أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-09
203
التاريخ: 2024-08-27
286
التاريخ: 2024-04-16
619
التاريخ: 2024-02-18
850
|
بقيت القيادة الحربية وراثية في الجيش المصري حتى أواخر عهد الفرعون «بيبي الأول». وقد حاول فراعنة أول الأسرة السادسة أن يستبقوا السلطة المباشرة على الجيش في أيديهم بجعل القيادة في أيدي أشخاص من الأسرة المالكة يدل على ذلك أن قائدين للجيش في أوائل الأسرة السادسة كانا من أقرباء الفرعون الحقيقيين. ولم يطرأ تغيير في نظام الجيش في عهد الملك «تيتي»، بل بقي تحت إمرة القائد الأعلى الذي كان ينصب عادة من أقرباء الفرعون، وكان تحت أوامره ضباط فرق من المجندين ويهيمن على شئونهم «بيت الأسلحة الذي كان تحت سلطان الوزير المباشر في ذلك الوقت. ويظن أنه قد حدث انقلاب في عهد «بيبي الأول» في نظام الجيش بسبب انحلال الدولة وتقسيمها إلى مقاطعات مستقلة تقريبًا، فنرى في أواخر عهده أن الوظائف الحربية أصبحت نتيجة لهذا الانقلاب وراثية تقريبًا، ولذلك نجد أن «إبدو» (1) الذي قاد حملة إلى سيناء في العام التاسع عشر من حكم «بيبي الأول»، كان يحمل لقب قائد الجيش الذي كان يلقب به والده «مرى رع عنخ» من قبله، ومن جهة أخرى نلاحظ أن لقبًا جديدًا ستكون له أهمية عظيمة في عهد الفرعون «بيبي الثاني» قد ظهر وهو «مدير القوافل»، وقد اعتاد علماء اللغة المصرية بترجمته «بمدير التراجمة». وقد وجد حاملو هذا اللقب بين أسماء رؤساء البعوث التي كانت ترسل إلى محاجر سيناء ووادي مغارة، أو إلى بلاد النوبة التي تدفع الجزية للفرعون مثل أقطار «مجا» و«إيام» و«أرثت» و «واوات» الواقعة في جنوبي مصر، وهذه الأقطار قد أصبحت لها أهمية عظمى للتاج في العهد الذي كانت فيه سلطة الفرعون تتناقص تدريجا، ويتبعها نضوب موارده المالية وقوته الحربية، فكانت هذه الأقاليم الجنوبية في الواقع تدفع له الجزية وتمده كذلك بالجنود المرتزقة الذين كانوا يغذون جيشه. وقد جاء في مرسوم دهشور في عهد « بيبي الأول» أن مدير القوافل كان تحت إمرة رئيس مديري القوافل وتدلنا النقوش على أنه كان هناك مديرو قوافل من درجات مختلفة، ففي نقش من حكم «بيبي الأول» عثر عليه في سيناء نجد مذكورًا عليه أسماء جماعة ممن يحملون لقب مديري قوافل تحت إمرة غيرهم في نفس الحملة، غير أن أهميتهم أخذت تعظم ونفوذهم يزداد بسرعة، وسنرى أن عددًا منهم سيصير قريبا من بين أعظم الموظفين الملكيين، ويصبح لهم الحق في تقلد اللقب الفخري «السميري الوحيد»، وكذلك ظهروا بين الذين يحملون لقب «المدير الأعلى لأوقاف القصر». ومن ذلك نلاحظ أن القيادة العليا كانت في سبيل التغيري، فنجد أن لقب القائد العام للجيش أخذ يختفي، وكذلك أصبح تجنيد الجنود بإشراف الفرعون ضربًا من المستحيل، ويرجع ذلك إلى قيام الإمارات الإقطاعية، فأخذ الجيش الذي كان يجنده الفرعون من داخل البلاد يتضاءل تدريجا حتى اختفى نهائيًا، ومن ذلك العهد لم يبق في يد الفرعون إلا جيشه المرتزق الذي كان يقوده مدير القوافل. وقد أصبح قواد هذا الجيش من القوة في عهد «بيبي الثاني» إلى درجة أنهم صاروا أمراء إقطاعيين في الفنتين وأصبحوا من أهم حكام الإقطاع في الجنوب ومن أعظمهم نفوذًا.
............................................
1- Sethe, Urk. II No. 11 (New Ed.)
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|