المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الاستطاعة قبل الفعل
3-12-2015
آيات الاجارة 
2023-11-09
ما هي الحشرات اللادغة أو اللاسعة؟
13-4-2021
تدوين القرآن في زمن النبيّ (صلّى الله عليه وآله)
16-10-2014
الدورة الزراعية للرز
5-4-2016
مسؤولية الناقل
14-3-2016


أبز المدن العراقية في العهد الثماني.  
  
1271   06:20 مساءً   التاريخ: 2023-07-20
المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ص 532 ــ 543.
القسم : التاريخ / التاريخ الحديث والمعاصر / التاريخ الحديث والمعاصر للعراق / تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني /

امتازت المدن العراقية في العصر العثماني بعدة ميزات واضحة اقتضتها طبيعة الظروف العسكرية والاجتماعية والاقتصادية للعهد المذكور كما اقتضتها أيضاً النظرة العثمانية لتخطيط المدن المرتكزة اساسا على الجانب العسكري الدفاعي فيها، ولقد انعكست هذه المؤثرات على تخطيط المدينة العراقية فشملت بذلك اهم مرافقها الرئيسية كالقلاع والاسوار وسراي الحكم (مقر الحكم والاسواق والدور والميادين العامة علما ان المدن العراقية كانت شوارعها ضيقة كذلك اسواقها، وكانت الاسواق عادة قريبة من السراي. وتتفرع من السوق عادة مجموعة من الاسواق المتخصصة بنمط معين من التجارة والتي تؤلف بمجموعها حيا تجاريا كبيرا ، فكل مدينة لها اسواق عديدة يختص كل منها بتجارة معينة من البضائع، والتي غالبا ما يسمى السوق باسم البضاعة التي تتاجر فيه مثل سوق العطارين، سوق البزازين... الاخ. لم تكن اوضاع المدن في العراق جيدة للأسباب الانفة الذكر، ومن خلال ما وصلنا من معلومات عن المدن العراقية يتضح ذلك بشكل جلي ومنها مدينة بغداد. لقد تحولت بغداد بعد الغزو المغولي عام 1258 من عاصمة دولة عظيمة الى مدينة اقليمية، ثم تولت عليها الغزوات والمعارك سواء أكان ذلك في العهد الجلائري والتركماني ام الحكمين الصفوي والعثماني، حيث كانت تتناوب بغداد خلالها الايدي المتنازعة وتتحكم فيها القوى الطامعة، فضلا عما اصابها في هذه العصور من كوارث واوبئة وحرائق وفيضانات، غير ان بغداد رغم ذلك حافظت على سيادتها وبقائها كعاصمة فعلية للعراق. لقد كانت مدينة بغداد مربعة الشكل، مشيدة من صخور بيضاء واخرى حمراء، وان اقدم وصف لها في العهد العثماني يعود الى الرحالة الهولندي ليونهارت راوولف الذي زار المدينة عام 1373، اذ يذكر انها تقسم الى قسمين، وكانت شوارعها ضيقة، واكثر منازلها واهنة البناء، والكثير من جوامعها مخربة حتى تحول لونها الى السواد. ولم يلفت انتباهه سوى مقر الباشا والي ،بغداد وسوقها اما حماماتها فهي رديئة وسوداء ومعتمة حتى في النهار، وجانب المدينة الايمن مكشوف والدخول والخروج منها سهل جدا، حتى انها اشبه بقرية كبيرة اكثر منها مدينة اما الجانب الكائن على الجانب الايسر من دجلة فقد كان محصنا بالأسوار والابراج العالية والخنادق المحيطة بالسور. ويصف الرحالة فيدريجي مدينة بغداد في القرن السادس عشر بانها مدينة ليست عظيمة، غير انها مكتظة بالسكان، وكثيرا ما يأوي اليها الغرباء من ايران أو الدولة العثمانية، أو شبه الجزيرة العربية ومنها تنطلق القوافل الى مختلف