أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07
817
التاريخ: 31-12-2015
2650
التاريخ: 2024-01-12
3161
التاريخ: 2024-01-14
887
|
ظاهرة تبادل الحمل
تسلك أشجار الزيتون في حياتها سلوكا مميزا، يتلخص في غزارة محصولها في سنة وقلته في السنة التالية وتلاحظ هذه الظاهرة في أشجار التفاح واليوسفي والفستق الحلبي وفي النخيل أحيانا كما يرتبط تبادل الحمل في أصناف دون أخرى. وتكون الثمار في سنة الحمل الغزير صغير الحجم، ويقول دكتور شاندلر أن المعاومة لا يصاحبها على الدوام فشل الازهار في سنة الحمل الخفيف، انما يرافقها فشل الازهار في ان تعقد الى ثمار، وكما يقول زيدان ومكسيموس أن الحمل القليل لا ينتج عن القلة في عدد الازهار المتكونة، ولا عن الزيادة في نسبة الازهار المذكرة ( المختزلة المبيض ). وتفسير ذلك في نظر دكتور شاندار ان المحصول الغزير يقلل من تجمع وتخزين النشا، ويقلل من عدد الازهار المتشكلة مستقبلا خاصة اذا بقيت الثمار على الاشجار حتى موسم تشكل بداءات الازهار كما هي الحال في مزارع الزيتون في منطقة سلقين ( ادلب ) وما جاورها ، ويقول دكتور هارتمان مؤكدا ما أتى به شاندلر من أن المحصول الغزير يزيل غلب المواد الكربوهيدراتية والمواد العضوية النتروجينية وبعض العناصر الضرورية المغذية الأخرى من الشجرة ، بحيث لا يبقى من مخزون الشجرة من الغذاء ما يكفي محصول السنة التالية. ويضيف د. هارتمان أن أفضل طريقة لمنع ظاهرة تبادل الحمل هي منع الشجرة من الحمل الغزير، لان شجرة الزيتون ذات طباع شاذة في حملها للثمار بحيث يصعب التنبؤ بالحمل الزائد، والذي لا يمكن تقديره ومعرفته حتى ما بعد منتصف حزيران ويذكر د. زيدان وجود كميات كبيرة من الكربوهيدرات في أوراق الاشجار قبل الازهار وخلال العقد والنمو في ربيع سنة الحمل النزير وأنها نقصت الى الثلث تقريبا في سنة الحمل الخفيف.
ويذكر شاندلر أن بعض الاصناف التي يعرف عنها المعاومة في الحالة الطبيعية، تكاد لا تظهر عليها المعاومة عندما تكون التربة جيدة والأسمدة الآزوتية متوفرة بغزارة، ولم يوجد حتى الآن، ما يثبت وجود نسبة ما بين الكربوهيدرات / النتروجين مسؤولة عن تشكل الازهار.
كما تعمل الظروف البيئية السائدة كالشتاء البارد، أو الجو الجاف، أو قلة الامطار والعطش، كلها تؤدي الى توقف النمو الخضري أو الحد منه، مما يعمل على زيادة تجمع النشا، وتؤدي بالتالي الى التزهير الغزير، ويقول د. هارتمان أنه لا يوجد أي دليل قاطع على أن التقليم يمكن المزارع من التغلب على ظاهرة تبادل الحمل، ولكنه يمكن القول أن التقليم اذا ما تم في نهاية حزيران فانه يقلل من ظاهرة تبادل الحمل. الا أن التقليم غير فعال كما يقول د. هاتمان اذا ما قورن بخف الثمار، لان عملية التقليم تزيل الاوراق والثمار بينما عملية خف الثمار تزيل نسبة معينة من الثمار. فاذا أجري التقليم فيجب أن يكون للأغصان الحاملة للثمار بغزارة وتجاهل الاغصان قليلة الحمل فالمبدأ هو ازالة أكبر قدر ممكن من الثمار وازالة أقل عدد من الأوراق.
ويرى هارتمان أن أفضل طريقة لمنع ظاهرة الحمل الغزير هي خف عدد من الثمار الصغيرة بعد تجاوزها مرحلة العقد، وهذا ما يجب عمله مبكرا - حزيران -.
كما لا يوجد نظام تسميد معين يمكن الاعتماد عليه للتخلص من تبادل الحمل، فالنتروجين يمكنه زيادة الانتاج بدون تغيير كبير في نظام ظاهرة تبادل الحمل وتقلب المحصول بل بالعكس، وجد أن التسميد الغزير بالنتروجين خلال الشتاء أو أوائل الربيع يمكنه من زيادة نسبة العقد والبدء في احياء ظاهرة تبادل الحمل.
يقول شاندلر أن المعاومة قليلة في الاشجار المتميزة بتربة جيدة، وري وفير وتسميد منتظم. وان التسميد بالنتروجين في سنة الحمل الغزير بعد العقد مباشرة يسبب غزارة في النمو الخضري الذي يسبب زيادة مساحة الاوراق التي تعمل على تصنيع النشا وتخزينه وازهار الاشجار وعقد الثمار في السنة التالية.
وهذا ما أثبته د. ديري في تجربتين منفصلتين احداهما عن التسميد في المسلمية، والأخرى عن ري الزيتون في سلقين والذي أدى الى اعطاء محصول منتظم في موسمين متتاليين وهذا ما تؤكده نتائج الابحاث في حوض البحر المتوسط من أن الخدمة الجيدة لمزارع الزيتون مع تقليم كاف معتدل كانت كفيلة بتقليل ظاهرة تبادل الحمل.
وقد وجد هارتمان في تجاربه في ولاية كاليفورنيا أن تقليم 50٪ من الاغصان بعد العقد بستة ( 6 ) أسابيع لم تؤد إلى زيادة في حجم الثمار المتبقية، بينما وجد أن خف الثمار بمعدل الابقاء على 2 - 3 ثمار على كل 30 سم من خشب الحمل بعد 6 أسابيع من الازهار، أدت الى زيادة ملحوظة في حجم الثمار، وقللت المعاومة.
يعتقد شاندلر بأن للتحليق دورا في المساعدة على التخفيف من ظاهرة تبادل الحمل، لان هذه العملية تسمح بتجمع النشا فوق منطقة القطع وتشكل الازهار على الاغصان أعلى منطقة التحليق ووجد أن الكربوهيدرات التي لا تستطيع المرور عبر منطقة التحليق، تذهب مباشرة الى الثمار اما لزيادة حجمها أو اسراع نضجها، ولذلك فان عمل حز في لحاء شجرة حول الجذع أو الغصن يمكن من زيادة المواد المغذية أعلى المنطقة ويسبب تشكيل الازهار.
وأخيرا فقد رأى هارتمان من تجاربه، أن التسميد الغزير بالنتروجين في الشتاء أو في أول الربيع يمكن أن يؤدي الى عقد غزير للثمار، ويشجع على احياء ظاهرة تبادل الحمل، ويمكن مشاهدة هذه الحالة، في الاراضي الضحلة قليلة الخصوبة، والمتميزة بالشتاء الغزير الامطار الذي يغسل الكثير من النتروجين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|