المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05

ماذا تعرف عن الطحالب؟
27-12-2021
استحباب التختّم
2024-08-31
المبيدات المستخدمة على التربة لمكافحة الحشائش
7-12-2015
الكافور واستخداماته الطبية Eucalyptus (Eucalyptus globulus)
2024-08-25
أبو دقيق الكرنب
28-11-2021
Tosio Kato
8-1-2018


الكتابة في العصر الأموي  
  
44228   03:51 مساءً   التاريخ: 8-10-2015
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : الفن ومذاهبه في النثر العربي
الجزء والصفحة : ص99-105
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015 5762
التاريخ: 30-09-2015 17944
التاريخ: 5-8-2018 2194
التاريخ: 25-12-2015 30222

نستطيع أن نميز ثلاثة جداول مهمة كانت تمد الحياة العربية في العصر الأموي، وهي جدول جاهلي يتمثل في الشعر والأيام، وتقاليد الجاهليين، وأقبل كثير من العلماء على هذا الجدول يعبون منه، مما هيأ لتسجيل الحياة الجاهلية، وجدول إسلامي يتمثل في تاريخ الإسلام وخطوبه، وسيرة الرسول صلى الله عليه و[آله] وسلم وغزاوته وأحاديثه، وسيرة الخلفاء الراشدين وفتوحاتهم، ثم ما كان من أحزاب سياسية، وما لكل حزب من آراء في السياسة والحكم، وجدول أجنبي يتمثل في معرفة شئون الأمم المفتوحة، ونظمها السياسية والاجتماعية والاستعارة منها حسب الحاجة، ولعل أول ما كان من هذه الاستعارة اتخاذ عمر لديوان العطاء، أو ديوان الجيش(1)، وقد خلفه جيل كانت استعارته أقوى وأكبر، ونستطيع أن نرمز لصنيع هذا الجيل بما كان من اتخاذ، معاوية لدواوين الخراج والخاتم والرسل(2)، ثم بما كان من تأليف زياد بن أبيه لكتاب في المثالب(3). وكلما مضينا في العصر اتسعت التأثرات، بما لدى الأجانب، فقد كان العرب ناشرين للدين الإسلامي، وقد اتصلوا بيهود ومجوس ونصارى، وحدثت بينهم وبين هؤلاء جميعا أحاديث ومناقشات، ومحاورات تسرب إليهم في أثنائها كثرير من الفكر الأجنبي، وخاصة من شعب الفكر اليوناني في الفلسفة والمنطق، وقد أخذوا يقفون على طرق استغلال الأرض، وغير ذلك من مسائل الحياة العملية، وعاشوا في القصور، وقام الأجانب على خدمتهم، وتهيئة حياتهم المادية، واطلعوا على نظم التعليم عندهم، وما أنشأوا من مدارس، وطلب خالد بن يزيد بن معاوية أن تترجم كتب في الكيمياء(4)، وأمر عمر بن عبد العزيز بترجمة كتيب في الطب(5).
ومعنى ذلك كله أن الكتابة نمت في العصر الأموي نموا واسعا، فقد عرف العرب فكرة الكتاب، وأنه صحف يجمع بعضها إلى بعض في موضوع من الموضوعات، وقد ألفوا فعلا كتبا كثيرة، بعضها ديني خالص يتصل بمسائل الفقه والتشريع الإسلامي، من ذلك أننا نجد الرواة ينسبون إلى هشام بن عروة بن الزبير أنه قال: "أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له"(6)، ونعرف أنه موقعة الحرة كانت لعهد يزيد بن معاوية، وقد ترك زيد بن علي مؤسس مذهب اليزيدية مختصرًا في الفقه(7)، ومر بنا أن المحدثين طوال القرن الأول للهجرة كانوا يختلفون فيما بينهم، منهم من يكتفي برواية الحديث، ومنهم من يدونه، حتى إذا وصلنا إلى رأس المائة أمر عمر بن عبد العزيز بتدوينه تدوينا عاما، ومن أوائل من بادروا جمعه ابن شهاب الزهري(8) المتوفى سنة 124 للهجرة.
وقد نشطت الكتابة التاريخية، فكتب المؤرخون في مغازي الرسول عليه السلام، وعلى رأسهم أبان بن عثمان(9)، وعرف بن الزبير، وهو أول من صنف في تلك المغازي(10)، ثم الزهري(11)، وكلهم من المدينة، وهذا طبيعي فهي دار النبوة، وبيت السيرة الذكية، وقد أخذ بعض هؤلاء المؤرخين يتحدثون عن الخلفاء الراشدين والأمويين.