البلدان، اذ تتوفر في بغداد المؤن، التي تنقلها الارماث أو القوارب عبر نهر دجلة. ويصف الرحالتين جون نيوبري بغداد عام 1583، ورالف فيتش (1583-1589) بشكل لا يختلف عن وصف فيدريجي. اما جون ایلدرد مدينة بغداد فيصف في العام نفسه الذي وصفها فيه نيوبري، ويقول انها مدينة يجري نهر دجلة بالقرب من سورها، ويبلغ سورها اكثر من ميلين، وسكانها عموما يتكلمون ثلاث لغات هي العربية والفارسية والتركية. وكانت مركز تجاري عظيم لأنه طريق مرور من الهند الشرقية الى حلب والمدينة مزودة بشكل جيد بالمؤن التي تأتي عر نهر دجلة من الموصل. كانت مبانيها مبنية من الاجر المجفف بالشمس، وهناك القليل جدا من الاحجار ، وبيوتهم كلها ذات سطوح مستوية وواطئة. اما الرحالة البرتغالي تخيرا الذي زار بغداد عام 1604 فقد رأى انها اصغر حجما من البصرة ، واقل تأثيرا، وهي خالية من الابنية الحجرية الفخمة، ولكن تخيرا لاحظ كثرة المقاهي الممتدة على شاطئ دجلة، والتي يلتقي الناس فيها لشرب القهوة والتحدث، ووصف المدينة بانها تتمتع بجو هادئ ونسيم عليل . وكان الوالي العثماني يقيم في القلعة وهي كبيرة ومستطيلة الشكل، ومحاطة بخندق يبلغ عمقه 8 اذرع و عرضه 12 ،ذراع، وجدران هذه القلعة من الاجر وفي الجدار بعض الفتحات التي تطل منها قطع المدفعية. ويقول الرحالة بترو دلا فاله الذي شاهد بغداد عام 1616 انها تقع على جانبي دجلة، وان شطرها الأكبر على الجانب الشرقي وهو مسور، وفيها جوامع كثيرة ، واسواق حسنة البناء مغطاة، كذلك فيها بساتين واسعة، يكثر فيها النخيل والليمون والرمان ويتصل جانبا المدينة بجسر من القوارب عددها 30 قاربا، اما الباشا فيسكن في القلعة قرب سور المدينة على الجانب الشرقي منها. ونلاحظ ان المدينة قد شهدت تحسنا نسبيا قياسا لما قرأنا عنها في الربع الاخير من القرن السادس عشر، ولكن هذا التحسن سرعان ما انتهى نتيجة عودة الصراع العثماني - الصفوي على العراق، ففي عام 1628 عاد الصفويون واحتلوا العراق، ويتحدث الرحالة ريتشارد كوك عن ذلك ويصف بغداد انها هوت مجددا الى الحضيض، فقد اصاب الحصار كثيرا من البنايات الكبرى فيها، كما شهدت انهيار المدارس والحياة الثقافية انهيارا تاما وبعد خمسة اعوام فقط من زيارة كوك كتب الرحالة توماس هربرت عن بغداد الذي يقول عنها انها مدينة ليست كبيرة ولا جميلة، وهي محاطة بسور قد يصل طوله الى ثلاثة اميال واكثر ، ولا يوجد في المدينة كلها ما يستحق الذكر فهي لا تضم سوى الجسر والجامع وقصر السلطان والمقهى والبساتين. ولم تكن بغداد بأحسن حال حينما زارها تافرنييه عام 1652، اذ اشار الى ان ابواب المدينة تفتح عند السادسة صباحا، وان مساحة المدينة تبلغ 1500 خطوة طولا، و800 خطوة عرضا، ومحيطها ثلاثة اميال، وللمدينة عدة ابواب هي:

1. باب الامام الاعظم ويقع في الجبهة الشمالية وهو باب محكم الصنع يمتد على خندقه جسر قوي.

2. باب الظلام ويقع في الجنوب الغربي من بغداد، وهو باب حصين محكم التركيب من طبقات حديدية.

3. الباب الابيض: ويقع في الجبهة الشرقية في بغداد وينفتح الى جهة ديالي.

4. باب الطلسم: باب صغير يقع ما بين باب الظلام والباب الابيض، ويعرف باسم الباب الوسطاني لتوسطه البابين المذكورين.

