أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-02
1499
التاريخ: 3-10-2016
1685
التاريخ: 2024-05-27
888
التاريخ: 2023-06-27
1090
|
يعد الهرم الأكبر الذي بناه الملك (خنوم خوفو) (كيوبس) أضخم الأهرام الموجودة في مصر، وقد زالت كسوته التي شيدت من الحجر الجيري الأبيض المقطوع من محاجز طرة، ويبلغ طول قاعدته نحو 227,5 مترًا، أما ارتفاعه الحالي فيبلغ نحو 137 مترا، ويبلغ حجمه نحو مليونين ونصف مليون من الأمتار المكعبة. أما عدد احجاره فيبلغ نحو 2300000، ويبلغ وزن كل منها 2 طنا؛ أي إن مقدار وزن الهرم يبلغ نحو ستة ملايين طئًا، وإذا علمنا أن سني حكم «خوفو» لم تتجاوز العشرين عاما فإننا نقف حائرين أمام هذا المجهود الجبار الذي أقام هذا البناء الضخم في تلك السنين القليلة. هذا على الزعم القديم من أن الأحجار كانت تجلب لبنائه من محاجر طرة ولكن إذا علمنا أن الأحجار التي استعملت لبناء الهرم قطعت من محاجر مجاورة له، وأن البكر كان يستعمل لرفع هذه الأحجار، سهل علينا فهم المجهود العظيم الذي قام به «خوفو»، وبخاصة إذا علمنا أن جَمَّا غفيرًا من المصريين كانوا يشتغلون في بنائه طول مدة الفيضان من كل سنة، وذلك لخلودهم من أعمال الزراعة في فترة الفيضان، ولا تزال المساكن التي كانوا يقطنونها تشاهد منحوتة في الصخرة العظيمة الواقعة قبلي الهرم الأكبر، ولا شك أن السر في إنجاز هذا العمل العظيم بسرعة يرجع إلى تنظيم العمل وإدارته بالطرق الفنية. ورغم أن الهرم الأكبر يعد أعجب شيء في مصر، فإنه لم يكشف عنه من كل جهاته، ولا يزال معبده الجنائزي ومعبد الوادي مطمورين تحت الأرض، والظاهر أن الطريق الموصل بين المعبدين كان ظاهرًا في عهد «هيرودوت»، وقد قال عنه أنه كان أعجب من الهرم نفسه، والآن تقوم حفائر في الجهة الشرقية من هذا الهرم في المعبد الجنائزي أوقفت فجأة، وقد عثر على صورة للملك خوفو» منقوشة على أحد أحجار المعبد، وكذلك عثر على بعض نقوش وصور تدل دلالة واضحة على أن المعبد الجنائزي للملك «خوفو» وجد عليه نقوش وكتابات، وبذلك هدمت النظرية القائلة بأن معبد الهرم الأكبر لم يكن عليه نقوش، والواقع أن رسم «خوفو» الذي عثر عليه هنا هو أول صورة معروفة له في التاريخ، وآخر ما عثر عليه سفينتان للشمس يبلغ طول الواحدة منهما نحو 55 مترًا، وسفينة أخرى يتوصل إليها بدرج ويبلغ طولها نحو 40 مترًا. أقام «خوفو» هذا الهرم ليكون مأواه الأبدي، إلا أنه لم يمكث فيه طويلًا؛ إذ وجد تابوته المحفوظ في حجرة دفنه خاليًا خُلُوًّا تاما من كل شيء، ولا بد أن حجرة دفنه قد اقتحمت في عهد الثورة التي قامت بعد تدهور حكم ملوك الأسرة السادسة، أننا نجد آثار التخريب الذي قام في الفترة بين أواخر الأسرة السادسة والأسرة الحادية عشرة ظاهرة في هذه المنطقة كما سنتكلم عنها فيما بعد. وربما يتوهم البعض أن بناء الهرم الأكبر قد شغل «خوفو» عن باقي أعمال ملكه، ولكن الواقع أننا نجد له آثارًا باقية مدن ملکه مثل «قفط» و «دندرة» و«تل بسطة» وغيرها، وقد ترك خوفو اسمه منقوشًا في مناجم النحاس والفيروز في شبه جزيرة سينا، والنقوش التي بقيت في هذه المنطقة تخبرنا أنه أشعل نار الحرب ضد الساميين الرُّحل الجائلين في هذه الجهات، وهم الذين يُعرفون باسم «منتيو»، ولا شك أنه كان يقوم بهذه الحروب ليحمي الحملات التي كان يرسلها إلى هذه الجهات للحصول على المعادن والأحجار، وقد كان يضطر أحيانًا إلى اقتفاء أثر هؤلاء اللصوص إلى مسافات بعيدة شمالا، حتى