المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05



خِلقة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)  
  
2151   03:42 مساءً   التاريخ: 2023-09-19
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص41-48
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015 3579
التاريخ: 5-01-2015 3342
التاريخ: 2024-04-18 738
التاريخ: 18-1-2018 2932

رسول الله وعلّي خلقا من نور واحد

روي ذلك عن عدّة من أصحاب رسول الله وبأسانيد كثيرة .

وإنّ سمو النور على سائر الموجودات بل كون قوامها جميعاً به ، أوضح من أن يبرهن عليه ، وقد أفادت الروايات أن ذلك النور هو في الحقيقة مستمد من النور الإلهي الذي به استنارت السماوات والأرضون ، وإليك طرفاً من الروايات الواردة في ذلك :

روى الحمويني بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي : خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى "[1].

وبإسناده عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش ، نسبّح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عزّوجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثمّ نقلنا إلى صلب عبد المطّلب ، وقسّمنا نصفين ، فجعل نصف في صلب أبي عبد الله وجعل نصف آخر في صلب عمّي أبي طالب ، فخلقت من ذلك النصف وخلق عليّ من النصف الآخر ، واشتق الله لنا من أسمائه أسماءً ، فالله عزّوجلّ محمود وأنا محمّد ، والله الأعلى وأخي علي ، والله الفاطر وابنتي فاطمة ، والله محسن وابناي الحسن والحسين ، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة ، وأنا رسول الله وعليّ ولي الله "[2].

وروى الكنجي بأسناده عن ابن عبّاس قال : قال النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنّيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتّى كان أوّل مبعثي ، فشقّ منه نصفاً فخلق منه نبيّكم والنصف الآخر عليّ "[3].

وبإسناده عن سلمان ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبح ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي "[4].

وروى ابن المغازلي بإسناده عن سلمان ، قال : " سمعت حبيبي محمّداً يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففيّ النبوة وفي علي الخلافة "[5].

وبإسناده عن جابر بن عبد الله عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " إنّ الله عزّوجلّ أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم ، فساقها حتى قسمها جزئين ، جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب ، فأخرجني نبّياً وأخرج عليّاً وصيّاً "[6].

وروى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : " لمّا خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش ، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً ، قال آدم : يا رب هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال : لا يا آدم قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ ، فأنا المحمود وهذا محمّد ، وأنا العالي وهذا عليّ ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة وأنا الإحسان وهذا الحسن وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أُبالي ، يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم أُنجي وبهم أهلك ، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسل ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : نحن سفينة النجاة من تعلّق بها نجا ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت "[7].

وروى الزرندي الحنفي عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه ، ولم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب ، ثم أخرجه من عبد المطلب فقسّمه قسمين ، قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب ، فعليّ منّي وأنا منه ، لحمه لحمي ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبّي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه "[8].

وروى أخطب خوارزم بإسناده عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال : صلّى الله عليه وآله وسلّم : " خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فألهمني أن قلت : يا رب خاطبتني أنت أم علي ؟ فقال : يا أحمد ، أنا شيء لا كالأشياء ، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء ، خلقتك من نوري وخلقت عليّاً من نورك ، واطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحبّ إليك من عليّ بن أبي طالب ، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك "[9].

وبإسناده عن أنس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب عليه السّلام سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة "[10].

وبإسناده عن عثمان بن عفان قال : قال عمر بن الخطاب : " إنّ الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب "[11].

وروى أحمد بإسناده عن سلمان ، قال : " سمعت حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين ، فجزءٌ أنا وجزء علي "[12].

وروى الخوارزمي بأسناده عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله تعالى أبي آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين ، قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب ، فعليٌ منّي وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه ومن أبغضه فببغضي أبغضه "[13].

علي ورسول الله خلقا من شجرة واحدة

روى الحاكم النيسابوري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلّي : " الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة[14] ثمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَاب وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَان يُسْقَى بِمَاء وَاحِد )[15].

وبإسناده عن ميناء بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة "[16].

وروى الكنجي بإسناده عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى ، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى ، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا ، أكبّه الله على منخريه في النار[17] ثم تلا : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )[18].