5. باب الجسر: يقع في الجهة الغربية من بغداد على شاطئ نهر دجلة.

وللمدينة خمسة جوامع، اثنان مبنيان بطريقة بديعة، وفيها عشرة خانات بناءها رديء، عدا اثنين منها يستعمله المسافرون للراحة، وبشكل عام كانت المدينة سيئة البناء، لا جمال فيها عدا اسواقها. ويصف الرحالة التركي اوليا جلبي الذي زار بغداد عام 1655 القلاع والاسوار التي تحيط بالمدينة بانها تدخل الرعب والرهبة بنفس كل من ينظر اليها من جوانبها الاربعة. ومع ذلك لبثت بغداد طيلة القرن السابع عشر الميلادي يسودها الركود والخمول والانزواء، فالرحالة الايطالي الاب فنشنسو يقول ان المدينة كانت واسعة ومكتظة بالسكان، ولكن بيوتها ليست ذات شأن، فهي مشيدة بالجص والطابوق غير المفخور. وقد احترق قبل سنوات من مجيء هذا الرحالة قسم كبير من المدينة، وليس هناك من يفكر بإعادة ترميمها. والمدينة ليست وحدة متكاملة لان النهر يقسمها الى قسمين، وقد تم اقامة جسرا من القوارب على النهر ليربط بين القسمين وان احسن البنايات وأقواها تحصينا هي تلك الواقعة شمالي المدينة المطلة على نهر دجلة، وبعض تلك الابنية جديرة بالاعتبار، اولها السراي وهو مركز رجال الحكم، اما القلعة فتنتصب في الجهة الغربية، وفيها عدد كبير من الجنود لحمايتها. وينظر الاهالي اليها نظرة خوف وتعظيم، وفيها مدفعية جميلة . واشار فنشنسو ان الماء يباع في بغداد، ويجلبونه من الشط في قراب كبيرة من الجلد وعلى ظهور الثيران والجياد، رغم تلوث المياه بالقار. واكثر ما اثار اعجاب هذا الرحالة هو الاراضي الواقعة على ضفاف دجلة والفرات التي كانت خصبة وكثيرة العطاء والخيرات في بغداد وفيرة جدا، فالقمح كثير، وكذلك اللحوم ومختلف انواع الفاكهة. وكانت الطرق مليئة بمختلف انواع الحبوب وهي تباع : بأسعار بخسة وكانت الاسواق التجارية جميلة وواسعة ومغطاة بسقوف ومر بها الرحالة ثفينو عام 1665 ، اذ ذكر انها اصبحت قليلة السكان بالنسبة الى سعتها، تتخللها مساحات واسعة عديدة تخلو من السكان، وفيها عدا السوق فان ما تبقى من المدينة لا يعدو ان يكون شبيها بالصحراء. خلال القرن الثامن عشر كانت بغداد ما تزال في اوضاع سيئة، فالرحالة فالدنماركي کارستن نیبور يذكر ان القسم الاعظم من داخل المدينة مهدم وغير مسكون، اما القسم المأهول بالسكان فهو الذي يقع على نهر دجلة والقريب من سراي الباشا، وفيها شوارع كثيرة تغلق كل مساء، ومعظم البيوت مبنية بالطابوق، وهي عالية نوعا ما، وليس فيها نوافذ تطل على الشوارع، وفي وسطها ساحة صغيرة مربعة الشكل تطل عليها جميع غرف المنزل، وفي كل بيت يوجد سرداب يقضي فيه البغداديون طيلة النهار في الصيف لاتقاء الحر. ويشير نيبور كذلك الى كثرة التكايا الصوفية في بغداد ومنها القادرية والرفاعية، فضلا عن وجود اكثر من عشرين مسجدا تعلوها المنائر، وفيها 22 خانا ، سبعة منها يسكنها تجار كبار، وهناك عدة حمامات ومستشفى ذو غرف قذرة مظلمة المجذومين والمصابين بالأمراض المعدية. وفي عام 1775 وصف بغداد البريطاني بارسونز، الذي يشير الى انتشار المقاهي بصورة كبيرة، وعندما سال عن عددها عرف بان عددها 955 مقهى، وجميعها مسجلة