أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2015
1905
التاريخ: 9-10-2015
1642
التاريخ: 11-10-2015
1752
التاريخ: 7-12-2015
1701
|
ابن الهيثم
(354 – 430هـ)
هو الحسن (1) أبو علي بن الحسين بن الهيثم، من أهل البصرة، يلقب ببطليموس الثاني، كان احد الثلاثة الاعلام والافذاذ من علماء النصف الاول من القرن الحادي عشر الميلادي، وهم البيروني وابن سينا وابن الهيثم. ولد سنة 354 هجرية كما ذكر ابن أبي اصيبعة في طبقاته، وكان أول من أمره بالبصرة، احب العلم منذ نشأته، ولا تذكر المراجع تاريخ هذه النشأة الاولى، والذي نعرفه عن ذلك العصر الذي أعقب مرحلة الترجمة لعلوم اليونان والسريان والهند الى اللغة العربية كثير، ونعرف ان هارون الرشيد انشا بيت الحكمة، ثم تبع ذلك التوسع فيها على يد ابنه المأمون الذي هادن صاحب جزيرة قبرص ليستحوذ على خزانة كتب اليونان بها، ثم هادن حاكم القسطنطينية لينال مجاميع أخرى من الكتب.
وابن الهيثم شهد عند أول نشأته عصرا صاخبا بجلبة الحركة العلمية النشطة.
وهكذا اخذ ابن الهيثم يدرس كلما وقعت عليه يداه من كتب المتقدمين والمتأخرين، ليس في العلوم الرياضية وفروعها فحسب، بل في الطب وفي الفلسفة من منطق وطبيعي وما بعد الطبيعة أيضا، ولم يكن يقنع بمجرد الاطلاع على تلك الكتب وانما عني بتخليصها وبوضع المذكرات والرسائل في موضوعات تلك العلوم وبالتصنيف فيها والتعليق عليها. وقد بلغت تصانيفه من تلك العلوم العشرات من الكتب، بلغ ما يتعلق فيها بالفلسفة والعلم الطبيعي في حدوده المعروفة في ذلك العصر ثلاثة واربعين كتابا، وما يتعلق منها بالرياضيات والعلوم التعليمية خمسة وعشرين، ففضلا عن كتاب في الطب اعتمد في تصنيفه على كتب جالينوس بلغت عدة اجزائه الثلاثين ،وذكر ابن أبي اصيبعة اسماء هذه الكتب نقلا عن مقالة ابن الهيثم نفسه.
عرف ابن الهيثم بغزارة انتاجه العلمي، وبلغت شهرته اباق العالم الاسلامي في ذلك الوقت، وكانت شهرته لا كعالم رياضي فحسب بل كمهندس له في الفنون الهندسة اراء ومصنفات.
ابن الهيثم الموسوعي
عرف ابن الهيثم بغزارة تواليفه، فهو كثير الانتاج في انواع المعرفة، فقد طرق الفلسفة والمنطق والطب والفلك والبصريات والرياضيات، واستحدث فيها اراء جديدة من الفكر العلمي، وكان في أول عهده بالعلم شارحا لتراث اليونان ناقدا لمؤلفاتهم ثم متمردا على كثير من آرائهم العلمية. وقد ذكر ابن أبي اصيبعة مقالة له عن خط يده تحدث فيها عن نفسه ذاكرا اسماء ما يقارب من مائتي مصنف خلا الرسائل والمقالات الأخرى التي شاعت بين الناس وتداولوها شرقا وغربا، والتي ضاعت اصولها من يده فنسبت الى غيره. وهو يقول في هذا الصدد انه ما مدت له الحياة سيبذل جهده ويستفرغ قوته في التأليف، متوخيا به امورا ثلاثة :
الاول : ان يجد الناس في كتبه – بعد موته – الفائدة والعلم الذين يقدمهما لهم في حياته.
الثاني : ان يجعل من التأليف وتدبيج الرسائل ارتباطا لنفسه بهذه الأمور في تثبيت ما تصوره فكره واتقنه من هذه الدراسات.
