أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2015
2139
التاريخ: 13-11-2015
1472
التاريخ: 17-10-2015
2601
التاريخ: 19-10-2015
1707
|
أبو منصور الموفق
هو أبو المنصور الموفق بن علي الهراوي الفارسي عاش زمن الامير منصور بن نوح الساماني (1).
وقد جاب أبو المنصور اقطار الهند وفارس طلبا للعلم وكتب في الفترة من سنة 968 الى سنة 977 كتابا شهيدا في الصيدلية بعنوان (الابنية في حقائق الأدوية) يعد من اعرق المؤلفات في موضوعه ظهرت فيه معارف اليونان والسريان والهند وفارق.
وقد صنف في هذا الكتاب الأدوية اقساما أربعة بحسب تأثيراتها وذكر فيه ما يقرب من 585 دواء منها 466 مشتقا من النبات و 75 من المعادن و 44 مستخلصا من مشتقات حيوانية.
وقد ضمن أبو المنصور كتابه هذا كثيرا من المعلومات الكيميائية الواضحة .(2)
يقول هولميارد :
من المحتمل ان يكون أبو المنصور هذا أول من ميز بوضوح بين كربونات الصوديوم (النطرون) وكربونات البوتاسيوم (القلي) وهو يذكر طريقة تحضير القلي من رماد بعض النباتات ويصفه بانه ملح متمايع كاو، وتوصل الى ان النحاس متى عرض الهواء تغطيه غالبا طبقة خضراء تستحيل بالتسخين الى مادة سوداء تفيد في صبغ الشعر باللون الأسود.
وان الجبس متى سخن يتحول الى نوع من الجير اذا خلطناه وبزلال البيض تتكون لدينا مادة لصق قوية تفيد كثيرا في علاج كسر العظام.
كما توصل أبو المنصور الموفق الى معرفة ان مركبات الرصاص وخصوصا الرصاص الأبيض (الذي يجلب افضل انواعه من اصفهان) سامة.(3)
ويصف أبو المنصور اوكسيد الزئبق بانه مسحوق احمر نقي.
كما كان على علم بحامض السيليسيك الذي يستخرج من غاب الخيزران. وعرف اوكسيد النحاس والأنتيموني (حجر الكحل).
كما بين كيفية تحضير الأدوية بالتقطير والتصعيد.
كما ذكر عملية تقطير ماء البحر.
ان ما كتبه أبو المنصور الموفق يعد بحق من ادق واروع ما شهدته الكيمياء الإسلامية حتى الان.
وبرغم ان مؤلفه الشهير كان في الطب الا انه قد حوى الى جانب ذلك كثيرا من المعلومات الغزيرة حول خواص الجواهر المعدنية وكيفية تحضيرها.
ومن الواضح تماما انه كان ذا قدم راسخة في الكيمياء كما انه كتاباته تعرفنا بنواح مختلفة من كيمياء تلك الفترة التي عاشها.
جاء في كتاب المسلمون في العلم الحديث لعبد الرزاق نوفل.
أبو منصور الموفق أول عالم كيميائي وضع الكيمياء في خدمة اغراض الإنسان، فكان يجري تجاربه لاستنباط المواد التي تلزم الإنسان في استعمالاته فتمكن من تحضير مادة قوامها الجبر الحي لتنظيف الجلد من الشعر واكتسابه بريقا ولونا يميل الى الاحمرار.
ونصح بتسخين النحاس المؤكسد بشدة لينتج مادة سوداء يستعملها الإنسان ليكسب شعر راسه لونا اسودا لامعا.
ثم توج اكتشافاته بمادة لاحمة للعظام ستعمل في علاج ولحم كسر العظام وذلك بتسخين كبريتات الكالسيوم وخرج النتائج بزلال البيض.
وفي المدخل الى تاريخ العلوم لجورج سارتون يقول :
ان ابا المنصور الموفق كان علامة زمنه فأعطى تعريفا وافيا لأوكسيد النحاس والأنتيمون (حجر الكحل) وطريقة استعمالها في الحياة اليومية.
عكف أبو المنصور الموفق على بحوث خواص الزئبق لأهمية هذا المعدن ودروس أيضا طريقة تحضير الأدوية بعملية التقطير والتصعيد.
