هناك أنواع عديدة من الطلاءات. ويقسم الكيميائيون أنواع الطلاءات تبعاً لطريقة جفافها. فمثلا، تجف بعض أنواع الطلاءات ببساطة خلال عملية تبخير المذيب الذي يصحبه تصلب الراتينجات. وهناك أنواع أخرى لا تكون طبـقـة صلبة رقيقة إلا بعد معالجتها بمادة كميائية تسمى الحفاز، وتتسبب هذه المادة في بدء وإسراع التفاعل المؤدي إلى ارتباط جزيئات الراتينجات بعضها ببعض. ويصاحب هذا

التفاعل تبخير غالبية كمية المذيب.

تقسم الطلاءات أيضـا حسـب طـرق استعمالها. فمثلاً، تُستعمل طلاءات الاستعمال المنزلي لزخرفة وحماية المنازل، ومبـانـي المكاتب والأنواع الأخـرى مـن المباني. وتستعمل طلاءات الاستعمال الصناعي لطلاء أنواع مختلفة من المنتجات الاستهلاكية والأجهزة الصناعية.

طلاءات الاستعمال المنزلـي. تشمل تلك المستعملة لطلاء الجـدران، والسقوف، والأرضيات، والهياكل الخارجية للمنازل.

وأغلب طلاءات الاستعمال المنزلي طلاءات استحلاب أو طلاءات تحتوي على خام المطاط الطبيعي وتعرف باسم الطلاءات اللثية. وقد استعمل المطاط الطبيعي في الطلاءات المطاطية بوصفه مـادة راتينجية وذلك عند بداية استعمال الطلاءات ذات الأساس المائي، أي تلك التي يستخدم فيها الماء مذيبا. استبدل الآن المطاط الطبيعي بأسيتات البولي فينيل أو الأكريليك في هذا النوع من الطلاءات.

تجف طلاءات الاستحلاب عن طريق ارتباط الجزيئات بعضها ببعض، في هذه العمليـة تـرتبط جزيئات الراتينجـات بعضها ببعض لتكون طبقة رقيقـة مـن الطلاء الجاف. وتحدث عملية الارتباط هذه نتيجة لتبخر الماء عن سطح الطلاء.

وطلاءات الاستحلاب غير قابلة للاشتعال وليست لها رائحة قوية، ويجـف الطلاء ليكون طبقة يمكن تنظيفها بسهولة بالماء والصابون، وتستطيع طلاءات الاستحلاب، التي تستعمل لطلاء الجدران داخل الأبنية، تحمل تكرار عملية الغسيل.ولكن ليست لهـا قـوة الاحتمال الكافية للأسطح المعرضة للأحوال الجوية. تذهب الشمس بلون الطلاء، كما تتسبب الريح والمطر والمناخ الشديد الحرارة أو البرودة، في تشققها وتشظيها وانتفاخها وتقشرها ، ولذلك، صنعت الطلاءات المستعملة لطلاء الهياكل الخارجية للمنازل بحيث تحتوي على بعـض الراتينجـات الـتي تساعد على زيادة مقاومتها للعوامل الجوية.

وأغلب الطلاءات المستعملة لطلاء الهياكل الخارجية للمنازل طلاءات استحلاب. ويعـض هـذه الطلاءات ذات أسـاس زيتي، أي أن المذيبات المستعملة بها مشتقة من النفط. ويستعمل في هذه الطلاءات زيت بذرة الكتان أو أي نوع آخـر مـن الزيت باعتبـاره مـادة راتينجيـة. تجـف هـذه الطلاءات ذات الأساس الزيتي بعملية الأكسدة، حيث ترتبط المادة الراتينجية بالأكسجين الموجود في الهواء لتكون طبقة صلبة وذلك بعد تمام تبخر أغلب المذيب. وتحتوي أغلب طلاءات الاستعمال المنزلي ذات الأساس الزيتي على مركبات خاصة تسرع عملية جفاف الزيت.

وهناك أنواع خاصة من الطلاءات تستعمل لطلاء الأسطح المسامية، مثل أسطح الخشب المكشوف والجص وتسمى طلاءات الطلاء المبدئي أو مانعات التسرب أو البطانـة، ويكـون الطلاء المبدئي الطبقة الأولى، ويكـون هـذا الطلاء الأسـاس لطبقات أخرى من الطلاء تطلي تباعاً. وتصنع طلاءات الطلاء المبدئي بحيث يمكن استعمال الزيت أو الماء مذيبا.

تقيد العديد من الدول أوتحرم استعمال الطلاءات المحتوية على صبغات الرصاص في طلاء الاستعمال المنزلي، وتشترط وجـود تحذير للخطـورة علـى الصحة، إذا احتوت الطلاء على كمية من الرصاص أعلى من الحد المسموح به اتخذت الحكومات هذا القرار بعد ملاحظة أن بعض الأطفال ظهرت عليهم أعراض التسمم بالرصاص نتيجة لابتلاعهم قشور الطلاء الجافة والتي تحتوي على نسبا عالية من الرصاص.

