 
					
					
						المفهوم النفسي والأخلاقي للصوم					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						د. صبحي العادلي
						 المؤلف:  
						د. صبحي العادلي					
					
						 المصدر:  
						الاخلاق القرآنية
						 المصدر:  
						الاخلاق القرآنية					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص52-54
						 الجزء والصفحة:  
						ص52-54					
					
					
						 2023-07-05
						2023-07-05
					
					
						 1671
						1671					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				يعد الصوم دورة تدريبية متكاملة في التربية الأخلاقية والنفسية التي تـمكن الصائم التحكم بغرائزه وطبائعه، وهذا التحكم هو مقاومة الاغراء وتأجيل الاشباع.
والمقصود بالإغراء هنا: الافعال التي تؤدي الى مقدمة ارتكاب الجرائم والمخالفات كاختلاط الرجال والنساء الفاضح الذي يؤدي بالنتيجة الى وقوع جريمة الزنا والجرائم الأخلاقية والأدبية الاخرى.
أما تأجيل الاشباع: فهو تدريب المسلم على تأجيل تناول وممارسة المباحات، كالطعام والشراب والتمتع الجنسي المشروع، ليتدرب نفسيا على التحكم بها كما ذكرنا ذلك قبل قليل.
كما يُشعره المسلم بأهمية الزمن الذي يفقده بصورة تدريجية بلحظاته ودقائقه وساعاته وايامه واسابيعه ... حتى ينفذ ويموت، ومن اعظم مظاهر ذلك التأجيل في الصيام هو الصبر النابع من القناعة والتقوى، كانتظار الوقت المحدد لإحلال الافطار حتى يفطر، والوقت المحدد لإحلال (السحور) حتى يمسك، والوقت المحدد لتناول وممارسة المباحات، كالرفث الى النساء والطعام والشراب وسائر المباحات الاخرى.
فالصوم هو الذي يدرب المسلم على التقوى في كل زمان ومكان، لهذا فرضه جل جلاله علينا وعلى من قبلنا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[1].
وذكر سبحانه تفصيل تأجيل غرائز الانسان الجنسية المباحة الى اوقاتها المحددة في قوله تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}[2].
ولهذا كان الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) يدعو اتباعه استقبال شهر رمضان التمسك بالأخلاق الفاضلة والدعاء لتقبل الأعمال وطيب الخُلق والتواضع وغيرها[3] .
ولأهمية فريضة الصيام جعل الله تعالى تقدير أجرها له سبحانه، فهو وحده الذي يثيب عليها، لما فيها من نوايا ومقاصد مقرها قلب الصائم لا يعلمها إلا هو سبحانه، ودليل ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف: (قال الله عزّ وجلّ: كلّ عمل ابن آدم له إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به)[4].
وتعد فترة الصوم ثاني اطول فترة عبادية من بين العبادات[5]حيث يبدأ من الامساك وحتى الفطور، وبهذه الفترة الطويلة يجب على الصائم التمسك بها لحظة بعد اخرى بواجبات الصوم التي يُعَّدُ الالتزام بمكارم الأخلاق اساسها وروحها، فلا يكذب ولا يخون ولا يغش ... ويخلص في معاملاته وعمله، ويتكرر ذلك في كل يوم صوم لشهر رمضان، مما يكسب الصائم حالة من التعويد على مكارم الأخلاق واجتناب سيئاتها.
[1] سورة البقرة : الآية 183 .
 
[3] انظر: من لا يحضره الفقيه 2/62 . مفاتيح الجنان ص230 و207. وسائل الشيعة 10/158 و159.
 
[5] تُعد فريضة الحج اطول عبادة فرضها الله تعالى، لأنها في أيام معدودة، حيث تبدأ من الاحرام وحتى الاحلال منه، على الرغم من الاختلاف بين هيئة العبادة بين الفريضتين.
 
 
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
					 الاكثر قراءة في  قضايا أخلاقية في القرآن الكريم					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة