أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
4592
التاريخ: 25-11-2015
10852
التاريخ: 8-11-2014
4629
التاريخ: 2024-10-25
60
|
التعريف بماهية العقيدة الإسلامية
العقيدة لغة: هي مأخوذة من العقد، وهو الربط والشد بقوة، والعقد نقيض الحل، وهو يدل على الشدة والوثوق، ومفاد تسمية العقيدة: هو ما عقد قلب الإنسان على ما صدقه عقله وضميره، بحيث يصير عنده تصديقها حكما لا يقبل الشك([1]).
واصطلاحا: هي مفهوم يخص بما يعقد عليه الإنسان قلبه عقدا جازما ومحكما، لا يتطرق إليه شك في الإيمان الجازم بالله تعالى، وما يجب له سبحانه في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته واليوم الاخر والايمان بكتبه ورسله وأوليائه الأئمة الاثنا عشر)عليهم السلام ) وبكل ما جاءت به نصوص القرآن الكريم، والنصوص الصحيحة الواردة عن الرسول الأكرم والأئمة الطاهرين(عليهم السلام ) والتصديق بأن عقيدة جميع الانبياء هي من الوحي الالهي .
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ([2]) وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}([3]) .
ففي هذه الآيات الكريمة تظهر حقيقة العبادة التي لا تكون لأي مخلوق إلا لله تعالى، وان الغاية التي خلق الله تعالى العباد من اجلها هي عبادته سبحانه من دون شرك أو رياء، فالمفهوم العام للعبادة: هو اقامة أوامره سبحانه واجتناب نواهيه، بشرط أن تكون كل تلك الأقوال والأفعال وحتى النوايا خالصة لمرضاته، والامتثال لطاعته وحده سبحانه، فمن يجعل العبادة لغير الله تعالى حبطت عبادته، قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}([4]).
وفي ضوء ذلك يتضح ان التصديق الحقيقي بالعقيدة مركزها الإيمان بالله تعالى ووحدانيته، بل هو السبيل الاوحد لقبول الاعمال، والذي يعرّف الانسان بسر وجود بدايته ونهايته، وينقذه من عبادة كل مخلوق، قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}([5]).
لهذا اتفق العلماء على ان المؤثر الأساس الذي يؤثر في سلوك الأنسان ايجابيا هو الإيمان، وادراك نعمه وفضائله على البشر، والقيام بعبادته عن قناعة، قال تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} ([6]).
على ان هذا النص القرآني يؤسس لقاعدة ايمانية ينطلق منها الإنسان بتفكيره نحو ادراك غايات الخالق سبحانه مما خلقه، ومدى عظمة دقة التنظيم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ*وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ*وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ} ([7]).
ومن خلال دراستي للعلوم الإسلامية وجدتُ علماء الشريعة قسموا الدين الإسلامي على قسمين هما: العقيدة والشريعة، فالعقيدة:مقرها التصديق القلبي، كالإيمان بالله تعالى، أما الشريعة: فهي القيام بالواجبات العملية، كالصلاة والصوم، وعلى هذا الأساس فلا قيمة لجميع اعمال الشريعة دون استقرار العقيدة في تفكير المسلم، ولاسيما ان الأخلاق هي من الشريعة كونها من قبيل الأفعال، لذلك لا يمكن ابتنائها إلا بعد استقرار عقيدة المسلم بربه وتصديقه التام بوحدانيته تعالى، وبالتالي سيؤدي به اعتقاده الى ممارسة عباداته بكل صدق وثبات .
وعلى هذا الأساس خلق الله تعالى الانموذج الأعلى الذي ينبغي على البشر الامتثال به وهم الأنبياء(عليهم السلام ) وجعل نبينا محمد )صل الله عليه واله ) على خلق عظيم، وجعل التمسك بذلك الخلق مقياسا للإيمان من حيث التقرب أو الابتعاد عن التمسك بسيرته ) صل الله عليه واله) قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} ([8]).
كما اظهر سبحانه بأن تسديد وعصمة الرسول الأكرم واهل بيته الاطهار (عليهم السلام ) هي بأمر الله تعالى، ليكونوا إنموذجا عاليا يقتدى بهم على مر العصور والأجيال.
وهكذا يتضح لنا مما سبق ان العقيدة هي أساس الدين، فكل فعل عبادي واخلاقي من دون عقيدة لا قيمة له، بل يعد اشبه بالبناء على قاعدة من رمال متحركة، فلو خرج التصديق الحقيقي من اعمال الانسان عندئذ اصبحت تلك الأعمال شكلية وخارج المنظومة الاسلامية التي جاء بها كتاب الله تعالى وسُنّة رسوله (صل الله عليه واله ) واهل بيته الطاهرين(عليهم السلام ) قال تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ} ([9]).
ومن هنا تتجلى أهمية ترسيخ العقائد عند المسلم والتي تستند على اساسها الشرائع والأخلاق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|