أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
1293
التاريخ: 24-6-2019
1379
التاريخ: 2023-12-14
2022
التاريخ: 2-10-2019
2155
|
قامت حضارة بلاد اليمن على التجارة بحكم توسطها بين أمم العالم القديم، فكانت تأتي إليها المتاجر من الهند وجزائر الهند الشرقية وبلاد الصين وسواحل أفريقيا، فترسو بها السفن على شواطئ اليمن ثم تنقل إلى صنعاء أو مأرب حيث تحملها ظهور الإبل في قوافل ضخمة إلى الشام والعراق ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط، وكانت سبأ تتقاضى مكوسًا وضرائب جمركية على البضائع المارة بها، وكانت قوافلها تحمل متاجر البلاد الشمالية إلى اليمن، كما كانت تحمل معها بعض الإماء من غزة أو يثرب أو غيرها للخدمة في المعابد، وكان أكثر ما تحمله القوافل إلى الشمال الذهب والقصدير والعاج والتوابل وريش النعام والقطن والحجارة الكريمة، وكان من بين ما تحمله إلى الشمال بعض ما تنتجه أرض اليمن نفسها كالبخور والمر واللادن والعطور والطيب والصموغ مما كان يحتاج إليه في المعابد، وكانت ترجع القوافل بحاصلات الشمال التي أهمها الحنطة والزيوت والخمور والمنسوجات والأصباغ والآنية وسبائك الفضة، وكانت التوابل والبخور من السلع المقدسة التي لا يجوز أن يتجر فيها كل إنسان، والتي كانت قاصرة — كما ذكر بليني — على ثلاثة آلاف عائلة من الأشراف كانوا يدفعون عنها زكاة لمعبد شبوة. أما الصناعة فقد اشتهرت بها بلاد اليمن من قديم، فكانت تنسج المواد الخام التي كانت تستوردها من الهند، والبُرُد اليمنية مشهورة، وأكثر منها شهرة السيوف التي كانت تصنع هناك، وقديمًا كانوا إذا أرادوا امتداح سيف قالوا: «سيف يماني»، وكذلك كانت تُدبغ الجلود وتُصنع منها الدروع السميكة. ووجه أهل اليمن قديمًا عناية للزراعة، ولم يكونوا يزرعون السهول المنبسطة فحسب؛ بل كانوا يزرعون سفوح الجبال أيضًا بعد تهيئتها طبقات الواحدة تلو الأخرى، وقد عُنُوا عناية كبيرة بمسائل الري وحفر القنوات لتوصيل الماء إلى مدرجات السفوح المنزرعة، كما أنشئوا مئات السدود لخزن الماء في أيام المطر ورفع مستواه ليصل إلى السفوح، وكانوا يُعْنَون بوجه خاص بزراعة النباتات النادرة والفواكه والكروم، حتى لقد ذكر الهمداني صاحب كتاب صفة جزيرة العرب أسماء أكثر من عشرين صنفًا من العنب. وكان أهل اليمن الأقدمون مهرة في فن العمارة ونحت الأحجار، يدلنا على ذلك ما خلفوه وراءهم من سدود وقصور وحصون ومدائن ومعابد وحياض لخزن الماء، وإن ما ذكره الهمداني من وصف قصر غمدان ومن أنه كان عشرين طبقة بعضها فوق بعض، بين كل سقفين عشرة أذرع، ومن أن بانيه لما بلغ غرفته العليا أطبق سقفها برخامة واحدة شفافة ليس فيه مبالغة، ويدل على مهارتهم، وأن ما بقي من الآثار يصعب على الإنسان أن يرى الفواصل بين حجارتها، وكانت تزخرف مبانيهم نقوش كتابية ورسوم تمثل حيوانات أو زخارف من ورق الشجر، وهي تدل جميعها على مهارة في الحفر الغائر في الحجر. أما صناعة التماثيل فلم تكن متقدمة كما كانت عند المصريين واليونان أو حتى عند الآشوريين، فكان الجسم ينحت كتلة صماء، أما الوجه فكانت لا تجري فيه أية حياة ولا يعبر عن شيء، وكانت النسبة في معظم الأحيان بين أجزائه خاطئة، والظاهر أن القوة الفنية للابتكار لم تكن قوية فيهم، فإن أحسن نماذجهم الفنية في الآنية أو التماثيل يظهر فيها الأثر الأجنبي إن لم تكن صنعتها يد أجانب، وصكوا عملتهم في أول الأمر على غرار العملة اللاتينية، ولكن صناعتها تدهورت في آخر الأمر وكانت تقليدًا ضعيفًا للنقود الرومانية. وكان لأهل اليمن نظام غريب في تشييد مدافنهم ومعابدهم، فمدينة مأرب عاصمة سبأ تدل أنقاضها الحالية على أنها كانت مستديرة الشكل تمامًا، ويرجح أن ذلك كان راجعًا إلى اعتبارات دينية، وكان بعض مبانيهم بيضي الشكل كالأثر المعروف الآن باسم حرم بلقيس ولعله كان معبدًا، ونلاحظ أن معظم المدائن اليمانية كانت تُبنى على مرتفعات، وهذا طبيعي في بلاد حارَّة كبلاد اليمن. وقد عرف اليمانيون العقد المدبب، ولا تزال كثير من الأحواض التي بنوها لخزن المياه مستعملة إلى الآن، أما قصور اليمن فقد أطنب شعراء العرب في التغني بها ووصفها في أشعارهم، ولا تزال أنقاض بعضها قائمة إلى الآن. أما أشهر مباني العرب، فهو سد مأرب، ولأهميته سنفرد له فقرتين، نذكر فيهما تاريخه وتصدعه وما ترتب على ذلك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|