الثالث : ان يدخر من تلك التأليف عدة لزمن الشيخوخة واوان الهرم.
وهذا ما يفسر لنا ظهور هذا العدد الضخم من المؤلفات عن ابن الهيثم، ويبين لنا كيف اتسعت حياة رجل لهذه التأليف مع ما تحتوي عليه من دقة وغزارة في المادة. ولعل هذا من صفات العالم الموسوعي من امثال ابن سينا والبيروني والكندي والرازي وغيرهم من عباقرة الإسلام. لقد الف ابن الهيثم في كل من الهندسة والطبيعة والفلك والأرثماطيقي والجبر والمقابلة، كما الف الكثير من الكتب والمقالات الفلسفية، وكتب في بعض المسائل الدينية العسيرة، وفي اثبات النبوات وايضاح فساد راي الذين يعتقدون بطلانها، وذكر الفرق بين النبي والمتنبي، ودبج الرسائل في التوفيق بين الفلسفة والدين، وفي تبطيل راي بعض الفرق الدينية ورد آرائهم.
كان القسط الكبير من كتبه في الهندسيات فكانت ثمانية وخمسين كتابا، ضمنها الكثير من آرائه الشخصية وبراهينه المبتكرة لمسائل تواترت عن اوقليدس وارشميدس خالية من البراهين او كانت بحاجة الى شرح واثبات، وتعرض فيها أيضا لموضوعات التحليل والتركيب الهندسيين وقسمة الزاوية الى ثلاثة أقسام وخواص الدائرة والقطاعات المخروطية والمساحات وغيرها. كما الف في الحساب الجبر والمقابلة حوالي عشرة كتب، لم يصل الينا منها غير كتاب "في حساب المعاملات" وكتاب "في مسالة عددية" وكتاب "استخراج مسالة عددية".
اما مؤلفاته في الرياضيات فيمكن ان نلخصها فيما يلي :
وغيرها العديد من الكتب.
وألف في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعا بين كتاب ورسالة ومقالة، تناول فيها الضوء ومسائل مراكز الأثقال وصنعة الميزان وغير ذلك، ومن أهم هذه الكتب كتاب "المناظر" الذي يتضمن اراء مبتكرة جريئة في علم الضوء، وهو في سبعة اجزاء، وقد ظل المرجع الاساس لهذا العلم حتى اقرن السابع عشر الميلادي بعد ترجمته الى اللاتينية. ومن بينها أيضا مقالاته في المراية المحرقة بالدوائر والمراية المحرقة بالقطوع والكرة المحرقة، وفي كيفية الاظلال وفي عمل البنكام وفي القرسطون.
اما في علم الفلك الذي اطلق فيه على ابن الهيثم اسم "بطليموس الثاني" لإبداعه فيه وعنايته به عناية جعلته يؤلف فيه رسالة الى بعض الرؤساء يحثه فيها على عمل مرصد للنجوم، وجعله يهتم به حتى يؤلف في احدى رسائله اكثر من خمسة تصانيف. وقد تحدث ابن الهيثم في تواليفه الفلكية عن ابعاد الاجرام السماوية واحجامها وكيفية رؤيتها، وعن الرصد النجومي، وحركاته وارتفاع القطب، ومن مائية الاثر على وجه القمر.
وفي الطب الف كتابين، احدهما في "تقويم الصناعة الطبية" ضمنه ثلاثين كتابا قراها لجالينوس، والاخر "مقالة في الرد على أبي الفرج عبدالله بن الطيب" لإبطال رايه الذي يخالف فيه راي جالينوس. وله رسالة في تشريح العين وكيفية الابصار.
وكذلك لابن الهيثم تصانيف في الفلسفة والمنطق وعلم النفس والاخلاق وفي الالهيات واللغة ما يزيد على اربعين مؤلفا لم يصل الينا منها غير مقالته في "المكان".
