ضياع المغذيات من التربة بالتسرب (Nutrient loss from soil by leaching) |
594
09:11 صباحاً
التاريخ: 2024-01-08
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-23
1002
التاريخ: 2023-11-06
1046
التاريخ: 5-3-2016
3584
التاريخ: 20-6-2016
7736
|
لقد دفع الاستعمال الكثيف للأراضي إلى تزويدها بمواد عضوية لتعظيم إنتاجيتها من المحاصيل والحراج. لذا يجب الاهتمام بأن كل مادة كيميائية تُضاف إلى التربة تؤدي الغاية منها، وأنها لا تتسرب إلى المياه الجوفية أو تشطف بعيداً عن التربة. سوف نتحرى في الفصل العشرين ببعض التفصيل مصير المبديات الحشرية الحيوية حين رشها على المحاصيل أو التربة. أما هنا فسوف نستقصي باختصار سلوك المغذيات اللاعضوية المستعملة في الزراعة، ومنها كبريتات الأمونيوم وفوسفات الكالسيوم.
تؤدي سيالة الماء (أكانت مطراً أو ماء (ري) وبنيان التربة وطبيعة الغطاء النباتي دوراً رئيسياً في تحديد مدى تسرب الغذاء من التربة. إلا أن حركة الأجناس الكيميائية نحو الأسفل يمكن أن تُمنع بواسطة الكيمياء الأرضية وذلك بربطها بسطوح جسيمات التربة، وحيوياً من خلال تناول النبات لها. لذا تصبح نسبة التسرب أقل، إذا كانت التربة ناعمة وذات سطوح متفاعلة، وحيثما نمت النباتات بكثافة.
وتمثل التأثيرات الفيزيائية والكيميائية المتبادلة بين المغذِّيات والتربة محدّدات رئيسية لتسرب تلك المغذيات. فأجناس المغذيات الكبيرة ذات الأيونات الموجبة، تتضمن أيونات الأمونيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم، التي تُضاف إلى التربة بصيغة أملاح الأمونيوم وكلور البوتاسيوم وكربونات الكالسيوم (حجر) (الجير) وكربونات مغنيزيوم الكالسيوم (الدولوميت). وتنزع أيونات الأمونيوم والمعادن الموجبة إلى الاقتران بمعقد المبادلة السالب المكون من معدنيات صلصالية ومادة عضوية. لذا تحتفظ التربة ذات المقدرة الكبيرة على مبادلة الأيونات الموجبة بالأيونات الموجبة وتمنع ارتشاحها. وفي نفس الوقت، تكون الأجناس المحتفظ بها في التربة في حالة توازن مع نظيراتها المنحلة، وبذلك توجد نسبة صغيرة منها على الأقل في الماء الموجود في التربة. لكن حينما يكون ثمة تنافس مع تراكيز عالية من أيونات موجبة أخرى (ومنها أيون الهدرونيوم) في محلول التربة، يتحرر مزيد من الأيونات المغذية من الأطوار الصلبة التي تتسرب بعدئذ.
يمثل الأمونيوم حالة خاصة لأنه يتحول بالأكسدة إلى نترات بسهولة عند قيم pE العالية. ونظراً إلى كون النترات أيوناً سالباً، فإنها لا ترتبط بقوة بالجسيمات الصلبة في معظم أنواع التربة. لذا تكون متاحة للنبات كي يتناولها وإذا لم تتناولها النباتات أو المتعضيات المكروية، بقيت منحلة.
وبغية تعظيم إنتاج أنواع مختلفة من الحبوب والمحاصيل العالية الإنتاجية، تستعمل الأسمدة الأزوتية (النتروجينية على نطاق واسع. وقد لوحظ أن النبات، على الأرجح، لا يتناول نسبة كبيرة من النترات المضافة أو الناتجة من أسمدة لاعضوية، وأنها تتسرب بسهولة من منطقة الجذور إلى المياه الجوفية أحياناً. وثمة تغيرات كبيرة في مقادير النترات التي ترشح من التربة، وذلك تبعاً لطبيعة التربة ومقدار الماء ونوع المحصول وأساليب الحراثة ومعدلات وأوقات تزويد التربة بالأسمدة وأنواع تلك الأسمدة. وتعتبر النترات التي تأتي من مصادر زراعية وتصل إلى المياه السطحية أو الجوفية قضية بيئية على درجة كبيرة من الخطورة. ففي التجمعات المائية السطحية يمكنها الإسهام فرط التغذية، برغم أن الفوسفور هو غالباً المغذي الرئيسي، وفقاً لما رأيناه سابقاً. والنترات سامة أيضاً، خاصة للأطفال الصغار، وقد وُضعت مقايس لماء الشرب في التشريعات المختلفة (المقطع 1.16).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|