تتغير تراكيز أوزون الستراتوسفير تبعاً للموقع على الأرض والزمن. وتساوي قيمة متوسط وحدة دوبسون في العالم نحو DU 300 ، وتختلف القيمة الفعلية من 250 عند المناطق المدارية حتى 450 عند أجزاء من المناطق الشمالية أو الجنوبية. وتختلف التفاوتات اليومية المحلية في أي موقع، والمقترنة بتغيرات الطقس القصيرة الأجل، بين 20 و 30 وحدة دوبسون عادة. إلا أن التغيرات الفصلية كبيرة، فعلى سبيل المثال، كان المتوسط اليومي في عامي 2001 و 2002 في مدينة واشنطن بين 290 وحدة دوبسون في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) و 370 وحدة في شهر مايو (أيار). إنه لمن الطبيعي أن تكون مستويات الأوزون عالية في فصلي الشتاء والربيع، وأن تنخفض في أثناء الصيف والخريف.

تستعمل عبارة "ثقب الأوزون" لوصف الترقق الذي يحصل في منطقة من طبقة الأوزون من قبيل ذاك الذي رصد في السنوات الأخيرة في فصل الربيع فوق القطب الجنوبي (أكتوبر (تشرين الأول)، وفيما بعد فوق القطب الشمالي (مارس (آذار)). ليست التسمية "ثقب الأوزون" دقيقة تماماً، لأن الأوزون لا يختفي من المناطق القطبية للستراتوسفير، بل تقل تراكيزه على نحو ملحوظ على سبيل المثال، بيَّنت بعض قياسات

ثقب الأوزون في القطب الجنوبي أن تركيزه يقل عن 150 وحدة دوبسون.

ثمة مسألتان هامتان تخصان تراكيز الأوزون في الستراتوسفير. أولاهما تتعلق بالتراكيز الوسطية العامة مع تفاوتاتها الشهرية والإقليمية والعوامل التي تؤثر في تلك القيم. والثانية تخص التراكيز التي تبدو شاذة في مناطق معينة من غلاف جو الأرض، خاصة مناطق القطبين الشمالي والجنوبي، وهي المناطق التي أدت فيها الأنشطة البشرية إلى أكبر تأثير في التغيرات الطبيعية. سوف نناقش هاتين المسألتين بمزيد من التفصيل فيما بعد في هذا الفصل، وذلك بعد استقصاء بعض تفاصيل كيمياء الأوزون "الطبيعي".

النقطة الرئيسية 1.3 يحتوي الستراتوسفير، وهو المنطقة الواقعة بين الارتفاعين 15 و 50 كيلو متراً، على تراكيز مرتفعة للأوزون. ويُنظم هذا الأوزون مقدار الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض، موفّرا مفعولاً واقياً منها للكائنات الحية. لذا ينطوي النقص الحاد في أوزون الستراتوسفير على احتمال حصول أضرار بالغة للحياة النباتية والحيوانية على الأرض.