وبجانب مؤرخي السيرة النبوية نجد مؤرخين من اليمن يهتمون بتاريخ موطنهم، وفي مقدمتهم عبيد بن شرية الجرهمي الذي وفد على معاوية، وأدرك خلافة عبد الملك بن مروان، وهو صاحب "كتاب الملوك، وأخبار الماضين"(12) ألفه لمعاوية، وطبع حديثا في الهند باسم "أخبار عبيد بن شرية الجرهمي في أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها"، ومن يطلع عليه بجد الخرافة تغلب على أخباره، وتشتهر في هذا العصر بقصاصها مثل تميم الداري، وأشهرهم وهب بن منبه الذي توفي سنة 114 للهجرة، وقد كتب كثيرًا عن عرب الجنوب كما كتب عن مغازي الرسول، وأهم من ذلك أنه عني بجمع أخبار أهل الكتاب، وما يتصل بها من الإسرائيليات(13)، وهو مثل عبيد في ملء كتاباته التاريخية بالخرافات، كما يلاحظ ذلك كل من يقرأ في الكتاب المنسوب إليه المسمى "كتاب التيجان في ملوك حمير".
ونحن لا نصل إلى أواخر هذا العصر حتى نجد العراق تعني بهذه المادة التاريخية جميعها، كما تعني بتاريخ القبائل الشمالية، وأنسابها وأيامها، وأيضا فإنها عنيت بتاريخ الأحداث في عصر علي بن أبي طالب، ثم في عصر بني أمية، وكان مما زاد في هذه العناية، وخاصة بتاريخ العرب في الجاهلية، وأيامهم وملوكهم وأمرائهم
وشعرائهم، وخطبائهم قيام علم اللغة، وتوفر أصحابه على دراسة أحوال الجاهليين، ولا نلبث أن نجد مؤرخا كبيرا في أبو مخنف(14) يعنى بتأليف كتب كثيرة يقال: إنها بلغت اثنين وثلاثين كتابا، وأكثرهم يتحدث فيه عن أحداث القرن الأول للهجرة، واحتفظ الطبري بكثير مما كتبه في تلك الأحداث.
ولعل من الطريف أن نلاحظ أن هذه النزعة لكتابه التاريخ عند العرب ظهرت في ظروف مشبهة لظهورها عند اليونان، فإن من المعروف أن اليونان لم يعنوا بكتابة تاريخهم إلا بعد حروبهم مع الأمم الأجنبية وفتوحهم، وينبغي أن نعرف أن هذا النثر التاريخي عند العرب نثر عربي خالص، فهم لم يستعيروه من الأجانب، بل مثلهم فيه مثل اليونان الأقدمين في نثرهم، ونشأته في حجورهم.
وليس معنى ذلك أن الكتابة التاريخية عند العرب لم تتأثر بعناصر أجنبية في هذا العصر المبكر، بل لقد أخذت تتأثر بهذه العناصر، كما مر بنا عند وهب بن منبه وأضرابه ممن كانوا يتحدثون عن الملوك الأوائل، وعن قصص الأنبياء وأخبار شعوبهم، غير أن هذه العناصر لم توجد هذه الكتابة من عدم، بل لقد وقف تأثيرها عند تنميتها، والتطور بها مع الزمن، كان موضوعها في كثير من جوانبها عربيا خالصا يتصل بسيرة الرسول، وأحداث الإسلام أو يتصل بأيام العرب في الجاهلية وأخبار قبائلهم وملوكهم، وكلما تقدمنا في الزمن اتسعت هذه العناصر الأجنبية، فشملت تاريخ الفرس، وتاريخ الأمم المفتوحة.
وإذا تركنا الكتابة التاريخية إلى الرسائل، وجدناها مثل الخطابة التي عاصرتها، فقد كانت هناك رسائل سياسية تصدر عن دواوين الخلفاء والولاة، أو عن خصومهم، ورسائل اجتماعية يتبادلها الناس في أمور حياتهم الشخصية، ورسائل دينية، منها ما يأخذ شكل الموعظة، ومنها ما يأخذ شكل الحوار والجدل، حين يتعرض شخص للرد على صاحب نحلة من النحل.
وقد نهضت الرسائل السياسية في هذا العصر نهضة واسعة، وهي نهضة ترد إلى سببين: أما السبب الأول فهو كثيرا ممن كانوا يكتبونها يعدون في الذروة من الفصاحة، والبيان لهذا العصر أمثال زياد والحجاج، وقطري بن

