أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-06
964
التاريخ: 2024-05-01
705
التاريخ: 2024-04-18
837
التاريخ: 1/12/2022
2479
|
الصحابي في اللغة مشتق من الصحبة، ويوصف بها كل من صحب غيره طالت المدة أو قصرت.
وعند المحدّثين: هو كلّ مسلم رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال البخاري في صحيحه:
من صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو رآه من المسلمين فهو من اصحابه.
وجاء عن احمد بن حنبل انّه قال:
أفضل الناس بعد صحابة الرسول من البدريّين كلّ من صحبه سنة أو شهرا، أو يوما، أو رآه، وله من الصحبة على قدر ما صحبه (1).
ونصّ بعضهم على انّ اصحاب الحديث يعطون وصف الصحبة لكلّ من روى عن النبي حديثا أو كلمة أو رآه، وممّن صرّح بذلك ابن حجر في المجلد الاول من الاصابة: واضاف إلى ذلك مؤمنا به، ثم قال: ويدخل في قولنا مؤمنا به، كل مكلف من الجن والانس ونصّ غيره على دخول الجن الذين آمنوا به في الصحابة ايضا (2)، وفي مقابل ذلك يشترط بعضهم في اعطاء المسلم وصف الصحبة، ان يقيم معه سنة أو سنتين، ويغزو معه غزوة أو غزوتين، كما جاء عن سعيد بن المسيب.
ونصّ القاضي أبو بكر الباقلاني على انّ الصحبة لا يوصف بها الا من كثرت صحبته، واتصل لقاؤه، ولا يجري هذا الوصف على من لقي النبي ساعة ومشى معه خطى، أو سمع منه حديثا (3) والرأي الشائع الذي يؤيّده اكثرهم هو اعطاء هذا الوصف لكل من رأى النبي (صلى الله عليه وآله) أو ولد في حياته، وعدّوا محمد بن ابي بكر من الصحابة، مع انّه ولد في حجة الوداع اخر ذي القعدة قبل وصول النبي (صلى الله عليه وآله) إلى مكة في السنة العاشرة من الهجرة وقبل وفاته بثلاثة اشهر، وتتفاوت درجات الصحابة عندهم فقد نصّ بعضهم انّهم اثنا عشر طبقة اعلاها السابقون إلى الاسلام من الطبقة الاولى، وادناها الذين ادركوه في حجة الوداع لا غير.
وقد أجمعوا على انّ أفضلهم أبو بكر وعمر، ويأتي من بعدهما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن بعدهما الباقون من العشرة المبشّرين بالجنّة، ثم تتسلسل درجاتهم وطبقاتهم حسب تقدّم اسلامهم، ومواقفهم من الجهاد والخدمات التي قدّموها إلى الاسلام والرسول (صلى الله عليه وآله) وتثبت الصحبة بالأمور التالية: التواتر، والشهرة، والشياع الذي لم يبلغ حد التواتر، وبخبر الصحابي الواحد وخبر التابعي، ولو كان واحدا بناء على الرأي الراجح من كفاية الواحد في التزكية (4).
ومهما كان الحال في تحديد المقصود من الصحابي حسب اصطلاحهم فلقد توسّع المؤلّفون في علمَي الحديث والرجال في البحث عن الحديث واقسامه والرواة واحوالهم، فدرسوا احوال الرجال جيلا بعد جيل، حتى إذا تحّققوا من احوال الراوي، وانّه كان نقيّ السيرة صادق الايمان ضابطاً متقناً أميناً، وصفوه بالوثاقة، ووصفوا مرويّاته بالصحة، وإذا وجدوا فيه ما يشعر بعدم الامانة في الحديث، أو عدم الاستقامة في الدين، وصفوه بما يتناسب مع حاله، وتركوا جميع مروياته، الا إذا اقترنت ببعض القرائن التي تؤكّد صدورها عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عن صحابته، ولو وجدوا له قادحا ومادحا وجارحا ومعدلا اخذ وا بالجارح وتركوا المادح والمعدل، وبهذه المناسبة يقول ابن الصلاح: إذا اجتمع في شخص جرح وتعديل، فالجرح مقدم لانه يخبر عما ظهر من حاله، والجارح يخبر عن باطن خفي على المعدل، فإذا كان عدد المعدلين اكر من عدد الجارحين، قبل تعين الاخذ بالتعديل، والصحيح الذى عليه الجمهور ان الجرح اولى بالرعاية والاعتبار، ومع انهم احتاطوا في الاخذ بالحديث إلى هذا الحد، وضعوا الاصول والقواعد للتأكد من احوال الراوي وسلامة الحديث مما يوجب عدم الاطمئنان بصحته، وطبقوا اصول علمي الدراية والرجال على جميع الرواة مهما بلغوا من العظمة والعلم والدين، مع انّهم وضعوا الجميع على اختلاف طبقاتهم ومكانتهم في قفص الاتهام، وبحثوا عن احوالهم بتحفّظ ودقة، وقفوا من الصحابة مكتوفي الايدي واعتبروهم من العدول الذين لا يجوز عليهم نقد أو تجريح وقالوا: (انّ بساطهم قد طوي) على اختلاف طبقاتهم واعمارهم، واضافوا إلى ذلك انّ جميع ما صدر عنهم من الغلط والانحراف والشذوذ لا يسلبهم صفة العدالة لانّ صحبتهم للنبي (صلى الله عليه وآله) تكفّر عنهم ما تقدّم من ونوبهم وما تأخّر، مهما بلغ شأنها وتعاظم خطرها على حد تعبير الجمهور الاعظم من محدّثي السنة ومؤلّفيهم في هذه المواضيع، والذين خرجوا على هذا الرأي ولم يفرّقوا بين الصحابة وغيرهم لا يمثّلون رأي السنة في هذه المسالة، بل تعرّضوا لأعنف الهجمات وأسوأ الاتهامات المعادية من الجمهور الاعظم، الذين يقدّسون كل من رأى النبي، أو سمع حديثه ولو كان طفلا صغيرا، ولعلّنا بهذه الوقفة القصيرة مع الجمهور القائلين بانّ الصحابة لا يخضعون للنقد والتجريح وانّ جميع الشروط التي ينصّ عليها علم الدراية يجب ان تطبّق على الراوي والرواية ما لم يكن الراوي لها صحابيا.
لعلّنا بهذه الوقفة معهم نستطيع ان نكشف عمّا يكمن وراء هذا الإفراط في الغلو بجميع من اسموهم بالصحابة من الاخطار التى تسيء إلى السنّة النبوية والى الاسلام نفسه الذي ألغى جميع الامتيازات والاعتبارات التي لا تعكس جهات الخير والكرامة في الانسان واعتبر العمل الصالح هو المائز بين الطيّب، والخبيث والصالح والفاسد مع العلم بانّ الكثير منهم قد أسرفوا في ارتكاب المعاصي والمنكرات وخالفوا الضرورات من دين الإسلام.
__________________
(1) انظر الكفاية ص 51، وتلقيح فهوم أهل الآثار ص 27.
(2) انظر المجلد الاول من الاصابة ص 10 و11.
(3) الكفاية ص 51.
(4) السنّة قبل التدوين ص 394 والاصابة ج / 1 ص 13 و14.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|