المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الدعاء سلاح المؤمن
31-5-2016
أصحاب الإجماع.
2024-01-27
المصلح المتهور
5-6-2020
هل قام الرسول بتطليق اثنتان من زوجاته بمجرد وشاية ؟ واذا فعل ذلك فهل وقع في الخطأ مع عصمته ؟
2024-10-26
زكريا بن ميمون الأزدي
3-9-2017
كلام في معنى التمثل
22-10-2014


الإمام عليّ (عليه السلام) صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وناصره  
  
1147   12:59 صباحاً   التاريخ: 2023-12-03
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص379-381
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الخوارزمي بإسناده عن عبد خير ، قال : " اجتمع عند عمر جماعة من قريش فيهم علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فتذاكروا الشرف وعلي عليه السّلام ساكت ، فقال له عمر : مالك يا أبا الحسن ساكتاً وهو ساكت ، وكأن علياً كره الكلام ، فقال عمر : لتقولن يا أبا الحسن ، فقال علي هذه الأبيات :

الله أكرمنا بنصر نبيه * وبنا أعزّ شرائع الإسلام

في كلّ معترك تزيل سيوفنا * فيها الجماجم عن فراخ الهام

ويزورنا جبريل في أبياتنا * بفرائض الإسلام والأحكام

فنكون أوّل مستحل حلّه * ومحرّم لله كلّ حرام

نحن الخيار من البريّة كلّها * ونظامها وزمام كلّ زمام

إنّا لنمنع من أردنا منعه * ونقيم رأس الأصيد القمقام

وتردّ عادية الخميس سيوفنا * فالحمد للرحمن ذي الإنعام[1]

وروى محمّد بن جرير الطبري في مناقب أهل البيت عليهم السّلام بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن سلمان الفارسي ، قال : " قلنا يوماً : يا رسول الله ، من الخليفة بعدك حتى نعلمه ؟ قال لي : يا سلمان أدخل عليّ أبا ذر والمقداد وأبا أيّوب الأنصاري ، وأمّ سلمة زوجة النبي صلّى الله عليه وآله من وراء الباب ، ثم قال لنا : اشهدوا وافهموا عني : إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام وصيّي ووارثي وقاضي ديني وعداتي ، وهو الفاروق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغرّ المحجلين ، والحامل غداً لواء رب العالمين ، وهو وولده من بعده ثم من ولد الحسين ابني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة ، أشكو إلى الله جحود أمّتي لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقّه قال : فقلنا يا رسول الله : ويكون ذلك ؟ قال : نعم ، يقتل مظلوماً من بعد أن يملأ غيظاً ويوجد عند ذلك صابراً ، قال : فلمّا سمعت فاطمة ، أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب وهي باكية ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : ما يبكيك يا بنّية ؟ قالت : سمعتك تقول في ابن عمك وولدي ما تقول ، قال : وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين ، وأنت أوّل أهل بيتي لاحق بي بعد أربعين يا فاطمة ، أنا سلم لمن سالمك وحربٌ لمن حاربك ، استودعك الله وجبرئيل وصالح المؤمنين قال : قلت : يا رسول الله ، من صالح المؤمنين ؟ قال : عليّ بن أبي طالب عليه السّلام "[2].

وروى ابن عساكر بإسناده عن أنس قال : قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " علّيٌ أخي وصاحبي وابن عمي وخير من أترك بعدي يقضي ديني وينجز موعدي "[3].

وإنما أثبت النبي هذه الصفة لعليّ ، وهي صفة الناصرية ، لما أثبتها الله تعالى لعليّ ، فإنه نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي يرفعه في تفسيره بسنده إلى أسماء بنت عميس قالت : لما نزل قوله تعالى : ( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ )[4] سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : صالح المؤمنين علي بن أبي طالب ، فلما أخبر الله تعالى فيما أنزل على رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّ ناصره الله وجبريل وعلي ثبت صفة الناصرية لعلي عليه السّلام ، فأثبتها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم اقتداءاً بالقرآن الكريم في اثبات هذه الصفة له ، ثم وصفه صلّى الله عليه وآله وسلّم بما هو من لوازم ذلك بصريح قوله ، فيما رواه الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده إنّ علياً دخل عليه صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : مرحباً بسيد المسلمين وإمام المتقين ، لما كانت من صفات نفسه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقد عبر الله تعالى عن نفس علي عليه السّلام بنفسه ووصفه بما هو من صفاتها ، فافهم ذلك "[5].

 

[1] المناقب الفصل الرابع عشر ص 99 .

[2] اليقين للسيد ابن طاووس ص 162 مخطوط .

[3] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 115 الحديث 156 .

[4] سورة التحريم : 4 .

[5] مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ص 42 مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.