في سجلات الحكومة، اذ تؤدي ضريبة سنوية، وعلم بأن هناك 490 طلبا لفتح مقاه اخرى. وشوارع بغداد ضيقة غير مبلطة، اما اسواقها فكثيرة والضخمة منها مسقفة، وهي جيدة التموين ومزدحمة. وفي عام 1791 زار الفرنسي الرحالة اوليفييه بغداد، وقال انها مدينة ليست كبيرة، ولا اهلة بالسكان والبيوت فيها ليست عالية ولا مبنية بشكل متين، وهي بسيطة المظهر من الخارج، وفيها قليل من الشبابيك، وليس فيها سوى طابقين، ومرتبة كلها تقريبا على شكل مربع ، ومن الداخل هناك ساحة صغيرة مزروعة فيها نبقة ونخلتان أو ثلاث. اما بيوت الاغنياء فان لها فناء ثان يستعمل كحديقة، ومجموعة سكنية مخصصة للنساء يقيم فيها الحريم. ويصف اقسام المدينة بانها قذرة وموحلة في الشتاء وتعج بالتراب صيفا، والازقة ضيقة واقل ازدحاما من الاسواق وشكا الرحالة البريطاني جاكسون الذي زار بغداد عام 1797 من شوارع بغداد المتربة والضيقة جدا، والتي تركت دونما اهتمام. ويبدو ان بغداد في القرن التاسع عشر لم تختلف كثيرا عن القرون السابقة، الا انها شهدت توسعا نوعا ما، فالرحالة الهندي مرزا ابي طالب خان زار بغداد عام 1803 وقال بانها مقسمة الى قسمان بغداد الحديثة، وبغداد القديمة، والمدينة الأولى من الجهة الشرقية وفيها يقيم الباشا وكبار الموظفين، والثانية من الجهة الغربية من النهر وفيها منازل جميلة جدا، ويبلغ محيط المدينتين اميال، الا ان مرافق بغداد لا تتناسب مع شهرتها، فعقودها قذرة وموحلة، والاقامة فيها مكروهة في الشتاء واسواقها مظلمة، الا انه ميز دور اعيان المدينة المبنية بالأجر، واشار ايضا الى كثرة المقاهي وهي مظلمة وقذرة. ووصف الرحالة روسو سراي باشا بغداد عام 1809 بانه فسيح يحوي في داخله على منازل جميلة، والبذخ الظاهر في تأثيثها لا يكذب ما يعتقده الاوربيون عن الابهة الشرقية. اما الرحالة البريطاني بكنغهام الذي زار بغداد عام 1816، فقد قدم لنا صورة جيدة عن بغداد فالشوارع ضيقة وغير مبلطة، ويتألف جانباها عادة من جدارين خاليين من المشاغل، يندر فيها وجود النوافذ، في حين تكون ابواب البيوت صغيرة وضيقة، والشوارع ملتوية واكثرها تعرجا، وكانت بناية السراي عصرية نوعا ما، ويعتقد ان المساجد في بغداد اكثر من مائة مسجد، وهناك ايضا اكثر من ثلاثين خانا، واشهرها خان الاورطمة الذي يمتاز بأروقته الكبيرة والصغيرة. ويوجد فيها حوالي خمسين حماما، وكانت احسنها تلك المشيدة بالأجر وكانت ارضيته بسيطة. وكانت القنصلية البريطانية تعد من اوسع المنازل في المدينة وافضلها واكثرها تأمينا للراحة، وبعكس القنصلية الفرنسية التي كانت تقع في دار ضيقة وغير جيدة. وفي عام 1881 زار الرحالة ولستد بغداد في عهد حكم داوود باشا، واشار الى وجود مدارس ملحقة بالجوامع وتحدث بوصف مسهب حول تصميم البيوت البغدادية، واشار الى الديوان الذي يكون مفتوحا امام الزوار دائما، وكانت جدران المنزل البغدادي من الداخل مليء بالمرايا المزينة، وتغطى السقوف هي الاخرى بنقوش الخشب المحفور الذي يعرض المزيد من حسن الذوق. ويضم السراي عدة قصور فخمة. واشار الرحالة البريطاني فريزر الذي زار بغداد عام 1884 الى وجود