أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-12-2015
1332
التاريخ: 26-04-2015
1185
التاريخ: 13-10-2014
1408
التاريخ: 27-09-2015
1614
|
1- الأشباه والنظائر:
لاحظنا أن الإمام علياً(عليه السلام) والأئمة من بعده وبعض الصحابة كإبن عباس فتحوا باب هذا العلم كما رأينا في رسالة الإمام علي(عليه السلام) في (المحكم والمتشابه) حيث أعطى أمثلة واضحة لمواضيع متعددة في القرآن (الوحي، الخلق، الفتنة، القضاء).
إذ يتابع هذه المفردات مع سياقاتها وكيف أنها تأتي بوجوه من المعاني مختلفة، فأخذ تلامذتهم التأليف في هذا المجال فنلاحظ أقدم كتاب أُلف كتاب مقاتل بن سليمان (ت 150هـ) فيه ما يقارب (183) مفردة ثم تبعهُ إسماعيل بن أحمد النيسابوري (ت 430هـ) وهو من العامة.
وكان لإبن الجوزي (ت هـ) كتاباً في الأشباه والنظائر (الوجوه النواضر في الوجوه والنظائر) و(نزهة الأعين النواظر في علم الأشباه والنظائر)، كما ألف أبو بكر النقاش وابن فارس والإمام السيوطي والدامغاني وابن فارس[1]. وتعد الأِشباه والنظائر أساس انطلاق التفسير الموضوعي.
2- آيات الأحكام:
حرص الفقهاء بمختلف مذاهبهم على الإهتمام بهذا العلم لكن أكثرهم مشوا على المنهج التسلسلي الترتيبي للقرآن الكريم فلا يعد من التفسير الموضوعي وهم كل علماء السنة ومع ذلك ذكروه تحت حقل التفسير الموضوعي[2] وهو اشتباه إذ إن المنهجية المتبعة في آيات الأحكام لا تعدو عن مسارين أحدهما سار على النمط التسلسلي لآيات الأحكام حسب وجودها في المصحف وهذا خارج عن بحثنا ومسارٌ اتجه إتجاهاً موضوعياً في تفسيرهِ فيأخذ موضوع (الصلاة) ويجمع كل آياته ثم يعطي النتيجة وهكذا في باقي المواضيع وهم كل علماء الشيعة أولهم القطب الراوندي (ت 573 هـ) في فقه القرآن، والمقداد السيوري (ت 826هـ) في كنز العرفان وابن ميثم البحراني (ت 679هـ) في شرح الآيات الخمسمائة، والشيخ أحمد الجزائري (1151 هـ) في قلائد الدرر والمقدس الأردبيلي (ت 993 هـ) في زبدة البيان والفاضل الجواد الكاظمي (ت) في مسالك الأفهام في شرح الأحكام. وهم علماء الشيعة. والملاحظ في هذه المؤلفات:
1-إنهم اتبعوا منهج التفسير الموضوعي – ولو لم يسمون لهذا الاصطلاح.
2-إعتمدوا على منهج الإستقراء التام للقرآن من خلال تتبع موضوع البحث.
3-هناك عملية تصنيف دقيقة تماشت مع الأبواب الفقهية.
4-إلا إنهم لم يرسخو صورة متكاملة وواضحة للموضوع الواحد من خلال استنباط الحكم الشرعي من مجموعة الآيات ذات الموضوع المحدد من خلال إيجاد النسبة بين الآيات إلا نادراً.
