أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-25
1411
التاريخ: 2024-02-03
1416
التاريخ: 2023-07-24
1201
التاريخ: 2023-07-26
1021
|
المحاسبة في الإسلام :
سبق القول بان المحاسبة في الإسلام موجودة منذ صدر الحضارة الإسلامية وقد تطورت على مر التاريخ فاستفادت من تطور العلوم الأخرى في الحضارة الإسلامية
أو في الحضارات الأخرى حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
ويمكننا تعريف علم المحاسبة في الإسلام بأنه علم المحاسبة المالية الذي يخضع لأحكام الشريعة الإسلامية. أي انه مجموعة القواعد والمبادئ المستخدمة في جمع وتصنيف وتحليل وتسجيل العمليات المالية من اجل قياس نتائج أعمال المشروعات الاقتصادية وإعداد البيانات المالية وعرضها وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
تطور علم المحاسبة في الإسلام :
شهد علم المحاسبة في الإسلام تطورات جذرية منذ عهد الرسول ? إلى عصرنا هذا تبعاً للتطورات التي حدثت في مجال المعاملات والنظم النقدية. ويمكن إيجاز هذه التطورات بما يلي :
1- مرحلة الكتابة : فقد جاءت إشارات في القران الكريم على أهمية الكتابة في جمع المعلومات، حيث يقول تعالى : ﴿ يَأْيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَدَا يَنتُم بِدَينِ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبُ أَن يَكْتُبُ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَس مِنْهُ شَيْئًا فَإِن كَانَ الَّذِى عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهَا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِك وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكَرَ إِحْدَاَهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تُسْئمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَدَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَرَةٌ حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَآر كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقُ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282 البقرة) .
وَكُلَّ إِنْسَاْنِ أَلْزَمْنَهُ طَائرَهُ فِي عُنُقِهِ، وَتُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَمَةِ كِتَبًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (الإسراء:13) .
ويقول تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (الأنبياء:47).
وقد جاء الحث على الكتابة من أجل تحقيق الأهداف التالية (1) :
1 ـ تحقيق العدالة في الحقوق والالتزامات .
2 ـ حفظ المعلومات وزيادة الثقة فيها.
3- حفظ الحقوق وزيادة الثقة في المعاملات خاصة الآجل منها.
2- مرحلة الحساب : ونقصد حساب الأموال فمع تطور الدولة الإسلامية وتطور المجتمع والمعاملات زاد الاهتمام بعملية احتساب الأموال بصورة منظمة :
- حساب المال في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث استعمل رجالاً لجمع الصدقات والزكاة وأمر بكتابة الأموال والتدقيق على عملية جمع وصرف هذه الأموال.
- حساب المال في عهد الخلفاء الراشدين : فقد استمر وا في جمع الزكاة والصدقات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادت أهمية تعيين كتاب الأموال في عصرهم بسبب زيادة الفتوحات والغنائم.
- حساب المال في أوج الدولة الإسلامية : زادت عملية تنظيم الحسابات وتطورت عمليات التسجيل وتقسيم الحسابات حسب أنواعها، وتنوعت السجلات المستخدمة في تسجيل أموال بيت مال المسلمين بسبب عظم الدولة الإسلامية واتساع رقعتها وزيادة مواردها وفي هذه المرحلة ظهر علم المحاسبة في الإسلام بالشكل الذي يحاكي علم المحاسبة المعاصر. حيث أشارت بعض التعليمات المكتوبة في عصر الدولة الأموية إلى ضرورة كتابة الأموال بالرقم الإجمالي، والخصم الصافي واثبات جميع العمليات المالية، ولزوم أن تكون كل عملية محاسبية مؤيدة بالمستند الصحيح، وإيجاد نظام رقابة فعال للرقابة على الأموال، ولزوم اعتماد المستندات والعمليات الحسابية من الجهة صاحبة الاعتماد والتي يحددها النظام. إضافة إلى وجوب مراجعة الحسابات بمعرفة جهات خارجية غير الجهات التي قامت بتسجيل العمليات المالية. كذلك الإشارة إلى ضرورة مراجعة وضبط الأعمدة الأفقية مع الرأسية (2) مما يشير إلى أن الحضارة الغربية استفادت كثيراً من علم المحاسبة في الإسلام كما هو الحال في العلوم الأخرى كالطب والهندسة والفلك.
- حساب المال في العصر الحديث : من المؤسف أن الإسلام لم يعد هو النظام السائد حتى في كثير من دول المسلمين إلا من رحم ربي، إلا أن الصحوة وعودة الاهتمام بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التي يشهدها العصر الحديث أدت إلى نشوء مؤسسات اقتصادية تلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية، مما أدى إلى تطوير المحاسبة الإسلامية بما يتناسب مع طبيعة المعاملات المعاصرة، فأصبحت مواد الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية تدرس في معظم جامعات العالم وبدأ ظهور ما يسمى بتأصيل الفكر المحاسبي الإسلامي. وتوج ذلك كله بتشكيل هيئة المحاسبة والمراجعــة للمؤسسات المالية الإسلامية التي أصدرت معايير للمحاسبة والمراجعة في المؤسسات المالية الإسلامية خلال العقد الماضي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر محمد كمال عطية ، محاسبة الشركات والمصارف في النظام الإسلامي، دار الجامعات المصرية، ط1، الإسكندرية، 1984 ص30. ومحمد عبد الحليم عمر ، برنامج تدريبي حول معايير المحاسبة للمصارف الإسلامية، مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، جامعة الأزهر، مصر، د.ت ص13 .
(2) أنظر محمد كمال عطية ، م.س، ص 34 – 35 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|