وروى ابن المغازلي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : " بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم بعرفات وعليّ تجاهه إذ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ادن منّي يا علّي ، خلقت أنا وأنت من شجرة ، صنع جسمك من جسمي ، خلقت أنا وأنت من شجرة ، فأنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة "[19].

وروى الزرندي الحنفي بإسناده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلّي : " الناس من شجر شتى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ ) حتى بلغ ( يُسْقَى بِمَاء وَاحِد )[20] وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي "[21].

وروى ابن حجر المكّي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الناس من شجر شتى وأنا وعلي عليه السّلام من شجرة واحدة "[22].

وروى ابن المغازلي بإسناده عن ابن عبّاس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أنا وعليّ من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى "[23].

أقول :

تلخص مما تقدّم أن رسول الله وعلّي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام كانا من أصل واحد وشجرة واحدة .

وقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة من علماء السنة جمع غفير من الحفاظ في كتبهم ومسانيدهم ، كأخطب خوارزم والسيد شهاب الدين أحمد وشهاب الدين الدولت آبادي والمتقي الهندي والحمويني والحاكم الحسكاني والسيوطي والذهبي وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم كعبد المسيح الأنطاكي .

دلالة الحديثين

وهذان الحديثان من جملة الأدلّة الصحيحة من السنّة النبويّة المتفق عليها على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام بعد رسول الله مباشرةً ، لأنّ من كان خلقه وخلق النبي من نور واحد ومن شجرة واحدة ، يكون أفضل الناس من بعده مطلقاً ومن جميع الجهات التي ثبت بها أفضلية رسول الله عدا النبوّة ، فكيف يساويه - فضلاً عن أن يفضّل عليه - من لم تحصل له هذه الفضيلة ، بل قضى شطراً من عمره في الشرك والضلالة ، ولذا جاء في بعض أخبار الباب قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " فأخرجني نبيّاً وأخرج عليّاً وصيّاً " ونحو ذلك ، ومن شاء الوقوف على تفصيل الكلام على وجوه دلالة الحديثين على الإمامة ، فليرجع إلى كتاب ( إحقاق الحق ) وكتاب ( عبقات الأنوار ) وكتاب ( نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار) .

 


[1] فرائد السّمطين ، ج 1 ، ص 40 .

[2] فرائد السّمطين ، ص 41 .

[3] كفاية الطّالب ، ص 314 .

[4] المصدر ص 315 ، ورواه الخوارزمي في المناقب ، ص 88 .

[5] مناقب عليّ بن أبي طالب ص 88 ، الحديث 130 .

[6] مناقب علي بن أبي طالب ، ص 89 الحديث 132 .

[7] فرائد السمطين ، ج 1 ، ص 36 .

[8] نظم درر السمطين ، ص 79 .

[9] المناقب الفصل السادس ص 37 .

[10] المصدر ص 31 .

[11] المصدر ، الفصل التاسع عشر ، ص 236 .

[12] الفضائل ( المناقب ) ج 1 ، الحديث 240 ، مخطوط ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 46 .

[13] المناقب ، الفصل الرابع عشر / 88 .

[14] المستدرك على الصّحيحين ، ج 2 ص 241 وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .

[15] سورة الرعد : 4 .

[16] المصدر ، ج 3 ، ص 160 .

[17] كفاية الطالب ، ص 317 ، وقال : هذا حديث حسن عال .

[18] سورة الشّورى : 23 .

[19] المناقب ، ص 90 ، الحديث 133 وص 297 الحديث 340 ، ورواه الذّهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ، ص 41 ، وابن حجر في لسان الميزان ، ج 4 ، ص 144 ، والسيّد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل ، ص 241 مخطوط

[20] سورة الرعد : 4 .

[21] نظم درر السمطين ، ص 79 .

[22] الصّواعق المحرقة ص 73 طبعة الميمنية سنة 1312 هجرية ، ورواه الهيثمي في مجمع الزّوائد ، ج 9 ، ص 100 ، والخوارزمي في المناقب ، الفصل الرابع عشر ، ص 87 مع اختلاف في الألفاظ ، والمتّقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ، ج 5 ، ص 32 .

[23] المناقب ص 87 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.