تناقض علمي واضح وتخبط العلماء في تفسير الثابتة الكونية لأينشتاين |
743
12:56 صباحاً
التاريخ: 2023-10-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-27
813
التاريخ: 2023-02-12
1073
التاريخ: 2023-07-02
903
التاريخ: 25-9-2016
991
|
تقول نظرية الانفجار الأعظم bing bang، التي اقترحها جورج لوميتر في بداية عام 1930، إن كوننا لم يكن موجوداً على الدوام، لقد انبثق منذ نحو 15 مليار سنة من لحظة بدئية: الانفجار الأعظم، وفقاً لهذا النموذج الكوني القياسي، فإن الكون عندما انبثق من الانفجار الأعظم، كان الوقت في نفسه أصغر، واكثف وأكثر حرارة مما هو عليه اليوم، إن ذلك الكون، وفقاً لمعادلات النظرية النسبية العامة 76 هو في حالة تمدد، مثلما اكتشفه إدوين هابل 77 في عشرينيات القرن العشرين: تبتعد كل المجرات بعضها عن بعض بسرعات أكبر كلما كانت أكثر بعدا 78.
إن الثابت الكوني الذي أضافه أينشتاين كان مجرد خدعة رياضية، وهي آلية وهمية مضادة للجاذبية الثقالية تدفع المادة بعضها بدلاً من أن تجذبها لتجمع بينها، وعلى الرغم من أن هذه الآلية جعلت نتائجه تبدو مألوفة أكثر في حينه، لكنه لم يحبها قط، لأنها دمرت الجمال الرسمي لمعادلاته، ذلك الجمال الذي كان نقطة قوة في عمله، واعترف فيما بعد قائلاً: (إن الثابتة الكونية كانت أكبر خطيئة فاضحة في حياتي)، فلو قبل ما قالته له معادلاته لتنبأ بالكون المتوسع قبل هابل بأكثر من عقد من الزمن، وفي عام 1917 توصل فلكي هولندي هو ويليم دي سيتر Willem de Sitter إلى حل معادلات اينشتاين، وبدت النتيجة التي حصل عليها سخيفة بسبب احتفاظه بالثابتة الكونية، إذ كان كون دي سيتر خالياً منها، وسوف يظل ساكناً ما دام لا يحوي أية مادة، ولدى إدخال آخرين أجراماً، مجرتين مثلاً، في هذا النموذج، اكتشفوا نتيجة غريبة، وهي أن الأجرام شرعت بالافتراق بعضاً عن بعض من عام 1922 إلى 1924 حذف عالم الرياضيات السوفييتي الكسندر فريدمان Alexander Friedman الثابتة الكونية وأنتج عدة حلول رياضية تبين فيها توسع الكون، وأشار بأن اينشتاين ارتكب خطأ بالتقسيم على كمية يمكن أن تكون صفراً، وبالطبع فإن عملية كهذه تقود إلى مقادير لا نهائية 79.
ويظهر تخبط العلماء في تفسير الثابتة الكونية لأينشتاين في تناقض مواقفهم في تفسير هذه الثابتة، فبعضهم اعتبرها خاطئة والبعض الأخر أهملها بينما أخرون أعطوها القيمة السالبة أو الموجبة أو حتى قيمة الصفر في المعادلات الرياضية حسب تفسيرهم لنتائج الأرصاد الفلكية التي توضح حالة الكون الحركية، وهذا يدل على غموض وتخبط العلماء حتى وقتنا المعاصر في أبحاثهم الفيزيائية الكونية، لدرجة لا نعرف من نصدق ونثق في تحليله العلمي، (لقد عاد الاهتمام في الفترة الأخيرة بالثابتة الكونية الغامضة لأينشتاين بعد أن كانت منسية أو مهملة طيلة سبعين سنة، وكان آينشتاين قد أضاف هذا الحد السالب إلى معادلاته في النسبية العامة لكي تصف النتيجة في النهاية كوناً مستقراً متوافقاً مع أفكار ذلك العصر، وبعد مضي عدة سنوات أعطى علماء الكونيات لهذه الثابتة قيمة الصفر، وذلك عندما اكتشف إدوين هبل أن الكون لم يكن مستقراً، بل متوسعاً، ومنذ أربع سنوات عادت هذه الثابتة للظهور في المعادلات، ولكن مع إشارة موجبة معاكسة للتي أعطاها إياها أينشتاين، وهكذا أصبحت الثابتة الكونية توافق وسطاً دافعاً، أي نوعاً من ضد الجاذبية والذي يبدو أنه ساد منذ نحو 7 مليارات سنة وعمل على تسريع التوسع الكوني) 80.
