المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Alkanes
23-12-2021
دعاء لوجع الركبة.
18-1-2023
دور التابعين‏ في اسباب النزول
24-04-2015
الزرنيخ
13-12-2015
خصائص النقل بالأنابيب ومميزاته
11/12/2022
المنظمات الحكومية الاقليمية – هيئات منظمة الدول الأمريكية
23-1-2022


الإمام علي (عليه السلام) حبيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصفّيه  
  
1527   06:48 مساءً   التاريخ: 2023-10-15
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص170-172
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى النّسائي بأسناده عن علي رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " أما أنت يا علّي ، أنت صفّيي وأميني "[1].

وروى الخوارزمي بأسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي عن أبيه عن جدّه ، قال : " قال علي عليه السّلام : قال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لمّا أسرى بي إلى السمّاء ، ثمّ من السّماء إلى سدرة المنتهى ، وقفت بين يدي ربي عزّوجلّ ، فقال لي : يا محمّد ، قلت : لبيكّ وسعديك ، قال : قد بلوت خلقي فأيّهم رأيت أطوع لك ؟ قال : قلت : يا ربّي علّياً ؟ قال : صدقت يا محمّد ، فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك يعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ، قال : قلت : يا ربّ أختر لي ، فان خيرتك خيرتي ، قال : اخترت لك علياً عليه السّلام فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّاً ، ونحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقاً لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده . يا محمّد ، علي راية الهدى وإمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين ، من أحبّه فقد أحبّني ومن أبغضه فقد أبغضني ، فبشّره يا محمّد بذلك ، فقال النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : قلت : ربّي فقد بشرته . فقال : أنا عبد الله وفي قبضته إنّ يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئاً وإن تمم لي وعدي فإنّه هو مولاي قال : أجل ، قال : قلت يا ربّ واجعل ربيعه الايمان ، قال : قد فعلت ذلك به يا محمّد ، غير إني مختص له بشيء من البلاء لم أخص به احداً من أوليائي قال : قلت يا ربّ أخي وصاحبي قال : قد سبق في علمي انّه مبتلى ولولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي "[2].

وروى الكنجي بأسناده عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أمرني الله عزّوجلّ بحبّ أربعة ، وأخبرني انّه يحبّهم ، قال : قلنا يا رسول الله ، من هم ؟ فكلّنا يحبّ إنّ يكون منهم ، قال : إنّك يا علّي منهم ، إنّك يا علّي منهم ، إنّك يا علّي منهم .

هذا سند مشهور عند أهل النقل ، وقد سألت بعض مشايخي : هذا السائل من هو ؟ فقال : هو علّي ، قلت : من الثلاثة الباقون ؟ فقال : هم الحسن والحسين وفاطمة .

قلت : في هذا الخبر دلالة على عناية الحقّ عزّوجلّ بهم صلوات الله عليهم ، وأمر الله سبحانه يقتضي الوجوب ، فإذا كان الأمر للرّسول فيما لا يقتضي الخصوص دلّ على وجوبه على الأمّة ، واقتضاء الوجوب دلالة على محبّة الحقّ عزَّوجلّ بمتابعة الرّسول بدليل قوله عزّوجلّ[3]: ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ )[4].

أقول : أمر الله تعالى نبّيه بالحمد له والسّلام على عباده الّذين اصطفى ، فقال : ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) فمن هم هؤلاء العباد الّذين يلزم الله نبّيه بالسّلام عليهم ؟ هل هم الأنبياء الّذين اصطفاهم الله واجتباهم واختارهم على بريّته[5] أو الأوصياء ، أم آل محمّد عليهم السّلام ؟[6].

وهنا نسأل من ابن عبّاس حبر الأمّة وابن عم الرسول ، من حبيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصفيّه من بين الصحابة ؟ . فيجيب : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " يا علي أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي وحبيب قلبي ووصيّي ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي وأنت أمين الله في أرضه وحجّة الله على بريّته ، وأنت ركن الايمان وعمود الاسلام ، وأنت مصباح الدّجى ومنار الهدى ، والعلم المرفوع لأهل الدّنيا ، يا علي من اتبعك نجا ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح والصراط المستقيم ، وأنت قائد الغرّ المحجّلين ويعسوب المؤمنين وأنت مولى من أنا مولاه وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة ، ولا يبغضك إلاّ خبيث الولادة ، وما عرجني ربّي عزّوجلّ إلى السّماء وكلَّمني ربّي إلاّ قال : يا محمّد ، إقرأ علّياً مني السّلام وعرفه انّه إمام أوليائي ، نور أهل طاعتي وهنيئاً لك هذه الكرامة "[7].

 

[1] خصائص أمير المؤمنين ص 20 .

[2] المناقب ، الفصل التّاسع عشر ص 215 .

[3] كفاية الطّالب ص 95 ، 96 .

[4] سورة آل عمران : 31 .

[5] مجمع البيان ج 4 ص 228 طبع صيدا .

[6] تفسير القمي ج 2 ص 129 .

[7] ينابيع المودّة ص 133 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.