الشناشيل في البيوت البغدادية، كما تحدث عن الميادين العامة التي تكثر فيها المقاهي، التي يجلس فيها الكثير من الناس وهم يدخنون ويشربون القهوة ويلعبون الشطرنج. في عام 1853 زار الرحالة البريطاني جيمس فيلكس جونز بغداد وقام بإجراء احصاء لعدد المحلات التي تتكون منها المدينة، وما تحويه هذه المحلات من جوامع واسواق وخانات ومقاه وحمامات، وبلغ عدد محلات الجانب الشرقي من بغداد 40 محلة، اما الجانب الغربي فاشتمل على خمس محلات فقط . ومن ذلك نلاحظ ان التمركز الكثيف للسكان كان في الجانب الشرقي والذي يعد مركز المدينة ومقر الولاية وتفضيل الناس للسكن فيه على الجانب الغربي لذلك السبب. واشار الرحالة الالماني بترمان الذي زار بغداد عام 1854 الى وجود سوق خاص وكبير للكتب في اسواق بغداد، وهي اشارة الى توجه جديد لأهالي بغداد في تجارة الكتب والعمل بها، مما يشير الى انتشار الحركة العلمية والادبية، وذكر ان لبغداد 18 محلة في القسم الايسر من نهر دجلة، ولكنها غير متساوية السعة، اذ يوجد في احدها الفا دار، وفي الأخرى خمسون دارا فقط، واشار الى وجود (90000) دار في بغداد، لكن القسم الاكبر منها خربة من الداخل، واشار الى وجود زقاق خاص بالإنكليز في المدينة توجد فيه المقيمية البريطانية ويسكنه الانكليز الموجودون في بغداد. وزار بغداد في عام 1866 الرحالة الهولندي انيهولت الذي اسهب في وصف المدينة الذي اشار الى ان الجانب الايسر تقوم عليه الاحياء المأهولة، اما الجانب الايمن فيمكن اعتباره ضاحية يسكنها ابناء العشائر. وتتألف البيوت من طابقين، والدور التي على شاطئ النهر تطل بغرف عالية ذات نوافذ جميلة واسعة مزينة بالزجاج الملون، وعد هذا الرحالة ان افضل الابنية في بغداد هو جامع الامام الاعظم، كما تحدث عن شارع الانكليز الذي يحوي دور الجالية البريطانية وينتهي بدار القنصلية البريطانية العامة. ويتحدث الرحالة فوك عام 1874 انه عندما اراد زيارة والي بغداد رديف باشا رفض ركوب حصان لان الماشي يسير في شوارع مدينة بغداد براحة اكثر. ويستمر الرحالة فوك في قوله عن مراكز الادارة في مدينة بغداد اذ يذكر ان سراي الباشا لم يكن فخما، وكان موقعه على شاطئ نهر دجلة، وتلاصقه الثكنات (القشلة) ودار الصناعة. ويقيم الباشا في السراي طول نهاره لتمشية الاعمال. وكان الداخل الى السراي يجتاز الباب الخارجي مارا بالحرس، والساحة الخارجية، وفيها عدد من الخيل وعليها سروجها واعنتها بيد السياس، ثم يمر الداخل بحرس اخرين، ثم يدخل الى ساحة واسعة ممتلئة بمجموعات من الجنود ومحاطة ببناء مستطيل ذي طابقين، وله طارمات تواجه الساحة، ويشغل هذا البناء الضباط والكتاب. بعد ذلك يتم الدخول الى حجرة امام غرفة الوالي يقوم من يريد الدخول على الباشا بالانتظار فيها . وغرفة الباشا محروسة بجنود يحملون البنادق وقد ثبتت عليها الحراب. وكانت غرفة الباشا من الداخل واسعة ومؤثثة اثاثا نفيسا، وهي مطلة على النهر، وقد رصت على جوانبها دواوين عريضة مغطاة بأغطية من الحرير، والستائر على الابواب والنوافذ من القماش الغالي النفيس وكان الوالي يجلس في اقصى الغرفة قرب منضدة عريضة