أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
3441
التاريخ: 14-1-2017
1805
التاريخ: 13-1-2017
1604
التاريخ: 26-10-2016
1305
|
ومما اشتهر من مدن آشور خرساباد وكانت تُسمَّى بصاريوكين، وهي اليوم قرية دانية من كردستان وأكثر سكانها عرب وأكراد، وكانت هذه المدينة ومدن أخرى من آشور قد عفا رسمها وذهب أثرها تحت الردم والأنقاض من نحو ألفي سنة، حتى قدم الموسيو بوتا المشار إليه قُبيل هذا، وهو أول من كشف هذه المدينة، وكان في جملة ما كشفه فيها قصر لسرجون ولي عهد شلمناصر الرابع وحواليه أبنية أخرى تُعزى إليه، وهي على ستة عشر كيلومترًا من نينوى إلى الشمال الغربي، وفي أواسط تلك الأبنية رابية مصنوعة على نحو الرابية المؤسس عليها هيكل سليمان - عليه السلام - وفي قمة الرابية سطح مربع طول كل من جهاته 200 متر وعليه بنى القصر وحوط الرابية بسور لكلٌّ من جهاته 1900 متر طولًا، وكان للقصر باب كبير يُدخل إليه من الخارج، وعلى كلٌّ من جانبي الباب ثور هائل له رأس بشر وسائر الباب مزين بكثير من ضروب النقوش وعجائب الأشكال والتصاوير، وبجانب الباب من الداخل سلم طويلة يرقى منها إلى سطح القصر ، وهو شاهق في الجو مشرف على جميع ما هنالك من الضواحي ليس في تلك الناحية كلها أحسن منها مُطَلَّا ولا أبعد مدى للناظر ، وقد بقي من زخارف القصر في داخله وبديع نقوشه وأشكاله ما يدل على أنه كان من الجمال والإتقان بمكان لا يدانيه كثير من أبنية تلك الأعصار، وآثاره إلى الآن لا تزال أكمل وأبين من جميع ما شوهد من الأبنية الآشورية، ولم يبق في شيء منها ما بقي فيه من الأدوات والمناظر المشخصة كثيرًا من شئون أهله. وبجانب القمة التي عليها القصر قمة أخرى أدنى منها ارتفاعًا وأصغر حجمًا، عليها بناء آخر تابع للقصر وهذا البناء ينقسم إلى قسمين، فصار جملة القصر وما يليه ثلاثة أقسام: أحدها وهو القصر المذكور بلاط الملك، وبناؤه من الآجر، وفي داخله حُجرات فسيحة يبلغ طول الحجرة الواحدة مائة وست عشرة قدمًا، وكلها مزينة بالنقوش والصور والآنية الذهبية والفضية والعاجية والخزفية والتروس والسيوف وكثير من الأسلحة المنوعة والأدوات المصنفة والتحف الجليلة والبقايا الثمينة وهي ست حجرات من هذا النمط وعلى جدرانها صور من الإنسان والحيوان مختلفة الحركات والهيئات، فمن ملك وجنود وجبابرة ومعارك وحصارات وفتوحات، ومن قاتل أسدًا ومساور نمرًا ومجهز على عدو وذابح ذبائح وساجد للآلهة، ومن عساكر يخرجون في القتال وقتلى يقاسون النزع، وغير ذلك مما يطول شرحه ولا يسعنا بسط العبارة فيه. وكثير من هذه الصور ما برحت إلى اليوم على ألوانها الأولى، وذلك شاهد يؤيد صحة ما نقله ديودورس عن أكتزياس من بقاء الألوان فيما شاهده في بقايا بابل على ما أسلفنا ذكره، وهناك وجد عرش الملك مرصعًا بالعاج وغيره من الجواهر الكريمة، والقسم الثاني وهو شطر البناء الأصغر المبني على القمة الأخرى دار الحرم وفيه ثلاث حُجُرات فقط، إلا أنها أكمل إتقانًا من حجرات البلاط وأبهى زينة وأكثر أدوات وأمتعة، وقد وجد فيه سُيَّاح الإفرنج من الذخائر والنفائس ما يجل عن الوصف ولا يُقَوَّم بثمن، ويصل بين هذا القسم وبلاط الملك سَرَب تحت الأرض ينزل فيه الملك إذا أراد الإفضاء إلى دار حرمه، والقسم الثالث متصل بهذا القسم مبني على الناحية الأخرى من القمة المذكورة، وهو على شكل القسم المقدَّم، وفيه حجرة تقيم بها الحشم والخدم ومن حولها مساكن بعضها للعبيد وبعضها للكراع والسائمة، وبين دار الحشم والبلاط رواق طويل وهو غاية في الإتقان والزخرفة، وفيه وجد الفرنسيس النفائس التي استصحبها سرجون الملك بعد فراغه من فتوحاته وكاثر بها سائر الممالك، ووجدوا هناك أيضًا كثيرًا من الآنية والجفان والأدوات المختلفة، فحملوها إلى باريس ولا تزال هناك إلى هذا اليوم، وفيما يلي دار الحرم أخربة على شكل هرم من الرفات، ذكر بعضهم أنه كان مدفنًا لأحد ملوك آشور قصد به محاكاة الفراعنة المصريين وتقيل أهرامهم، وذهب آخرون إلى أنه المرصد الذي ذكره سرجون غير مرة، وقد تبينوا بعد البحث أنه كان مبنيًّا من سبع طباق تعلو بعضها بعضًا في العنان كل واحدة منها أصغر من التي تحتها حتى ينتهى إلى السابعة وهي أصغرها، وقالوا إنه كان لكل طبقة لون يخالف ألوان البقية وكل لون لإله من الكواكب، وكانت أول طبقة لزُحل، والثانية للزهرة، والثالثة للمشتري، والرابعة لعطارد، والخامسة للمريخ، والسادسة للقمر، والسابعة للشمس، ولجميع هذه الطباق قياس واحد في الارتفاع وإن كانت تتفاوت اتساعًا على ما قدمناه، وكان هذا البرج أشبه ببرج بورسيبا الذي ذكره هيرودوطس على ما أسلفناه هناك. قالوا وكان المرصد في أعلى تلك الطباق، فيكون له طبقة ثامنة، وكان الآشوريون يرقبون منه حركات الكواكب لمعرفة السعد والنحس، وغير ذلك على ما كان من اعتقاد المتقدمين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|