أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-24
838
التاريخ: 2023-12-31
1043
التاريخ: 2024-01-26
845
التاريخ: 2024-05-20
624
|
معلومٌ أنَّ هذه المملكة تضمُّ الآن أممًا شتَّى، لكلٍّ منها تاريخ خاص بها، فإن بوهيميا وبولونيا وبلاد المجر والنمسا وكرواسيا وغير هذه من أجزاءِ السلطنة النمسوية كانت مستقلة، ولا ينطبق تاريخها الخاص على تاريخ المملكة العام. وأمَّا النمسا فاسمٌ أُطلق في أيام شارلمان على الممالك التي خضعت له حول نهر الدانوب ونهر الأنس في شرق أوروبا عُرِفَتْ باسم أوستريا أو «أوسترك»؛ أي المملكة الشرقية، وكانت مؤلَّفة من معظم البلاد الواقعة الآن في حوزة ألمانيا والنمسا معًا، وظلَّت تابعة لشارلمان وخلفائه حتى ضعُف هؤلاء الخلفاء، وصار أمراء الممالك الألمانية ينتخبون الإمبراطور انتخابًا، وكان الأساقفة في بعض الأحيان يقومون مقام الأمراء في الانتخاب، أو أن البابا يعيِّن إمبراطورًا للسلطنة الألمانية. وأشهر من انتُخِبَ لهذا المنصب بعد سلالة شارلمان هنري الأول ابن أمير بافاريا، ملك سنة 918 وأصلح أمورًا كثيرة في البلاد، واشتُهر بعده فريدريك الثاني الذي انتُخِبَ إمبراطورًا في سنة 1212 وكان رجلًا حازمًا عاقلًا، مدَّ سلطنته في الشرق والغرب ومَلَكَ أكثر جهات إيطاليا، ولكنه كان عدو سلطة رجال الدين فحاربهم وحاربوه وانتهى الأمر بفوزهم عليه؛ لأن الناس كانوا في تلك العصور آلات في يد رجال الكنيسة. فلمَّا مات فريدريك في سنة 1250 وقعت البلاد في اضطراب كبير وطُمِسَت أخبار عزِّها فلم يُسْمَع لها بشيء يُذْكَر إلا عام 1274 حين قام أمير من أشراف سويسرا اسمه رودولف هايسبرج، وعظُم شأنه إلى حدِّ أنه صار أميرًا لأوستريا أو النمسا وهي يومئذٍ كما قلنا جزء من السلطنة الألمانية، وكان رودلف هذا عاملًا في بلاط ملك بوهيميا فعسر على الملك أن يقرَّ له بالإمارة وحاربه رودلف فانتصر عليه، واستتبَّ له المُلْكُ فأورثه من بعده إلى بنيه، ولم يزل آل هايسبرج حاكمين في النمسا، وهم من أكبر البيوت المالكة في أوروبا الآن. وظلَّت ألمانيا تحت سيادة آل هايسبِرْج إلى أن قام نابوليون الأول وجعل همَّه الأكبر تقسيم السلطنة الألمانية وتجزئتها حتى لا تنضمَّ الأقوام الألمانية على فرنسا، فحارب بروسيا والنمسا حروبًا متوالية قوَّض بها أركان السلطنة الألمانية في سنة 1806 حين أُبْدِلَت تلك السلطنة القديمة بسلطنة النمسا الحالية، ولُقِّبَ الملك الحاكم يومئذٍ في فيينَّا من آل هايسبرج بإمبراطور النمسا على مثل ما هو اليوم. ولكن نابوليون حارب بلاد النمسا مرتين وانتصر عليها في موقعة أوسترليتز المشهورة سنة 1805، وفي موقعة واجرام سنة 1809. وبعد هذه الحروب اقترن بالبرنسيس ماري لويز ابنة الإمبراطور مكسميليان فصار حليفًا للنمسا، وارتفع شأنها بين الممالك حتى إنها ضمَّت إليها في سنة 1815 بلاد لومبارديا والبندقية من أجزاء إيطاليا، وبلاد كراكوفيا في سنة 1847، ولكنها كُسِرَتْ سنة 1859 في حربها مع فرنسا وإيطاليا فتخلَّت للدولة الإيطالية الحالية عن أملاكها في إيطاليا. وفي سنة 1866 شبَّت حرب مشهورة بينها وبين بروسيا بتدبير بسمارك الشهير فكُسِرَتْ في تلك الحرب أيضًا وتنحَّت عن الاتحاد الألماني حتى صارت بروسيا أكبر الممالك الألمانية ورئيستها. وفي سنة 1867 أُبرمتْ معاهدة بين النمسا والمجر على أن تكون المملكتان دولة واحدة لكلٍّ منهما نظام خاص بها واستقلال تام في الشئون الداخلية ويربطهما حكم الإمبراطور على المملكتين، فنتج عن هذا الاتحاد قوة كبرى للسلطنة النمسوية وجعلت السلطنة تنمو وتتقدَّم في أيامه حتى إن أوروبا اتفقت سنة 1878 في مؤتمر برلين على إضافة ولايتَي البوسنة والهرسك إليها مؤقَّتًا، وهما الآن من أجزاء السلطنة النمساوية بعد الذي اشتُهر على إثر إعلان الدستور العثماني. وأُبرمتْ معاهدة حربية بين روسيا وألمانيا والنمسا سنة 1879. ثم تنحَّت روسيا عن هذا التحالف فأُبرمت المحالفة الثلاثية المشهورة بين ألمانيا والنمسا وإيطاليا، وهي باقية إلى اليوم؛ فزادت البلاد تقدُّمًا ونموًّا ونفوذًا واتسعت متاجرها وارتقت درجة العلم في أنحائها. كلُّ هذا تمَّ على عهد جلالة الإمبراطور فرانس يوسف الجالس على سرير النمسا الآن، وهو محبوب من الأمم الخاضعة له حبًّا شديدًا، ولولا مكانته في النفوس وما له من المهابة لخُشي على بلاده من التجزُّؤ والانقسام؛ لأن رعاياه كثيرو الأجناس والمذاهب لا يضمُّهم رأي غير الولاء لشخصه. وُلِدَ في 18 أوغسطس سنة 1830، وارتقى العرش بعد تنازل عمِّه في 2 ديسمبر سنة 1848، واقترن بالأميرة إليصابات ابنة الدوك مكسميليان البافاري سنة 1854. وقد قُسِمَ لهذا الملك أن يكون منغَّص العيش كثير الهموم؛ فإنه قُتل أخوه مكسميليان في بلاد المكسيك، وسيجيء الكلام عنه في باب تريستة، وانتحر ابنه وولي عهده رودلف سنة 1888 فكدَّر صفو عيشه، ثم قُتِلَتْ قرينته في جنيف في شهر سبتمبر سنة 1898 من يد فوضوي اسمه لوكيني، فتمَّ بذلك كأس حزنه الشديد. وهو من أعظم ملوك أوروبا الحاليين مهابةً وأكثرهم خبرةً. ولمَّا تمَّ على مُلْكِه ستون سنة في شهر مايو 1908 أُقيمت حفلات عظيمة اشترك بها إمبراطور ألمانيا وأكثر ملوكها وأمرائها مع وفود من أمراء الدول الأخرى وسراتها، وعمَّت الأفراح كل أنحاء السلطنة النمسوية. وقد أُحْصِيَ سكان النمسا سنة 1906 فكانوا خمسين مليون نفس، ومساحتها 675887 كيلومترًا مربَّعًا، غير مساحة البوسنة والهرسك اللتين سبق ذكرهما.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|