عليها ادوات الكتابة واكوام من الاوراق اما مسكن الوالي الخاص فهو قصر انيق يبعد ميلين شمالا على النهر ، وهو محاط بحديقة منسقة تنسيقا انيقا على الطراز الاوروبي. وكانت الغرف مفروشة بترف عظيم، ومزين بثريات فخمة من الكرستال والاثاث الفرنسي والتحف والسجاد الايراني الناعم والستائر الحريرية وفي الحديقة توجد خيمة مصنوعة من الحرير تتعاقب فيها الخطوط زرقاء وقرمزية واحدا بعد الآخر، وقد ارتفع في قمتها علم الباشا، وفي القصر اصطبل فيه عشرات من الخيول العربية الاصيلة. وزارت بغداد عام 1881 مدام ديو لا فوا وهي اديبة ومؤرخة فرنسية، واشارت الى ان في بغداد مدرسة كبيرة انشأتها هيئة فرنسية، وقدمت لنا معلومات عن الترامواي الذي انشاه مدحت باشا والي بغداد السابق، وتحدثت عن خان الاورطمة وبأنه مركزا تجاريا مهما. لم تكن المدن العراقية بأفضل حال من بغداد ، اذ ان الموصل في أوائل العصر العثماني كانت خرائب خالية من السكان. وقد وصف الاب فنشنسو الذي زار المدينة عام 1656 بان المدينة في القرن السابع عشر كانت اقل بكثير مما كانت عليه، فبيوتها بسيطة مشيدة بالطين، اشبه ما تكون بيوت رعاة من ان تكون مساكن اناس ،متحضرين، وليس فيها ما يلفت النظر سوى قلعتها حيث يوجد عدد كبير من العسكر الانكشاري. ويحيط القلعة سور فيه مراكز للدفاع ضد الهجمات، وليس هناك ما يثير الاعجاب في المدينة. اما مواد البناء فهي الجص، والحجر الرخو. وهذا النوع من البناء لا يقاوم عوادي الزمن، فالأمطار الغزيرة تهدده كل حين، ولهذا السبب كان اقسام من القلعة مائلة الى السقوط، وبعضها متهدمة، وليس هناك من يفكر بترميمها. وقد لاحظ هذا الرحالة كثرة المدافع على السور، ومن عادة الاتراك انهم يكثرون من عدد المدافع فوق الاسوار، ولكن هذه المدافع كانت مطمورة الى نصفها في الأرض ، ولم تكن مجهزة بعربات بل كانت مهملة كليا، وكانت عند الابراج عددا من المدافع وقد اسندت فوق حجارة، وكانت فوهاتها مسلطة على السهول المنبسطة امام المدينة. وتقع القلعة في طرف المدينة الايسر، ويحيط بها خندق تجري فيه مياه النهر، والقلعة مهملة، حيث يسكن فيها الوالي ومدينة الموصل صغيرة ضيقة المسالك، فقيرة المنازل، لكنها من جهة اخرى تتمتع بخيرات وافرة نظرا لخصوبة أرضها. ويسكن العرب على ضفاف النهر، وتكثر لديهم اللحوم والقمح ومختلف انواع الحبوب، فضلا عن الفاكهة والدجاج، وكانت الاسعار في اسواق المدينة بخسة الى درجة اثارت دهشة هذا الرحالة. وفي المدينة انواع عديدة من الخيول الايرانية، والتركية، والخيول العربية الاصيلة. ويصف فنشنسو الخان الذي استقر فيه بان بناءه من الجص ، وغرفه صغيرة وسيئة، لا يدخل لها الضوء الا من منفذ وحيد هو الباب، وكان الباب بدوره ضيقا مخفيا في رواق قذر. ويصف كل من الرحالة فيدريجي وجون نيوبري ورالف فيتش مدينة البصرة في القرن السادس عشر بانها مركز تجاري عظيم، لاسيما بالتوابل والعقاقير التي تجب اليها من هرمز، وتتوافر فيها الذرة والرز والتمور التي تنقل اليها من المناطق المحيطة بها. اما جون ایلدرد فيشير الى ان مدينة البصرة يبلغ محيطها ميلا ونصف الميل، وكانت