أعلن هابل سنة 1929م قانونه الذي ينص على (أن المجرات تبتعد عنا بسرعة تتناسب طردياً مع بعدها عنا) فإذا كان بعد مجرة (ب) ضعف بعد مجرة (أ) عنا، فإن سرعة ابتعاد مجرة (ب) عنا تبلغ ضعف سرعة ابتعاد مجرة (أ)، وإذا رغبنا في التعبير عن هذا القانون رياضياً، فإن سرعة ابتعاد المجرات تحسب بواسطة رقم هو ثابت هابل، وبعد التعديلات العديدة التي أجريت على ثابت هابل فإن الرقم المقبول حالياً هو (15.3) كمثانية لكل مليون سنة ضوئية وبالتالي فإن مجرة الهايدرا Hydra التي تفصل بيننا وبينها مسافة (3.96) مليون سنة ضوئية تبتعد عنا بسرعة تبلغ (5/1) سرعة الضوء أي: (3.96 × 15.3 = 60.588 كمثانية).
إن ابتعاد المجرات عنا لا يعني أننا في مركز الكون، ففي هذا الشكل الذي يظهر تباعد المجرات بعضها عن بعض نرى المجرات (A.D.C) تعتبر بالنسبة للمجرة (D) في حالة حركة، بينما تعتبر مجرة (B) نفسها في حالة تباعد وحركة بالنسبة للمجرة (C)، والمجرة (C) في حالة حركة وتباعد بالنسبة للمجرة (D).
فالمسألة ليست وقوف مجرة في الوسط دون حراك وابتعاد باقي المجرات عنها، بل هي تزايد البعد بين جميع المجرات في نفس الوقت، وهذا معناه توسع الكون بأجمعه، ويمكن إيضاح الأمر بمثال كلاسيكي، وهو أننا إذا أخذنا بالوناً رسمت على سطحه نقاط سوداء ثم نفخناه نرى أن المسافة بين أية نقطتين تزداد المسافات بين جميع المجرات بنفس الشكل.
عند نفخ بالون مرسوم عليه نقاط معينة نرى ابتعاد جميع هذه النقاط بعضها عن بعض 81.
______________________________________________
هوامش
77– إدوين هابل " 1889 – 1953": فلكي أمريكي كان أول من برهن عام 1923 أن بعض السدم في الحقيقة مجرات تقع خارج مجرة درب اللبانة، وأثبت عام 1929 توسع الكون.
78– مجلة الثقافة العالمية، الكويت، العدد 119، السنة 22، يوليو – أغسطس 2003، أين تقع حدود الكون؟ تأليف: سيرج برونييه، ترجمة، محمد الدنيا، مراجعة عيسى صيودة، ص 9 – 11.
79– البحث عن اللانهاية حل أسرار الكون، تأليف غوردون فديزر، إيغيل ليلستول، إنجة سيليفاك، تقديم: ستيفن هوكنغ، ترجمة: د. مكي الحسيني – د. أحمد حصري مراجعة أدهم السمان، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر بالتعاون مع المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، دمشق، ط 1، 1997، يوم بلا أمس، ص 98.
80– مجلة الباحثون، تصدر عن دار الشرق للنشر، دمشق – سوريا، العدد 17.0، تشرين الثاني 2008م، التوسع الكوني يتسارع موسى ديب الخوري، ص 9، (بتصرف).
81– الانفجار الكبير أو مولد الكون، تأليف: أمير شمشك، ترجمة عن التركية: أورخان محمد علي، دار الكلمة للنشر والتوزيع، مصر – المنصورة، ط 1423هـ / 2003م، الكون المتسع، ص 49–51.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|