المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



من آذى علياً (عليه السلام) فقد آذى الله ورسوله  
  
1656   08:14 مساءً   التاريخ: 2023-11-01
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص225-228
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أخرج الحاكم النيسابوري بإسناده في حديث عن عمرو بن شاس الأسلمي وكان من أصحاب الحديبية قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من آذى علياً فقد آذاني "[1].

وأخرج ابن عساكر عن مصعب بن سعد عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وآله انّه قال : " من آذى علياً فقد آذاني " وأخرجه عن جابر أيضاً[2].

ورواه الخوارزمي بإسناده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ، بشئ من التفصيل قال : " كنت جالساً في المسجد ، أنا ورجلان معي ، ونلنا من علي ، فأقبل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم غضباناً يعرف الغضب في وجهه فتعوذت بالله من غضبه ، فقال : ما لكم ومالي ، من آذى علياً فقد آذاني "[3].

كما روى حديث عمرو بن شاس الأسلمي بشئ من التفصيل ، قال : " خرجنا مع علي إلى اليمن فجفاني في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي ، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول الله قال : فدخلت المسجد ذات غداة ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ناس من أصحابه ، فلما رآني أمدني عينيه - قال : يقول : حدد إليَّ النظر - ، حتى إذا جلست . قال : يا عمرو ، أما والله لقد آذيتني ، فقلت : أعوذ بالله أن أوذيك يا رسول الله ، قال : " بلى ، من آذى علياً فقد آذاني "[4].

وبإسناده عن زيد بن علي ، وهو آخذ بشعره قال : " حدّثني علي بن الحسين ، وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني الحسين بن علي ، وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني علي بن أبي طالب وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني رسول الله وهو آخذ بشعره ، قال : يا علي ، من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني آذى الله ، ومن آذى الله لعنه ملأ السماوات وملأ الأرض "[5].

وأخرج أحمد بإسناده عن عروة - وهو ابن الزبير - " أنّ رجلا وقع في علي ابن أبي طالب ، بمحضر من عمر فقال له عمر : تعرف صاحب هذا القبر هو محمّد ابن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فلا تذكر علياً إلاّ بخير ، فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره "[6].

قال الشنقيطي : " ومن مناقبه قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من آذى علياً فقد آذاني . أخرجه أحمد وأخرجه أبو حاتم ، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى . أخرجه أبو عمر ابن عبد البر ، وأخرج نحوه المخلص . وعن ابن عبّاس قال : بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى علي ابن أبي طالب ، فقال : له أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ، وحبيبك حبيب الله وعدوك عدوي وعدوي عدو الله ، الويل لمن أبغضك . أخرجه أحمد في المناقب "[7].

دلالة الحديث

أقول : مما استدل به العلامة الحلي على إمامة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام : ما روي عن مسند أحمد بن حنبل من عدة طرق إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " من آذى علياً فقد آذاني ، أيّها النّاس ، من آذى علياً بعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً "[8].

وقال الفضل بن روزبهان " . . لا شك إنّ علياً سيّد الأولياء ، وقد جاء في الحديث من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، فإذا كان معاداة أحد من الأولياء وأذاه محاربة مع الله تعالى . فكيف لا يكون ايذاء سيد الأولياء موجباً لدخول النّار ؟ ولكن لا يدل هذا على النص " .

وأجابه القاضي نور الله بقوله : " إذا ثبت أن حب علي عليه السّلام موجب لدخول الجنة وبغضه وايذاءه سبب لدخول النار ، فقد ثبت وجوب الاقتداء به والاتباع له بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والمنع من تقديم غيره عليه ، فان هذا يوجب إيذاءه وايذاء الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بل من قدم غيره قد أخلّ في تلك المدة بما وجب عليه من الطاعة له . وبوجه آخر نقول : قد ثبت إنّ حبه طريق النجاة وبغضه وايذاءه سبيل الهلاك ، وسلوك حبه والكف عن إيذاءه انما هو بقبول أوامره ونواهيه ، فمن قدم عليه غيره بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يكن ممتثلاً لأمره ونهيه عليه السّلام ، فيخرج عن طريق محبيه ويدخل في سبيل مبغضيه المؤذين له ، ومتى خرج عن محبته ضل عن طريق اسلامه .

فوجب تقديمه بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عقلا وسمعاً ، وقد برهنّا على المقدمات المأخوذة في هذا التقرير فيما سبق فتذكر "[9].

 


[1] المستدرك على الصحّيحين ج 3 ص 122 ، ورواه أحمد في الفضائل ج 1 الحديث 103 وابن عساكر في ترجمة الإمام علّي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 389 ، رقم 495 والوصّابي في أسنى المطالب في الباب الثّامن ص 43 الحديث 14 ، ومنتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 .

[2] ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ج 1 ص 392 - 393 رقم 449 و 501 وأخرجه ابن حبّان كما في موارد الظمآن ص 543 .

[3] المناقب الفصل الرّابع عشر ص 91 .

[4] المناقب ص 93 .

[5] المناقب الفصل التّاسع عشر ص 235 .

[6] الفضائل ( المناقب ) ج 1 / الحديث 207 مخطوط ، ورواه الوصّابي في أسنى المطالب الباب الثّامن ص 43 رقم 12 ، وفيه ( إنّ انتقصته ) بدل ( إنّ أبغضته ) .

[7] كفاية الطالب ص 41 .

[8] كشف الحقّ ونهج الصّدق ص 105 .

[9] احقاق الحقّ ص 334 ، مخطوط .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.