من المفيد في كثير من الحالات القيام بأكثر من مجرد قياس تركيز عنصر أو مركب معين في عينة بيئية فمعظم المواد يمكن أن توجد بأكثر من صيغة واحدة، ويُعدُّ وصف توزع الأجناس لتلك المواد جانباً هاماً من وصف التركيب. وفي بعض الحالات، تُستعمل طرائق تحليل متطورة معقدة لتمييز الأنواع في العينة البيئية. ومن الممكن أيضاً اللجوء إلى استعمال منحنيات التوزع البيانية، التي توجد منها أنواع كثيرة مختلفة، بوصفها أدوات مساعدة لتحديد توزعات الأجناس. يبين الشكلان 2.1 و 3.1 مثالين لتلك المنحنيات لأجناس الكربونات والزئبق في الماء. في حالة الكربونات، رسم التوزع باعتباره تابعاً لعامل حموضة الماء pH، وفي حالة الزئبق رسم التركيب بوصفه تابعاً لتركيز أيونات الكلور. لذا تكون تلك المنحنيات البيانية محدودة بالمتغيرات المختارة لحسابها.

تقوم منحنيات التوزع البيانية على بيانات تحليلية جزئياً لكل من توزعات أجناس معينة في العينات البيئية ولثوابت التوازن الثرموديناميكي ذات الأنواع المختلفة. على سبيل المثال، يعتمد منحني الكربونات البياني على معرفة ثابت الاتحاد association لثاني أكسيد الكربون المائي والماء، إضافة إلى ثوابت التفكك dissociation الحمضية لحمض الكربون. لذا تعتمد صحة منحني التوزع البياني على توفر البيانات الثرموديناميكية المناسبة وجودتها، وعلى الفرضية البالغة الأهمية وذات الإشكالية)

المنطوية على أن المنظومة الطبيعية المعنية موجودة في حالة توازن ترموديناميكي. يمكننا الخط العمودي في الشكل 2.1 عند القيمة 7 = pH من تقدير نسب الأجناس عند تلك القيمة. يمثّل ثاني أكسيد الكربون المائي نحو 16% من جميع أجناس الكربونات، وتمثل كربونات الهدروجين 84 ، في حين أن نسبة الكربونات ضئيلة جداً.

يشير الخط العمودي (أ) في الشكل 3.1 إلى المحيطات التي تحتوي على تركيز كلي للكلور يساوي^1- L  mol 0.56. وتُري المنحنيات أن الـ ^-2 ₄HgCl يمثل 28% من أجناس الزئبق، ويمثل HgCl %56 ، ويمثل HgCl %16. ويوافق الخط (ب) ماء بئر تركيز أيونات الكلور فيه يساوي ppm 9.5حيث الجنس الوحيد المهيمن هو ₂HgCl .

يُحدد توزع الجنس الخاص بعنصر معين سلوكه في البيئة، ويمكن أن يكون عاملاً رئيسياً في التأثير بالوفرة الحيوية. في حالة الثاليوم، أكثر الأجناس شيوعا في الماء هو أيونات الثاليوم (I) النقالة والقابلة للانحلال في الماء، لكن إذا تأكسد ليصبح ثاليوم (III)، فإنه يتحول على الأرجح إلى جنس غروي لا ينحل في الماء ويمكن لجزء منه أن يترسب. أما الزئبق، فيتمثل في البيئة المائية بجنس لاعضوي في حالات الأكسدة 0 و 1+ و 2 تبعا للمرجع المؤكسد والظروف الأخرى. أما الجنس الرئيسي الموجود في السمك فهو الزئبق المميثل (methylated) جزئيا CH3Hg⁺ الذي يتولد ضمن الرواسب  بواسطة سيروات مكروية متنوعة . وهذا الجنس سام لكل من السمك والحيوانات الأخرى (ومنها البشر) التي يمكن أن تأكل السمك . من : ذلك يتضح أنه يجب الانتباه، ليس إلى مقدار الزئبق الموجود في العينة فحسب، بل إلى توزع صيغه في تلك العينة أيضاً.