أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-08
773
التاريخ: 2023-07-10
818
التاريخ: 2023-07-18
1443
التاريخ: 2023-07-08
755
|
فسر جاليليو جاليليه ظاهرة المد والجزر اعتمادًا على حركة الأرض، وليس على وجود تأثير للقمر. بمعنى أنه يُوجَد عطالة في حركة الماء تجعله يتحرك بسرعة أقل من سرعة حركة الأرض حول نفسها، «ولذلك يتكوم الماء عاليًا ثم يعود فيهبط مرة ثانية، كما يظهر في زهرية من الماء حُرِّكَت بسرعة.» وقد ردَّ عليه فرانسيس بيكون بقوله: «بني هذا على افتراض لا يصح أن يفترض (وهو أن الأرض تتحرك)، ودون أن يُحيط علما بحقيقة حدوث المد كل عدة ساعات.» 24
والواقع أن جاليليو حاول أن يُفسِّر المد والجزر على أنه نتيجة دوران الأرض حول نفسها مع دورانها حول الشمس. وهو ما يشرح لنا حدوث مدِّ مرتفع واحد في اليوم، لكن هناك مناطق كثيرة في أوربا يحدث فيها مدان في اليوم الواحد، 25 وبالتالي فإن فرضيته كانت قاصرة عن الإجابة.
وقد كان غاليليو مستغربًا كيف لشخص مثل كبلر العظيم «أن يهتم بتأثير القمر على الماء، وفي ظواهر خفية أخرى، وبطريقة صبيانية». كان يعتد غاليليو بنفسه، ويعتبر نفسه المدافع عن النظرية الكوبرنيكية لدوران الأرض. 26
مخطط يوضح نظرية جاليليو عن حالتي المد الجزر، B هي حوض البحر الصغير الذي يدور مع الأرض، والمركز E، والذي يدور بنفسه حول الشمس عند S (حسب النظام الكوبرنيكي). سرعة B نسبة إلى S هي أكبر عندما موقع 1B مما هي عليه عند الموقع 2B. لهذا (حسب جاليليو)، يواجه البحر دورة يومية من التسارع حيث يُسبب موجات (المد والجزر) مثل أمواج الماء التي يولدها الزورق المتسارع (مصدر الصورة والتعليق Cartwright, David Edgar, Tides: A Scientific History, p. 29)
نشر غاليليو أفكاره عن المد والجرز أولًا في عام 1616 م في (دراسة عن مد وجزر البحر)، 27 لكن هذه الدراسة نشرت فيما بعد (مع بعض التغيرات الطفيفة الكلامية) في حواره الطويل (حوار حول النظامين العالميين البطليموسي والكوبرنيكي) حيث كانت حالات المد والجزر موضوع «اليوم الرابع». 28
وقد حظيت نظرية جاليليو بالاعتراف من قبل عددٍ من العلماء لاحقا. فقد تبنى فكرته عالم الرياضيات والفيزياء بيير غاسندي (توفي 1655 م) P.Gassendi في كتابه De Astu Maris كما أن عالم الفلك جيوفاني باتيستا ريتشيولي الإيطالي (توفي 1671 م) G. B. Riccioli شرح نظام جاليليو باستفاضة كبيرة؛ وفيما بعد مضت محاولات جان بابتيست باليانوس J. B. Balianus. وجون واليس (توفي 1703م) J. Wallis في هذا الاتجاه. وقد كان فورنييه في بعض الأحيان، في كتابه Hydrographie، يستأنف نظرية جاليليو بصيغتها المعدلة من قبل غاسندي، لكنه لم يكن راضيا تمامًا عنها. 29
_____________________________________________________
هوامش
(24) بيكون، فرنسيس، الأورجانون الجديد، ترجمة: عادل مصطفى، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة 2013 م، ص 286.
(25) هوث، جون إدوارد، الفن الضائع ثقافات الملاحة ومهارات اهتداء السبيل ترجمة سعد الدين خرفان سلسلة عالم المعرفة، العدد 441، تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2016 م، ص 138.
(26) Ekman, Martin, A concise history of the theories of tides, p. 587
(27) العنوان الأصلي للرسالة: Discorso sopra il Husso e Reflusso del mare.
(28)Cartwright, David Edgar, Tides: A Scientific History, p. 28 A
(29)Harris, Rollin Arthur, Manual of tides, Part 1, p. 399-400
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|