3- (المثل، الجدل، القسم):
جاء القرآن الكريم على أساليب لغة العرب وأصول كلامهم فاحتج عليهم بما يعرفون لا بما ينكرون، ومن أساليب اللغة العربية (المثل، والجدل، والقسم) والأسلوب لغةً: طريقة المتكلم في كلامهِ، وفي الإصطلاح: هو الطريقة الكلامية ومما لاشك فيه أن القرآن الكريم جاء بأساليب (الجدل والقسم والمثل) ولكن السؤال، هل هذه الأساليب من التفسير الموضوعي؟
معظم الباحثين ذكروا هذه الأساليب ضمن نتاج التفسير الموضوعي ([3]). والذي دعاهم إلى ذلك أن كل أسلوب من الأساليب يجمعهُ جامع موضوعي ففي أسلوب المثل. يتمركز البحث حول كلمة (مثل ومشتقاتها)، وفي أسلوب القسم يتمركز البحث حول أدوات القسم (و، ب، ت)، وفي أسلوب الجدل يتمركز البحث حول كلمة (جدال)؟ وهذا صحيح. لكننا نرى أن الذين بحثوا في هذه المواضيع كان بحثهم بحثاً وصفياً إستقصائياً وراء الحصول على أساليب القرآن لا بحثاً وراء الحصول على نظرية قرآنية ولذلك نجد أن الأمثال وإن كانت تشترك في كلمة (مثل) ألا أنها مختلفة من حيث المضمون ولا ربط بينها فما العلاقة بين قوله تعالى:{كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً}، وبين قوله تعالى:{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}، {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّة} نعم يجمعهم موضوع المثل ولكن لا رابط موضوعي بينهم فهو أقرب إلى أسلوب القرآن من التفسير الموضوعي، وهكذا في الجدل القرآني فإن موضوع {وَ جادِلْهُمْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَن} يختلف عن موضوع { فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ فِي الْحَج} نعم يدخل الجدل في التفسير الموضوعي إذا أخذناهُ في عنوانه الكلي وصنفناهُ إلى فصول: آداب الجدل، أول من سن الجدل، الجدل مع الأنبياء الجدل مع أهل الكتاب، الجدل مع المؤمنين، الجدل مع المنافقين، الجدل في خلق السموات والأرض، الجدل في البعث والنشور[4].[5] وهكذا القول في القسم القرآني والمثل.
فخلاصة القول (القسم والجدل والمثل) من الأساليب القرآنية لا من التفسير الموضوعي ولهذا بحثوها في (علوم القرآن) [6]. وهذا الخلط لعله ناجم عن عدم التمييز بين ما يُبحث حول شؤون القرآن (علوم القرآن) وما يُبحث من أجل إستنباط رؤية قرآنية في موضوع ما. [7]
4- المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ:
ذكر بعض الباحثين (المحكم والمتشابه) و(الناسخ والمنسوخ) من جذور التفسير الموضوعي [8]. ولكن الذين تناولوا هذا البحث منهم من مشى مع ترتيب القرآن ليرصد الآيات الناسخة والمنسوخة والمحكم والمتشابه ومنهم من مشى على نهج موضوعي كما فعلهُ النحاس (ت 338هـ) الذي أفرد للناسخ والمنسوخ كتاباً وقام بترتيبهِ ترتيباً موضوعياً.
لكن (المحكم والمتشابه) و(الناسخ والمنسوخ) من أساسيات علوم القرآن، وفي نظري أنها (علوم آلية قرآنية) تحكم التفاعل بين الآيات القرآنية ذات الموضوع الواحد فإننا نجد أن بين الآية المنسوخة والآية الناسخة موضوعاً رابطاً كما في آيات القبلة وآيات النهي عن شرب الخمر وهكذا، كذلك بين المحكم والمتشابه موضوع معين رابط. إذ لولاهُ لما حصل النسخ أو الإحكام. وفي النتيجة فإن هذه المصطلحات تدخل كآلية مهمة في إنتاج التفسير الموضوعي لا أنها بنفسها تفسيراً موضوعياً.
[1] السيوطي، الإتقان 2/103.
[2] السيد ثامر هاشم العميدي، مجلة قضايا إسلامية، العدد السابع 1420هـ- ص502.
[3] حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي ص30-36.
[4] ظ: حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ص34.
[5] (*) والجدل هو أسلوب له مواضيع متعددة في القرآن لو جمعت أسئلتهُ وردودهُ لكان تفسيراً موضوعياً متكاملاً.
[6] راجع السيوطي في الإتقان، النوع (66، 67،68) من أنواع علوم القرآن.
[7] محمد هادي معرفة، التفسير والمفسرون /2.
[8] ظ: مصطفى زيد، النسخ في القرآن 1/16، حكمت الخفاجي، التفسير الموضوعي /111.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|