أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-01-2015
3579
التاريخ: 5-01-2015
3342
التاريخ: 2024-04-18
738
التاريخ: 18-1-2018
2932
|
رسول الله وعلّي خلقا من نور واحد
روي ذلك عن عدّة من أصحاب رسول الله وبأسانيد كثيرة .
وإنّ سمو النور على سائر الموجودات بل كون قوامها جميعاً به ، أوضح من أن يبرهن عليه ، وقد أفادت الروايات أن ذلك النور هو في الحقيقة مستمد من النور الإلهي الذي به استنارت السماوات والأرضون ، وإليك طرفاً من الروايات الواردة في ذلك :
روى الحمويني بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس ، قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلي : خلقت أنا وأنت من نور الله تعالى "[1].
وبإسناده عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور الله عن يمين العرش ، نسبّح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عزّوجلّ آدم بأربعة عشر ألف سنة ، فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات ، ثمّ نقلنا إلى صلب عبد المطّلب ، وقسّمنا نصفين ، فجعل نصف في صلب أبي عبد الله وجعل نصف آخر في صلب عمّي أبي طالب ، فخلقت من ذلك النصف وخلق عليّ من النصف الآخر ، واشتق الله لنا من أسمائه أسماءً ، فالله عزّوجلّ محمود وأنا محمّد ، والله الأعلى وأخي علي ، والله الفاطر وابنتي فاطمة ، والله محسن وابناي الحسن والحسين ، وكان اسمي في الرسالة والنبوة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة ، وأنا رسول الله وعليّ ولي الله "[2].
وروى الكنجي بأسناده عن ابن عبّاس قال : قال النبّي صلّى الله عليه وآله وسلّم : " خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنّيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتّى كان أوّل مبعثي ، فشقّ منه نصفاً فخلق منه نبيّكم والنصف الآخر عليّ "[3].
وبإسناده عن سلمان ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله مطيعاً يسبح ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي "[4].
وروى ابن المغازلي بإسناده عن سلمان ، قال : " سمعت حبيبي محمّداً يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ ، يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بألف عام ، فلما خلق الله آدم ركّب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففيّ النبوة وفي علي الخلافة "[5].
وبإسناده عن جابر بن عبد الله عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " إنّ الله عزّوجلّ أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم ، فساقها حتى قسمها جزئين ، جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب ، فأخرجني نبّياً وأخرج عليّاً وصيّاً "[6].
وروى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : " لمّا خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمنة العرش ، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً ، قال آدم : يا رب هل خلقت أحداً من طين قبلي ؟ قال : لا يا آدم قال : فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ قال : هؤلاء خمسة من ولدك ، لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي ، لولاهم ما خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الأرض ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجنّ ، فأنا المحمود وهذا محمّد ، وأنا العالي وهذا عليّ ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة وأنا الإحسان وهذا الحسن وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد بمثقال ذرّة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري ولا أُبالي ، يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي بهم أُنجي وبهم أهلك ، فإذا كان لك إليّ حاجة فبهؤلاء توسل ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : نحن سفينة النجاة من تعلّق بها نجا ومن حاد عنها هلك ، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت "[7].
وروى الزرندي الحنفي عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال : " سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم سلك ذلك النور في صلبه ، ولم يزل الله ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب ، ثم أخرجه من عبد المطلب فقسّمه قسمين ، قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب ، فعليّ منّي وأنا منه ، لحمه لحمي ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبّي أحبه ومن أبغضه فببغضي أبغضه "[8].
وروى أخطب خوارزم بإسناده عن عبد الله بن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وقد سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال : صلّى الله عليه وآله وسلّم : " خاطبني بلغة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فألهمني أن قلت : يا رب خاطبتني أنت أم علي ؟ فقال : يا أحمد ، أنا شيء لا كالأشياء ، لا أقاس بالناس ولا أوصف بالأشياء ، خلقتك من نوري وخلقت عليّاً من نورك ، واطّلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحبّ إليك من عليّ بن أبي طالب ، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك "[9].
وبإسناده عن أنس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب عليه السّلام سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة "[10].
وبإسناده عن عثمان بن عفان قال : قال عمر بن الخطاب : " إنّ الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب "[11].
وروى أحمد بإسناده عن سلمان ، قال : " سمعت حبيبي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين ، فجزءٌ أنا وجزء علي "[12].
وروى الخوارزمي بأسناده عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّوجلّ من قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله تعالى أبي آدم سلك ذلك النور في صلبه ، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقرّه في صلب عبد المطلب فقسمه قسمين ، قسماً في صلب عبد الله وقسماً في صلب أبي طالب ، فعليٌ منّي وأنا منه لحمه لحمي ودمه دمي ، فمن أحبّه فبحبّي أحبّه ومن أبغضه فببغضي أبغضه "[13].
علي ورسول الله خلقا من شجرة واحدة
روى الحاكم النيسابوري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلّي : " الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة[14] ثمّ قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَاب وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَان يُسْقَى بِمَاء وَاحِد )[15].