السيارات الجديدة تطلي بطبقة من الطلاء مـانع الصدا، وذلك بغمر هيكلها الخارجي في خزان يحتوي على طلاء مبدئي لمدة ثلاث دقائق يعاد بعد ذلك معاملتها حرارياً من بوية صناعية فوق الطلاء المبدئي.

طلاءات الاستعمال الصناعي، تستعمل لطلاء المنتجات الاستهلاكية مثل السيارات والأثاثات والأجهزة المنزلية. وتشمل أيضاً أنـواع الطلاءات التي تحمـي الآلات والمعدات الصناعية الأخرى من تأثير الكيميائيات، والصدأ، ودرجات الحرارة المرتفعة. كمـا تـتـوافـر بعـض أنـواع طلاءات الاستعمال الصناعي مثل الصبغات والطلاءات المبدئية لبعض الاستعمالات المنزلية.

يقـوم أغلـب منتجـي السيارات بطلاء سياراتهم بطـلاءات تحـتـوي علـي راتينجات إكريليكية، تجفف بمعالجتها حرارياً، كما تحتوي العديد من معدات المطابخ وآلات غسل الملابس على طبقة نهائية من الطلاء المعالجة حراريا، وينتج عن مثل هذه المعاملات طبقة من الطلاء في غاية الصلابة، مقاومة للكيميائيات، لا يذهب لونها بسهولة.

ويستعمل منتجو الأثاثات الخشبية صبغات الأخشاب لطلاء منتجاتهم، وتتميز هذه الصبغات بأنها عالية الشفافية، وتذوب في مذيبات تمكن الصبغة من أن تتخلل الألياف الخشبية أكثـر مـن قابليتها للالتصاق بالسطح، وتنمـق هـذه الصبغات لون الخشب إلا أنها شفافة وتسمح للمظهر الطبيعي للألياف الخشبية من الظهور خلالها.

يطلي منتجو الأثاثات الخشبية، الأثاث بعد صبغه بطبقة نهائية، حامية، لامعة، مصنعة من مواد سليلوزية أو طلاءات مصنعة من اللاك المصفى (الشيلاك). مثل هذه الطلاءات تجف بتبخر المذيب، أي أن هذه المواد الراتينجية تتصلب بتبخر المذيب مكونة طبقة صلبة من الطلاء. تجف هذه الطلاءات بسرعة معطية سطحاً لامعاً، ومن الممكن إعادة إذابتها بعد جفافها باستعمال المذيبات الأصلية نفسها التي استعملت حاملاً للطلاء، تطلى بعض المنتجات الخشبية بدهانات نهائية تُعطي صفات النعومة والشفافية واللمعان (ورنيش)، وهذه الطلاءات ذات أسـاس زيـتي وتجف خلال عملية الأكسدة.

 ويصدأ الحديد والفولاذ إذا تعرضا إلى الرطوبة والأكسجين. ولهذا السبب، تطلى العديد من المنتجات المصنعة من الحديد أو الفولاذ بطلاء مبدئي مانع للصدأ تتبعه طبقات من الطلاء النهائي، وتحتوي الطلاءات المبدئية للفلزات على نسبة عاليـة مـن صبغات مقاومة للصدأ. وتتكون بعض هذه الطلاءات مـن مـواد تخترق الصدأ وتطرد الأكسجين والرطوبة، وتغطي طبقات الطلاء النهائية الطلاء المبدئي وتحكم عزله عن العوامل الخارجية. وعموماً، يحمي الطلاء المبدئي الفلز ويحافظ الطلاء النهائي على الطلاء المبدئي، وتُغطى بعض المنتجات المعدنية بطلاءات أو دهان لامع يسمى الطلي بالمينا (طلاء زجاجي)، وتحتوي هذه على راتينجات الكيدية التي تجف عن طريق الأكسدة.

وتستخدم معظم الطلاءات التي تدوم طويلا، عادة في طلاء الآلات والمعدات الصناعية، هذه الطلاءات تتكـون أساسـاً مـن راتينجـات الأيبوكسي، وراتينجـات البولي يوريثان، وتجف هذه الطلاءات نتيجة لتفاعل كيميائي، وتستعمل للحماية من التآكل، والماء، والمذيبات، والمواد الكيميائية القوية، فمثلا تستعمل الصناعة الكيميائية عدداً من هذه الطلاءات لوقاية جدران الأنابيب والخزانات التي تستعمل لتخزين أو نقـل المـواد الكيميائية المدمرة. وأنتجت أيضا طلاءات خاصة مقاومة للحـرارة لـدهان الطائرات فائقة السرعة، ومركبات الفضـاء، تتحمـل المعـدات المستعملة في بعض هذه الطلاءات المصنعة خصيصا درجة حرارة تبلغ 650°م.