
وثمة مشكلة أخرى تخص الزراعة فوق ركام المخلّفات غير الضارة. فالمخلفات، التي من قبيل تلك التي تنتج من مناجم ألماس كمبرليت، لا تحتوي على مصادر طبيعية لمغذيات النباتات الرئيسية، أي النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم. يُضاف إلى ذلك أن مكونات المخلفات المعدنية خاملة، وهذا يعني أن تحرير مغذِّيات ثانوية وضئيلة المقدار بصيغ متاحة للتناول ليس كافياً لدعم نمو معظم النباتات.
يتمثل أحد حلول تلك المشاكل الفيزيائية والكيميائية مجتمعة في إدخال مادة عضوية في الطبقة السطحية من ركام المخلفات وإلى جانب الاستصلاح العضوي، تضاف أسمدة كيميائية في وقت الزراعة وبعده. فتعمل المادة العضوية على تحسين المقدرة على الاحتفاظ بالمغذِّيات والماء، ويمكن أن تكون مصدراً لبعض المغذِّيات الأخرى، في حين أن الأسمدة تُتمّم الإمداد بالغذاء من دون المادة العضوية، تكون المقدرة على مبادلة الأيونات الموجبة للمادة غير التفاعلية الخشنة الحبيبات منخفضة إلى حد أنه إذا لم يتناول النبات الأيونات فوراً تسربت عبر الركام إن المواد المعقدة للمادة العضوية توفر مواقع مبادلة أيونات موجبة تحتفظ بالأجناس المغذية الموجبة الشحنة. يُضاف إلى ذلك أن جزءاً من المكوّنات العضوية المعقدة ينحل ويعزّز معدَّل مفاعيل العوامل الجوية الكيميائية. وعندما تتحقق دورة النمو، تحافظ سيرورات سقوط أوراق النبات وتفككها جزئياً على الأقل على محتوى "التربة" من المادة العضوية. وتتقدم بعدئذ سيرورة تكوين التربة بمعدل متسارع . ويمكن للمواد العضوية المختلفة، ومنها فضلات المدن وحمأة الصرف الصحي المحولة إلى سماد على سبيل المثال، أن تكون مواد استصلاح ملائمة. وهذا مثال يبيِّن كيف أن ضم مادتي فضلات معاً يمكن أن يعطي منتجاً مفيداً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|