وتطرق كذلك لعملية تقطير ماء البحر. عنه يقول هولميارد :
ان ابا المنصور الموفق قد قدم وصفا لأوكسيد الزئبق وهو مسحوق احمر نقي من الشوائب كما حصر حامض السيليسيك الذي يحصل عليه من خشب الخيزران واهتم بكيفية تحضير العقاقير بالتقطير والتصعيد وكذلك تقطير ماء البحر.
وقد درس أبو المنصور كلا من مركبات النحاس ومركبات الرصاص لأن هذين المركبين من أهم المركبات التي يستخدمها الناس في حياتهم.
ومن دراسة متعمقة لهذين المعدنين اكتشف المرفق انهما سامتان.
وقد أتى هولميارد في كتابه الانف الذكر على تفصيل ما توصل اليه اكتشافات الموفق قال :
"ان ابا المنصور الموفق توصل الى معرفة ان مركبات النحاس وخصوصا الزاج الأزرق ومركبات الرصاص وخصوصا الرصاص الأبيض سامة".
وتجدر الاشارة الى ان اقليم اصفهان شهر بتصنيع اشد انواع السموم نتيجة تصنيع الاهالي الزاج الأزرق والرصاص الأبيض.
يقول جلال مظهر في احد فصول لكتابه اثر العرب في الحضارة الاوروبية :
شهدت الكيمياء العربية في اوائل القرن الحادي عشر الميلادي عبقرية كيميائية اضافت انجازات هامة جدا .. هذا هو أبو المنصور الموفق وهو قد يكون أول كيميائي استطاع ان يفرق بوضوح بين كربونات الصوديوم (النطرون) – مركب ملحي وكربونات البوتاسيوم التي اطلق عليها اسم (قلي) او (قلوي).
كذلك كان يعرف ماهية اوكسيد الزرنيخ وحامض السيلكات.
كان الموفق أبو منصور محبا للأسفار لذا نراه متنقلا في ارجاء الدولة الإسلامية باحثا عن علمائها الافذاذ كي يأخذ عنهم ويتتلمذ على ايديهم.
كان عارفا بعلوم اليونان وحجة في المعارف السريانية والهندية والفارسية. يقول جورج سارتون في كتابه (المدخل الى تاريخ العلوم).
ان ابا المنصور الموفق كان موسوعة في حقل الأدوية فكان كتابه (الابنية) يشتمل على ما يقرب من خمسمائة وخمسة وثمانين دواء منها أربعمئة وستة وستون مستخرجة من النبات وخمسة وسبعون من المعادن وأربعة وأربعون دواء مستخرجا من مشتقات حيوانية.
كان الموفق جلدا على الدرس والتدقيق والتمحيص وكان اذا توصل الى تحضير دواء يمكن استخدامه في الحياة اليومية يسارع الى انزاله في الاسواق ليقبل عليه الناس فيربح من بيعه كثيرا ويشتري بذلك الات وادوات ومواد جديدة تساعده في بحوثه وتجاربه الجديدة.
وقد جاء في بحث لأحمد الشطي ما نصه.
وعرف من كيميائي العرب أيضا أبو المنصور الموفق الذي كان يحضر العقاقير ويبيعها.
وكانت كتبه تنطبق بسعة علمه بالكيمياء العملية ولهذا يمكن اعتبار الموفق مؤسس الكيمياء الصناعية لأنه كان يصب اهتمامه على تحضير المواد التي يمكن تسويقها وبيعها للناس بعد معرفة فوائدها وسلامتها.
واليه يعود الفضل في تطوير المنهج التجريبي والكيمياء الصناعية.
فقد كان الموفق من مؤيدي جابر بن حيان مؤسس هذا العلم والذي اعتمد في انتاجه على التجربة والاستقراء والاستنتاجات العلمية المبنية على المشاهدة والعيان.
لقد امتاز انتاج الموفق بالجودة والاصالة والدقة في البحث والتعبير.
وليس ادل على عبقرية انتاجه من كتابه (الابنية في حقائق الأدوية) الذي يعتبر بحق كتاب عالم متخصص في عمل واستخراج العقاقير وعلم الصيدلة فقد شمل الكثير من المعلومات عن خواص العقاقير والادوية وطرق الحصول عليها وتحضيرها.
________________________________________________________________
(1) أمير خراسان وما وراء النهر الساماني 961 – 976. اشتهر بعدله. حارب بني زياد والبويهيين وازدهرت الدولة في ايامه.
(2) سارتون . ج. مقدمة لتاريخ العلم. المجلد الاول ص 678.
(3) هولميارد : أ . ج : واضعو علم الكيمياء ص68.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|