ابن الهيثم الرياضي الأنالوطيقي :
عرف ابن الهيثم ان الأنالوطيقا(2) الأولى أي التحليل و الأنالوطيقا الثانية أي التركيب هما الغاية التي ينتهي اليها كل باحث، و الأنالوطيقا الأولى هي القياس في نظره والثانية هي البرهان. يقول في "مقالة في التحليل والتركيب" بلفظه : "كل علم وكل تعلم فله غاية في ذروته التي يسعى اليها المجتهدون، وعلوم التعاليم مبنية على البراهين، وغاياتها هي استخراج المجهولات من جزئياتها ووجود البراهين التي تدل على خصائصها ومعانيها. والذروة التي تسمو اليها في هذه العلوم والمجتهدين في طلبها، الطفر بالبراهين التي تستنبط بها مجهولاتها، والبرهان فيها، ومن نظام وترتيب لهذه المقدمات، وطريق هذه المقاييس هو تصدي مقدمتها، وتحيل الحيل في ثقة اليها. والصناعة التي بها تصيد بها هذه المقدمات، وبها يتوصل الى الترتيب المؤدي الى المطلوب من نتائجها يسمى صناعة التحليل، وجميع ما خرج من الوجود من علوم التعاليم انما خرج بهذه الصناعة".
وعن الضوء يقول ابن الهيثم : "ان كل ضوء ينعكس على سطح صقيل، فان كل نقطة من السطح الصقيل الذي منه انعكس الضوء ينعكس الضوء منها على خط مستقيم يكون هو والخط المستقيم الذي عليه امتد الضوء الى تلك النقطة، والعمود الخارج من تلك النقطة القائم على السطح المستوي المماس للسطح الصقيل على تلك النقطة في سطح واحد مستو. ويكون وضع الخط الذي عليه ينعكس الضوء بالقياس الى العمود المذكور كوضع الخط الذي عليه امتد الضوء الى نقطة الانعكاس، بالقياس الى ذلك العمود، اعني ان كل خط ينعكس عليه ضوء من سطح ثقيل، فانه يحيط مع العمود الذي يخرج من تلك النقطة قائما على السطح المستوي المماس للسطح الثقيل على تلك النقطة بزاوية مساوية للزاوية التي يحيط بها الخط الاول الذي عليه امتد الضوء الى تلك النقطة مع ذلك العمود".
ويقول ابن الهيثم : "واذا امتد الضوء في جسم مشف ثم لقي جسما اخر مشفا مخالفا الشفيف للجسم الذي هو فيه واغلظ منه، وكان مائلا على سطح الجسم المشف الذي لقيه انعطف الى جهة العمود القائم على سطح الجسم المشف في الجسم الأغلظ".
وعلى هذا يمكن بيان قوله بالرسم الاتي :
فلو سقط شعاع اب سرعته (ع1) في الهواء على سطح الماء انعطف من (ب) الى (ب ح) بسرعة (ع2) لأن سرعة الضوء في الماء تقل بحسب الممانعة والانعطاف الى جهة العمود (ب ص) لذلك تقل زاوية الانكسار والزاوية (ا ب ص) هي زاوية السقوط.
الزاوية (ح ب ص) هي زاوية الانكسار.
الزاوية (ح ب ص) هي زاوية الانعطاف او زاوية العطف كما تعرف. ولو فرض خروج شعاع (ح ب) من الماء الى الهواء فانه ينعطف الى غير جهة العمود (ب ص) لأن سرعة الضوء في الهواء اكبر من سرعته في الماء. وهذه هي قاعدة العكس وعلى هذا يدلنا قول ابن الهيثم : "فاذا خرج الضوء من الجسم الأغلظ الى الجسم الالطف كانت حركته اسرع".
________________________________________
(1) يسميه الزركلي محمدا فيقول محمد بن الحسن.
(2) يونانية ومعناها العكس لأنه يذكر فيها قلب المقدمات وما ينعكس منها وما لا ينعكس.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يواصل إقامة دوراته القرآنية لطلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف
|
|
|