تؤدي العوامل الجوية الفيزيائية إلى تفتت المادة الصخرية الجسيمة إلى تكتلات أصغر تصبح في النهاية شديدة الدقة بقدر يكفي لاعتبارها تربة ⁽¹⁾. ويحصل ذلك بطرائق عدة:

• يؤدي تمدد الماء المتجمد في المناطق الباردة إلى ازدياد تفتت الصخور عند سطوح صدوعها الطبيعية. ويحصل مزيد من التفتت عندما يدخل الماء الصدوع ويتمدد بمقدار (%9) بفعل التجمد.

• وتجعل النار الصخر يتمدَّد ، لكن نتيجة لناقليتها الحرارية المنخفضة، يتمدد سطحها بسرعة أكبر كثيراً من تمدد داخلها، فيؤدي ذلك إلى إجهادات تتحرر بالتصدع. ويحصل نفس المفعول، لكن إلى حد أقل، بسبب تغيرات درجة الحرارة اليومية.

• يمكن أن يحصل تجمع لأملاح على صخور متصدّعة من قبل. فإذا كان لتلك الأملاح معامل تمدُّد حراري أعلى من ذاك الذي للصخر المحيط به، يمكن لتغيرات الحرارة اليومية والموسمية أن تؤدي إلى كسور تنجم عن زيادة الضغط. وعلى نحو مشابه، تتعرض بعض المعدنيات المتوضعة في الصدوع، وخاصة الصلصالات التي من قبيل المونتموريلنايت (montmorillonite)، إلى تمدد كبير حين التميه. ويمكن لهذا أن يؤدي تشقق المادة الجسيمة أيضاً.

• تؤدي الخدوش الناجمة عن التأكل بالريح أو الماء، وخاصة في ظروف التجمد، إلى مزيد من تفتت الصخر إلى قطع أصغر.

• عندما تتكون المادة المتفتتة الدقيقة على سطح صخرة، تصبح عرضة للنقل اسطة الريح أو الماء أو الجليد ويؤدي تحرير الضغط الناجم عن اقتلاعها إلى تمدد في المستوى العمودي بزوايا قائمة على مستويات الصدوع الأفقية الطبيعية، ويؤدي هذا إلى مزيد من التشقق.

• يولد اختراق جذور النباتات، وخاصة الأشجار، للصدوع ضغطاً يكفي لحدوث كسور

والمفعول المشترك لهذه السيرورات وغيرها هو تفتت الصخور الجسيمة لتصبح مادة مقاسات جسيماتها صغيرة، ولذا تكون مساحتها السطحية النوعية كبيرة. لقد رأينا أن مقاس الجسيم هام جداً من حيث السلوك الفيزيائي والكيميائي للمادة الصلبة في أي بيئة.

(1) يمكن تعريف التربة بأنها طبقة من جسيمات غير متماسكة نجمت عن حت الصخور بالعوامل الجوية وعن مادة عضوية تحتوي على ماء و/أو هواء في الفراغات فيما بينها تغطي التربة السطح العلوي لمعظم الأرض وتدعم الحياة النباتية عليها. ليس هذا التعريف الوحيد للتربة، ويتضمن الفصل الأول من المرجع 2 من مراجع" للاستزادة مناقشة قيمة لمفاهيم التربة المختلفة.