من البديهي أن تكون الغاية التي سوف يستخدم فيها الماء هي التي تحدد إذا كان الماء المتوفر صالحاً للاستخدام أم لا. فمثلاً نجد أن الماء الصالح للري الزراعي وفق مقاييس محددة لايصلح للشرب وهذا الماء بدروه لايصلح للاستخدام في الصناعات الدوائية وهكذا. إذن لا يمكن أن نطلق الحكم المسبق عن صلاحية أو عدم صلاحية الماء، إلا بعد مطابقة مواصفات الماء الفيزيائية والكيميائية والحيوية لشروط استخدامه في المجال المحدد.

ومن حيث المبدأ تلقى مسؤولية تلوث المياه بشكل أساسي على عاتق النشاط الإنساني الحياتي والزراعي والصناعي. ولتحديد المفهوم الأولي لتلوث الماء يمكننا أن نتبنى التعريف التالي الذي أشارت إليه الأمم المتحدة، والمتعلق بتلوث مياه البحار والذي يمكن أن ينطبق تماماً على المياه الحلوة غير المالحة أو العذبة، وبذلك نستطيع أن نعرف التلوث المائي كما يلي:

هو إدخال الإنسان إلى مياه البحار أو المياه الحلوة بشكل مباشر أو غير مباشر. مواد أو طاقة تؤدي إلى تأثيرات مخربة.

نستبعد من التعريف السابق، الظواهر الطبيعية التي يمكن أن تظهر كمغيرات للوسط المائي، كما في حال فيضان نهر، فإن هذا النهر يصطحب معه كميات كبيرة من الطمي، وعندما يصب في البحيرات أو البحار تظهر تغيرات غير طبيعية في اللون، فمثل هذه الظاهرة لا تدخل ضمن نطاق التلوث، وعلى العكس من ذلك يكون تغير مظهر المياه بسبب رمي مفاجئ لمواد معدنية أو عضوية يعتبر نشاط إنساني ملوث كما في حالة بناء السدود أو تحويل مجاري الأنهار . الذي يؤدي إلى تغيير في سرعة جريانها وبالتالي ركود المياه وزيادة نسبة المواد العضوية التي تؤثر في ظاهرة التغذية، والتي تؤثر بدورها في نوعية المياه من الناحية الحيوية.

من الضروري معرفة كيمياء المواد الملوثة، لدراسة الطرائق الناجعة اللازمة لإزالتها، بالإضافة إلى معرفة مصادر التلوث لتجنبها والإقلال منها.

يمكن تقسيم ملوثات المياه إلى عدة أصناف، موضحة في الجدول (5-1) الذي يبين تلخيصاً لهذه الملوثات، مع العلم أنه يدرس وينشر يومياً العديد من هذه الملوثات الصحف والمجلات العلمية. ويصعب الإحاطة بكافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع ضمن فصل منهجي واحد.