وبإسناده عن ميناء بن أبي مينا مولى عبد الرحمن بن عوف قال : خذوا عني قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : " أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا ورقها وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلك في سائر الجنة "[16].
وروى الكنجي بإسناده عن أبي أمامة الباهلي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " إنّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتّى ، وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة ، فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمرها ، فمن تعلّق بغصن من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى ، ولو أن عبداً عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم لم يدرك صحبتنا ، أكبّه الله على منخريه في النار[17] ثم تلا : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى )[18].
وروى ابن المغازلي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : " بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم بعرفات وعليّ تجاهه إذ قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ادن منّي يا علّي ، خلقت أنا وأنت من شجرة ، صنع جسمك من جسمي ، خلقت أنا وأنت من شجرة ، فأنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها ، فمن تعلّق بغصن منها أدخله الله الجنّة "[19].
وروى الزرندي الحنفي بإسناده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول لعلّي : " الناس من شجر شتى ، وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ ) حتى بلغ ( يُسْقَى بِمَاء وَاحِد )[20] وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ منّي وأنا منه وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي "[21].
وروى ابن حجر المكّي بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الناس من شجر شتى وأنا وعلي عليه السّلام من شجرة واحدة "[22].
وروى ابن المغازلي بإسناده عن ابن عبّاس قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : أنا وعليّ من شجرة واحدة والناس من أشجار شتى "[23].
أقول :
تلخص مما تقدّم أن رسول الله وعلّي بن أبي طالب عليهما الصلاة والسلام كانا من أصل واحد وشجرة واحدة .
وقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة من علماء السنة جمع غفير من الحفاظ في كتبهم ومسانيدهم ، كأخطب خوارزم والسيد شهاب الدين أحمد وشهاب الدين الدولت آبادي والمتقي الهندي والحمويني والحاكم الحسكاني والسيوطي والذهبي وابن حجر العسقلاني ، وغيرهم كعبد المسيح الأنطاكي .
دلالة الحديثين
وهذان الحديثان من جملة الأدلّة الصحيحة من السنّة النبويّة المتفق عليها على إمامة أمير المؤمنين عليه السّلام بعد رسول الله مباشرةً ، لأنّ من كان خلقه وخلق النبي من نور واحد ومن شجرة واحدة ، يكون أفضل الناس من بعده مطلقاً ومن جميع الجهات التي ثبت بها أفضلية رسول الله عدا النبوّة ، فكيف يساويه - فضلاً عن أن يفضّل عليه - من لم تحصل له هذه الفضيلة ، بل قضى شطراً من عمره في الشرك والضلالة ، ولذا جاء في بعض أخبار الباب قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : " فأخرجني نبيّاً وأخرج عليّاً وصيّاً " ونحو ذلك ، ومن شاء الوقوف على تفصيل الكلام على وجوه دلالة الحديثين على الإمامة ، فليرجع إلى كتاب ( إحقاق الحق ) وكتاب ( عبقات الأنوار ) وكتاب ( نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار) .
[1] فرائد السّمطين ، ج 1 ، ص 40 .
[2] فرائد السّمطين ، ص 41 .
[3] كفاية الطّالب ، ص 314 .
[4] المصدر ص 315 ، ورواه الخوارزمي في المناقب ، ص 88 .
[5] مناقب عليّ بن أبي طالب ص 88 ، الحديث 130 .
[6] مناقب علي بن أبي طالب ، ص 89 الحديث 132 .
[7] فرائد السمطين ، ج 1 ، ص 36 .
[8] نظم درر السمطين ، ص 79 .
[9] المناقب الفصل السادس ص 37 .
[10] المصدر ص 31 .
[11] المصدر ، الفصل التاسع عشر ، ص 236 .
[12] الفضائل ( المناقب ) ج 1 ، الحديث 240 ، مخطوط ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص 46 .
[13] المناقب ، الفصل الرابع عشر / 88 .
[14] المستدرك على الصّحيحين ، ج 2 ص 241 وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .
[15] سورة الرعد : 4 .
[16] المصدر ، ج 3 ، ص 160 .
[17] كفاية الطالب ، ص 317 ، وقال : هذا حديث حسن عال .
[18] سورة الشّورى : 23 .
[19] المناقب ، ص 90 ، الحديث 133 وص 297 الحديث 340 ، ورواه الذّهبي في ميزان الاعتدال ج 3 ، ص 41 ، وابن حجر في لسان الميزان ، ج 4 ، ص 144 ، والسيّد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل ، ص 241 مخطوط
[20] سورة الرعد : 4 .
[21] نظم درر السمطين ، ص 79 .
[22] الصّواعق المحرقة ص 73 طبعة الميمنية سنة 1312 هجرية ، ورواه الهيثمي في مجمع الزّوائد ، ج 9 ، ص 100 ، والخوارزمي في المناقب ، الفصل الرابع عشر ، ص 87 مع اختلاف في الألفاظ ، والمتّقي في منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد ، ج 5 ، ص 32 .
[23] المناقب ص 87 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|