البيوت والقلاع والاسوار مبنية من الاجر المجفف بالشمس. ويبدو ان مدينة البصرة في القرن السابع عشر لم تختلف كثيرا في اوضاعها عن القرن السابق، فالرحالة البرتغالي بيدرو تخيرا الذي زار العراق في اوائل هذا القرن اشار الى مدينة البصرة انها تقع على ارض منبسطة، وربما كان فيها عشرة الاف بيت داخل الحصن وخارجه، معظمها فسيحة واسعة، لكن بناءها رديء، فهي مبنية بالأجر المجفف بالشمس الذي لا يصمد اكثر من ثلاث سنوات الا ما ندر وبيوت الفقراء في العموم من الحصران وحزم القصب الذي يكثر في الانهار. وكانت الاسوار والمتاريس هي الأخرى مبنية من الطين، وكلها مهدمة تقريبا ويحيط بالمدينة خندق عميق وعريض يغذيه رافد. وخلف الاسوار مراكز الحركة التجارية، ومعظم الحرف اليدوية ايضا، فضلا عن المقرات الرئيسة ومراكز القيادة ومعظم الحامية، وهناك الباشا وهو القائد الاعلى في حالتي السلم والحرب ودار مكوس تدر عوائد كبيرة تدفع منها نفقات الحامية وغيرها من التكاليف. ولا توجد في مدينة البصرة مباني جديرة بالذكر باستثناء بعض الحمامات العامة وهي نظيفة جدا ومريحة. اما الايطالي فنشنسو فقد وصف مدينة البصرة عام 1656 ، التي يقول عنها انها اقدم في المنطقة العربية، وقد طبقت شهرتها الافاق وكانت قبلة الكثيرين من القوميات لأنها محطة مهمة على الخليج العربي، اما عمارتها فأنها مثل بقية المدن العراقية فليست على جانب كبير من العظمة، وليس فيها ما يجذب النظر، وتتناثر دورها بين بساتین النخيل. ويتحدث جون تايلر عن البصرة اثناء رحلته الى العراق عام 1789-1790 ويقول ان البصرة كانت مستودعا للتجارة، ولها اسوار تحيط بها، وفي هذه الاسوار ابراج مدورة ولكن لا قيمة دفاعية لها، وكانت تابعة اداريا لبغداد وليس فيها من الجنود والعتاد ما هو جدير بالذكر ما عدا مجموعة من الفرسان تعمل على حماية المتسلم. ويشير تايلر انه لا وجود لفن البناء في مدينة البصرة، فبيوتها منخفضة وهي مشيدة بالمدر الابيض الذي لم يفخر بالنار، ولكنه مصنوع من طين فاخر ونظيف للغاية، بعد ان يخلط جيدا بالتبن وروث الخيل. وتخلط هذه المواد مع الطين وتعجن جيدا، ثم تقسم الى قطع حسب الاحجام المطلوبة وتعرض من ثم للشمس لتجف وتتماسك. وان سكان المدينة مضطرون الى اتباع هذه الطريقة لافتقارهم الى الاخشاب في تلك الانحاء. والخشب الوحيد المتوفر لديهم هو خشب النخيل لكنه رخو ضعيف فلا فائدة ترجى منه. وزار الرحالة الهولندي راوولف قلعة اربيل عام 1573 يصفها بانها كانت مدينة كبيرة فيها ابنية متواضعة واسوار هزيلة ويبدو ان السبب في ذلك يعود الى امرين مهمين هما الاضطراب السياسي الذي شهدته المدينة منذ الغزو المغولي للعراق، ثم الصراع الصفوي - العثماني فيما بعد للسيطرة على العراق، حيث كانت اربيل منطقة تجاذب بين الدولتين للسيطرة عليها، الأمر الذي ادى الى تدهور قلعة المدينة وفقدانها مكانتها وخصائصها العمرانية. ويبدو ان تلك القلعة لم تشهد تطورا كبيرا خلال القرون اللاحقة، ويتضح ذلك من شهادتين جاءتنا من القرن الثامن عشر، فالرحالة الدنماركي كارستن نيبور الذي زار العراق عام 1766 يصف اربيل بانها لم