أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-06
913
التاريخ: 2023-07-05
772
التاريخ: 2023-07-06
1952
التاريخ: 2023-07-17
674
|
استعرض محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الإدريسي (توفي 560 هـ/1165 م) في بداية تفسيره لظاهرة المد والجزر في البحار آراء الفلاسفة اليونانيين السابقين فقط، دون أن يأتي على ذكر ما طرحه الكندي أو أبو معشر. وهذا أمر مستهجن؛ لأن الأفكار التي طرحها الكندي أو أبو معشر كانت منتشرةً وشائعة بشكلٍ كبير منذ أن نشراها في أعمالهم في القرن (3 هـ / 9 م).
قال الإدريسي: «وحكى رُبَّانيو البحر الهندي والبحر الصيني أن المد والجزر يكونان مرتين في السنة فمرة يمدُّ في شهور الصيف شرقًا ويجزر ضده البحر الغربي ثم يرجع المد غربا ستة أشهر. وقد ذُكر في المد والجزر أقوال كثيرة وجب لنا أن نذكر بعضها بالوجيز من القول مع استيفاء المعنى. فأما أرسطوطاليس وأرشميدس فإنهما قالا في ذلك إن المد والجزر يحدثان عن الشمس إذا حرَّكت الريح البحار وموَّجَتْها فإذا انتهى ذلك إلى البحر المسمَّى أطلنطيقس وهو البحر المحيط كان عنه المد، وإذا صارت هذه الريح في النقصان والسكون كان عنها الجزر. وأما ساطوطس 81 فإنه يرى أن علة المد والجزر تكون بامتلاء القمر وزيادته، وأن الجزر يكون بنقصانه وهذا كلام يحتاج إلى الزيادة فيه.» 82
بعدها حاول الإدريسي أن يؤكد صحة الأفكار أو بعضها من خلال ما شاهده لدى زيارته لبعض الدول الساحلية في أوربا، مثل البرتغال وبريطانية اللتين تُطلان على المحيط الأطلسي. حيث يكون المد والجزر واضحًا تماما هناك لدى رصده.
قال الإدريسي: «والبيان عما أتى به الفلاسفة مجملًا فنقول إن المد والجزر الذي رأيناه عيانًا في بحر الظلمات وهو البحر المحيط بغربي الأندلس وبلاد برطانية؛ فإن المد يبتدئ فيه في الساعة الثالثة من النهار إلى أول الساعة التاسعة، ثم تأخذ في الجزر ست ساعات مع آخر النهار، ثم يمدُّ ست ساعات ثم يجزر ست ساعات هكذا يمد في اليوم مرةً وفي الليل مرة ويجزر في اليوم مرة وفي الليل مرة أخرى. وعلة ذلك أن الريح تهيج هذا البحر في أول الساعة الثالثة من النهار وكلَّما طلعت الشمس في أُفقها كان المد مع زيادة الريح ثم تنقص الريح عند آخر النهار لميل الشمس إلى الغروب فيكون الجزر أيضًا وكذلك الليل أيضًا تهيج الريح في صدره وتركد مع آخره. وزيادة الماء في المد يكون في ليلة ثلاث عشرة وليلة أربع عشرة وليلة خمس عشرة وليلة ست عشرة، ففي هذه الليالي المذكورة يفيض المد فيضًا كثيرًا ويصل إلى أمكنة لا يصل إليها إلا إلى مثل تلك الليالي من الشهر الآتي وهذا من آيات الله المبصرة في هذا البحر يراه أهل المغرب مشاهدة لا امتراء فيه ويُسمَّى هذا المد فيضًا.» 83 وقد كرَّر نقل هذه الفقرة محمد بن علي البروسوي سباهي زاده. 84
وكما نلاحظ من وصف الإدريسي فقد تحدَّث عن المد الفيضي أو الربيعي Spring Tide الذي يحدث وسط الشهر القمري، حيث تكون فيه المياه زائدة عن حالات المد بقية الأيام.
__________________________________________
هوامش
(81) لم نعرف من هو هذا الشخص.
(82) الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط 1، ج 1، عالم الكتب، بيروت، 1989 م. ص 93.
(83) الشريف الإدريسي، محمد بن محمد، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، ط 1، ج 1، ص 94. وقد اقتبس هذا النص مؤلّف مجهول لكتاب «طريق الرشاد إلى تعريف الممالك والبلاد»، ص 4 و-4 ظ. وهي مخطوطة موجودة في تركيا إسطنبول، مكتبة بايزيد العمومية (رقم 4689)، وتُوجَد نسخة منها في مكتبة المخطوطات في جامعة الكويت (رقم 4131).
(84) سباهي زادة، محمد بن علي البرسوي، أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك، ص 43 - 44.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|