أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2018
2536
التاريخ: 10-9-2016
1796
التاريخ: 12-5-2019
1887
التاريخ: 16-8-2020
3095
|
ويُعد في باب الخسائر أن من مدن الساحل الشامي ما خرب برمته؛ خربه أحد الفريقين عمدًا لمقصد حربي، وخرب المسلمون كثيرًا من الحصون والأسوار، مخافة أن تقع ثانيةً في أيدي العدو ويتحصن بها، فتطول مدة الحرب ويهلك الناس على غير طائل، وكانت أكثر أيام الحرب في ضيق شديد من العيش؛ لارتفاع أسعار الحاجيات خمسة أو ستة أضعاف، فظهر البؤس في البلاد لانقطاع الناس عن استثمار زراعتها كما كانت من قبل؛ ولأن غلاتها لا تكاد تسد حاجة جيوش المسلمين الجرارة، ولأن من الأرضين الصالحة للزراعة ما تعطل بحكم الطبيعة، فكانت حمّى يحجز بين المتقاتلين، وربما ابتعد الزراع عن هذا الحمى فراسخ وأميالا ؛ لأن العدو يتقدم ويتأخر في أرض عدوه تبعًا للأحوال العسكرية، وهلك عشرات الألوف من المسلمين فأحدث فقدهم نقصًا في الصفوف، وقلة في اليد العاملة، أما الغربيون فكانوا يقاتلون، فإذا نقص عددهم أتتهم النجدات من أوروبا، وجملة حملاتهم الكبيرة سبع حملات، منها ما جاوز عدده النصف المليون، وقلت في بعض الأحايين نجدات المسلمين، وعددها أقل من عدد نجدات الصليبيين. قدر المسلمون قوة أعدائهم حق قدرها، وعرفوا كثرة سوادهم في بلادهم، واعترفوا لهم بالشجاعة، وإن عدوا أحيانًا شجاعتهم خرقاء، بالقياس إلى من يقدرون المسائل بقدرها، لا يجبنون عند اللقاء، ولا يغامرون حين لا تنفع المغامرة، وكان التهور يبدو في صفوف الصليبيين، فيكثر قتلاهم على غير طائل. ومن النقص في المسلمين أنهم قلت معرفتهم بالغربيين وقلما عُنوا باستطلاع طلع أحوالهم، ولو كانوا على اتصال بهم بادئ بدء، ملمين بأحوال الغرب حق الإلمام، ربما استطاعوا أن يثنوا عزم الغربيين عن إشهار هذه الحرب الزبون، فيعقدون معهم معاهدات ومحالفات ويمنحونهم امتيازات ومسامحات، ويزيلون أسباب الشكوى وأيقن المسلمون أن الصليبيين كانوا أشد منهم عناية بأخذ أخبار بلاد الإسلام في أوقاتها؛ ولذلك كتب لهم النصر أحيانًا، وما لبث المسلمون أن أتقنوا أيضًا فن استقاء الأخبار، بحيث لا تفوتهم صغيرة ولا كبيرة من أحوال أعدائهم، وكان الرسم في أيام الديلم ومن قبلهم ومن بعدهم من الملوك أنهم لم يخلوا جانبًا من صاحب خبر وبريد، فلم تخف عندهم أخبار الأقاصي والأداني.» واحتال الصليبيون لاستمالة جيرانهم من المسلمين، فما عدوهم إلا غاصبي أرضهم، دخلاء على الملك الإسلامي، لا يهدأ لهم بال إلا إذا طردوا آخر صليبي عن وطنهم. استعمل أمراء المسلمين أنواع الخدع الحربية مع أعدائهم، فتوصلوا بدهائهم إلى أن يرشي صاحب دمشق جماعة الصليبيين في القدس بمائتين وخمسين ألف دينار، وأرسلها زيوفا طليت بالذهب كما قيل، وكان أمراء المسلمين في هذه الديار يعترفون لخلفاء العباسيين بالخلافة، ويستخدمون نفوذهم المعنوي في تقوية أمرهم وسوق الناس إلى الحرب، ولكن كان نفوذ بني العباس إلى ضعف وتقل الماديات التي تصل إلى الجيش الإسلامي من طريقهم وبواسطتهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|