أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-23
805
التاريخ: 20-8-2020
1932
التاريخ: 22-4-2021
1953
التاريخ: 30-10-2018
2371
|
أخذ الصليبيون عن المسلمين حياة الرفاهية، وفارقوا عيش البداوة، واشتد ولوعهم بالزراعة والتجارة، وعرفوا أن في بلاد الشرق الإسلامي صنائع أرقى من صناعاتهم، وزراعة ناجحة وتجارات رابحة ورقة معاملة، وتسامحا غريبًا، وحبب إليهم الترحال فربطوا صلات تجارية مع الشرق، وأيقنوا أن المسلمين إذا سكتوا زمنًا عن طلب الثأر لا يقعدون عنه طويلًا، متى أعدوا أسباب الغلبة، وجاء فيهم أعاظم القواد والزعماء، وهؤلاء يُخلقون عند الحوادث في العادة، وهم لا يخلقون الحوادث، ولا يرتجلون زعامتهم ارتجالا. وعرف الصليبيون (1) أن قد دعا عدم التجانس في جيوشهم، وقلة الوحدة في قيادتهم، إلى أن ركب أعداؤهم أكتافهم في بلاد الروم وبلاد الإسلام، وقربت هذه الحرب بين شعوب أوروبا، وجمعتهم تحت لواء واحد، وأشعرت قلوبهم حب الوحدة الأدبية، وساعدت على إيجاد فكرة أوربية، وعلمتهم كيف يحترمون خصومهم، وعلمت خصومهم كيف يحترمونهم، وعقدت بينهم المعاهدات والصلات، خلال المهادنات وأيام السلام، وقد جهز ریشاردس قلب الأسد فئة من العرب جعلهم فرسانا، وعقدت عقود أنكحة الطائفتين، ودخل التسامح المتبادل في الأخلاق قال منرو : كان النصارى يؤثرون استشارة أطباء المسلمين؛ لتفوقهم على أطباء النصرانية في علاج الأمراض، ولتجافيهم عن استعمال السكين والمبضع في الجراحة، وبعث بورشارد من قبل الإمبراطور فريدريك بربروسا إلى صلاح الدين، فوصف معتقدات الإسلام وصفًا حسنًا، وأطرى روح التسامح عند المسلمين، وذكر الحرية التي أطلقوا عنانها لأتباع كل دين، وقال: إن أكثر المسلمين يكتفون بزوج واحدة. قال منرو : وكان صلاح الدين محبوبًا في الغرب؛ لرأفته وكرمه بعد استيلائه على أورشليم، ولسلوكه سلوكًا آخر غير سلوك الصليبيين سنة 1099، فأثار دهشة الغربيين وعجبهم، وكان كما . العادة عند المسلمين شديد التسامح مشهورًا بتأدبه، وبهذا الاختلاط ارتفع من أذهان الغربيين ما دسه بعض رؤساء دينهم عمدًا أو عن غير عمد على الإسلام، حتى عاد بعضهم يشرح معتقدات الإسلام بضبط ودقة، وقال: إن المسلمين مولعون بإقراء الضيوف، ومتفوقون في الأدب واللطف. وكتب ريكولدوس حوالي سنة 1294 في مدح المسلمين قائلا: ومن لا يعجب بحماستهم وبخشوعهم في صلاتهم وبرحمتهم الفقير وبتقديسهم اسم الله والأنبياء والأماكن المقدسة، وبحسن عشرتهم ولطفهم مع ا الغريب، وباتفاقهم وتحاببهم؟ قال منرو: وعلى الرغم من مثل هذه الشهادة بقيت نظرية أكثر الكهنة على ما كانت عليه دون تغيير، فهم ما فتئوا يشعرون من المستحيل استمالة المسلمين إلى النصرانية، ولطالما تخوفوا من كثرة من دانوا بالإسلام من النصارى ا.هـ. وأبقى الصليبيون في الشام، أي في الساحل والأرض المقدسة منه، بعض الحصون والكنائس من الآثار، ولما ضربوا الضربة الأخيرة بيد الملك خليل ( 690هـ) سكن بعض الإفرنج في جبل لبنان، وآب قسم آخر إلى بلاده على مراكبهم، وعادت الحروب الصليبية على الغرب بخيرات لا تُستقصى، ولو لم يكن منها غير تحطيم قيود التعصب الكنسي لكفي؛ وذلك لما رأى الصليبيون من تسامح المسلمين، وتساهل مشاهير أمرائهم كنور الدين وصلاح الدين، فانتشرت التجارة بعد الحروب الصليبية، أكثر من انتشارها أيام المملكة الرومانية، وأخذت أوروبا عن العرب عادات الفضيلة والمدنية، وكل ما يهون الحياة ويحليها للأنفس. قال سنيويوس بعد إيراد هذا بدأت الصلات بين الغربيين والشرق بحرب بين المؤمنين، وانتهت بمسائل قامت بين المتجرين، وتحضر الغربيون باحتكاكهم بالشرقيين، وأثر هذا الاختلاط في أفكار النصارى الدينية، فتحمسوا أولا للنزال والطعان، ولما شاهدوا المسلمين عن أمم، ورأوا فيهم رجالًا أشداء منورين كرماء أمثال صلاح الدين - الذي أخلى سبيل أسرى النصارى بدون فدية، وبعث بطبيبه إلى أحد زعماء الصليبيين ليداويه من مرضه - . بدئوا باحترام المسلمين.
............................................
1- تاريخ الشعوب العام لمكسيم بتي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|