إن الفرص سنحت له لأن يختلط بالمدنية الشمالية والشرقية، ورغم آ أنه ليس لدينا براهين قاطعة من ذلك العهد الموغل في القدم، على وجود علاقات حقيقية بين مصر وبابل، فإنه من المؤكد أن المصريين كانوا يعلمون شيئًا عن المدنية البابلية، يضاف إلى ذلك أنه كانت توجد علاقات تجارية من حين لآخر في ذلك العصر بين بعض القبائل التي كانت تسكن الصحراء بالقرب من حافة وادي النيل وبعضها، وقد كان قيام هذه العلاقة ميسورًا وبخاصة من جهة الجنوب؛ لأن النيل كان يسهل هذه التجارة، أما النوبيون فقد أحجموا عن الإغارات على حدود الفرعون، ثم قبلوا أن يكونوا تحت سلطانه. والظاهر أنه ، بعد وفاة «خوفو» قامت منازعات على الملك؛ إذ نجد في قوائم الملوك التي وصلت إلينا أن الملك الذي خلف خوفو هو «ددف رع» ولكن بعض العلماء ينكرون ذلك وقد استمر في الحكم مدة ثمانية أعوام، ولكن المدهش في أمره أنه لم يقم هرمه في منطقة الجيزة، بل اتخذ «أبو رواش» مكانًا مختارًا له لإقامة هرمه الذي تهدم الآن ولم يبق منه إلا الشيء اليسير، والظاهر أن سبب هذه المنازعات يرجع إلى تعدد زوجات «خوفو»، وقد كان كل ملك يتزوج من عدة نساء، وكانت له حظايا كثيرات، وفي هذا الوقت كان زواج الأخ من أخته من الأمور المألوفة في الأسرة المالكة على أنه لم يكن تولي امرأة عرش الملك مألوفًا، والأمثلة التي لدينا قليلة معدودة تنحصر إلى الآن في «خنتكاوس» في أوائل الأسرة الخامسة، و«سبك نفرو» آخر من حكم الأسرة الثانية عشرة ، و حتشبسوت» من الأسرة الثامنة عشرة، ورغم ذلك فإن الملك كان يثبت حقه في الملك حينما تكون زوجته أو أمه من دم ملكي، ولم تكن الوراثة هي الطريق الوحيد لتولي الملك، بل كانت هناك عوامل أخرى ترجع إلى شخصية الفرد وأخلاقه، أو إلى المؤامرات التي يقوم بها حريم القصر، ولذلك كانت وراثة الملك أحيانًا مفتوحة أمام صغار أفراد الأسرة المالكة، بل أمام أفراد خارجين عنها بتاتًا، ويظهر أن تولي فرد من غير الأسرة المالكة عرش الملك كان يعد بداية أسرة جديدة، وكان هذا المؤسس الجديد يعمل على تثبيت ملكه بزواجه من إحدى قریبات الملك؛ أي من الدم الملكي الحقيقي، وقد كانت التقاليد أو القانون المتبع يقضي بأن تكون الأحقية في الملك حسب النظام التالي:
1- أن يكون الوارث للعرش ابن ملك ولد من زواج ملك بأخته، وكلاهما من الدم الملكي الخالص.
2- أن يكون الوارث ابن ملك ولد من زواج ملك ليس من الدم الملكي الخالص بابنة ملك من الدم الملكي الخالص.
3- أن يكون الوارث للعرش رجلًا قويًّا تزوج من ابنة ملك من دم ملكي خالص.
ومما سبق يتضح أن تولية العرش في مصر لم تكن من الأمور الهينة، وبخاصة إذا علمنا أن «خوفو» تزوج من عدة نساء، وأن المنافسات قد قامت بعده بين أولاد زوجاته المتعددات على تولي عرش الملك، والظاهر أن «ددف رع» لم يكن حقه في الملك قويا كأخيه «كاوعب»؛ إذ يظن أن «ددف رع» كان ابن ملكة لوبية الأصل وليست من الدم الملكي، وقد تزوج من أخته حتب حرس الثانية ابنة الملكة «حتب حرس الأولى» وهي المعروفة بالشقراء، ولذلك نجد أن ملامح «ددفرع» تختلف عن ملامح ملوك هذه الأسرة، والظاهر أن فرع أسرته الأصلي كان في عداء ظاهر له، إن لم يكن في مشاحنات ضد تسلطه على العرش، على أنه لما توفي وخلفه أخوه «خفرع» لم تسكت على ذلك أسرة «ددف-رع» إذ قام ابنه «باكارا» يناهض «خفرع » مدة أعوام بدون جدوى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل قائد الفرقة الرابعة الشرطة الاتحادية
|
|
|