يبق منها شيء عدا القلعة، ولكنها لم تكن مسورة واقيمت عليها البيوت ولاسيما حول حافة التل بصورة متماسكة، فلا يستطيع احد ان ينفذ خلالها الا من خلال باب المدينة. ويقول الرحالة اوليفييه ان قلعة اربيل مبنية على تل مسطح ويحيط بها سور قديم وكانت اسواق مدينة اربيل واسعة وجميلة ومكتظة بالتجار، وان معظمها مغطاة بالسقوف ومزينة بطريقة جميلة. ومخازنها مبنية من الطابوق وهي ملأي بالبضائع. لم يكن في قلعة اربيل من الاثار الشاخصة غير بقايا جامع كبير يقع خارجها وسط الحقول، ومنارة الجامع مبنية من الجص والاجر ، وتتميز بعمارتها الاسلامية حيث ان لها مدخلين متقابلين يمكن من خلالهما الصعود الى قمتها. وربما كان حجم مدينة اربيل في القرن الثامن عشر هو الاكبر بعد الموصل، وهي تضاهي بمساحتها مدينة بغداد. وكان الجزء الاعظم من المدينة ينتشر حول القلعة. وكان ارتفاع القلعة نحو 150 قدم، وقطرها 400 ياردة. وجدرانها الخارجية تحتوي على نوافذ مبنية بطريقة غير منظمة، وما عداها هناك شرفات المنازل التي شيدها اغنياء المدينة. وللقلعة بابان كبيران، احدهما واسع يقع على الجهة الشمالية ويمر من تحت السراي، والاخر صغير يقع في الجهة الشرقية. وشوارع المدينة وعرة حتى ان العربات لا يمكن ان تسير فيها وعد العثمانيون اربيل وقلعتها من المراكز العسكرية المهمة في المنطقة، لذا كان فيها حامية عسكرية عثمانية. ومن المدن الأخرى التي وصلتنا عنها معلومات وان كانت قليلة مدينة تكريت التي يقول الايطالي فنشنسو انها كانت في الماضي مدينة كبيرة واسعة الاطراف، لكنها كانت في منتصف القرن السابع عشر قرية عادية، وفيها قلعة كبيرة واقعة على تل مسيطر على النهر، لها اربع ابراج كما وردتنا معلومات جيدة عن مدينة الكوفة فقد ذكرها الرحالة الفرنسي اوليفييه واشار الرحالة الانكليزي بورتر عام 1816 الى الحالة المزرية للمدينة، فقد كانت صغيرة المساحة وشوارعها واسواقها ضيقة، اما بيوتها فقديمة وغير منتظمة البناء. كما اشار اليها الرحالة الايطالي سبيستياني وعدها مدينة غير جميلة ،ومهملة وان اشاد الرحالة الدنماركي کارستین نیبور بمزارعها الجميلة. كما تحدث المنشي البغدادي عن الكوفة واشار الى انها بلدة كبيرة ليس فيها من البنايات سوى مسجدها. وكانت بشكل عام خلال القرن التاسع عشر بلدة كبيرة واسواقها غير منتظمة وبيوتها حسنة تحيط بها حدائق وان ظلت بصورة عامة مهملة وخربة. ووصف بيدرو تخيرا مدينة كربلاء في اوائل القرن السابع عشر بانها مدينة كبيرة مفتوحة تضم أكثر من 4000 منزل، كثير منها جيدة العمارة ولكن بناءها بائس، وسكانها من المواطنين العرب ومن الاتراك الذين تم ارسالهم للسيطرة على المنطقة. وفي المدينة جامع تعلوه مأذنة مكرس للحسين (ع). وفي طرف المدينة هناك مستودعان كبيران مربعان، يستخدمان اماكن للراحة والضيافة. ومن المدن التي وصلتنا معلومات عنها مدينة الفلوجة التي وصفها جون ایلدرد عام 1583 ورالف فيتش (1583-1589) وكانت قرية صغيرة تضم بضع مئات من البيوت وهي مركز مخصص لتفريغ البضائع التي تأتي عبر الفرات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).