الفجاءة والمختار الثقفي، وأما السبب الثاني فقيام ديوان الرسائل، وظهور طبقة من الكتاب المحترفين في هذا الديوان، لا في دواوين الخلفاء وحدهم، بل أيضا في دواوين الولاة، وكان قادة الجيوش أيضا يتخذونهم، ليراسلوا عنهم من يريدون مراسلته، ومعروف أن ديوان الخراج كان يقوم عليه في أول الأمر كتاب من الأجانب، يكتبون فيه بلغاتهم الأصلية، حتى إذا كان عصر عبد الملك نقل هذا الديوان إلى العربية، فأصبح الشأن فيه كالشأن في ديوان الرسائل يليه العرب، ولم يلبث الأجانب أن سعوا إلى تعلم العربية، وشاركوا في ديوان الرسائل نفسه.
ويقدم لنا كتاب الوزراء، والكتاب للجهشياري أثباتا طويلة بأسماء من كانوا يلون الديوانين: ديوان الرسائل وديوان الخراج، وهي أثبات تدل دلالة قاطعة على أن من نهضوا بالكتابة السياسية في هذا العصر إنما هم العرب، وظلوا على ذلك طويلا، حتى أوشك القرن الأول للهجرة على الزوال، فشاركهم الأجانب مشاركة بدت قاصرة في أول الأمر، حتى إذا كان عصر هشام بن عبد الملك "104-124هـ"، وجدنا على ديوانه مولى كان يحسن اليونانية، وينقل عنها بعض رسائل وهو سالم، الذي تخرج على يديه عبد الحميد الكاتب الفارسي الأصل.
ومعنى ذلك أن كتابة الرسائل السياسية الرسمية نشأت في حجر العرب، ونمت تحت أيديهم، فقد أخذت في الظهور منذ صدر الإسلام، ومنذ أن وجدت تلك المشكلات التي اقتضت أن يكتب فيها الرسول صلى الله عليه و[آله]وسلم وخلفاؤه، وبمضي الزمن أخذت مشاكل الدولة في التعقد، كما أخذ العقل العربي ينمو ويرقى، فنمت ورقيت معه تلك الصناعة، وتوفر عليها جماعة من بلغاء الخطباء، كما توفرت عليها جماعة من الكتاب المحترفين الذين توظفهم الدولة للعناية بها، وحقا يقال: إن العرب استعاروا نظم الدواوين من لدن الفرس(15)، ولكن الفرس مثلهم مثل غيرهم من الموالي لم يوجدوا لهم هذا الفن من كتابة الرسائل السياسية، إنما أوجدته حياتهم وضروراتها السياسية والإدارية، ومن هنا كنا نرفض رفضا باتا رأي بعض المستشرقين الذين يزعمون أن العرب استعاروا كتابتهم السياسية الفنية، أو نثرهم السياسي الفني من لدن الفرس(16)، فالعرب لم يستعيروا من الفرس، ولا من غيرهم نثرهم كما أنهم لم يستعيروا منهم، ولا من غيرهم شعرهم، وكل ما يمكن أن يلاحظ أنهم أخذوا مع الزمن يتأثرون في نثرهم وشعرهم جميعا بالأجانب من الفرس وغير الفرس، وتم ذلك بحكم التطور واشتراك هؤلاء الأجانب معهم في أدبهم، وما كان من نقل ثقافاتهم إلى العربية.
ونحن لا نغلو الذي جعل بعض المعاصرين يذهب إلى أن العرب عرفوا الكتابة الفنية، أو النثر الفني منذ العصر الجاهلي(17)، فما تحت أيدينا من وثائق ونصوص حسية لا يؤيد ذلك إلا إذا اعتمدنا على الفرض والظن، والحق أن ما تحت أيدينا من النصوص الوثيقة يجعلنا نقف في مرحلة وسطى بين الرأيين، فلا نتأخر بنشأة الكتابة الفنية عند العرب إلى العصر العباسي عصر التأثر الواضح بالفرس، لا نتقدم بها إلى العصر الجاهلي، بل نضعها في مكانها الصحيح الذي تؤيده المستندات والوثائق، وهو العصر الإسلامي، حيث أخذت في الظهور منذ صدره، كما أخذت في النمو والازدهار كلما تقدمنا مع الزمن، وإذا كان للفرس أو لغيرهم من الموالي فيها من فضل، فهو فضل المشاركة في النمو بها، بالضبط على نحو ما صنعوا بالشعر في العصر العباسي، ولعل من المهم أن نعرف فأن العرب لم يأخذوا عن الفرس فلسفة، ولا نحتا ولا تصويرا، ولا شعرا ولا أي فن من الفنون.
وعلى نحو ما نشأت الكتابة السياسية الرسمية، ونمت نشأت الكتابة الاجتماعية، أو الشخصية وأخذت في النمو منذ عصر الفتوح، فإن تفرق العرب في البلدان الإسلامية دفعهم دفعا إلى أن يتكاتبوا في مهامهم، وشئونهم الشخصية وفي التهاني والتعزية وفي العظة والعبرة(18)، ومن غير شك كثر ذلك مع مر الزمن، وإن كانت الكتب الأدبية، والتاريخية لم تعن بتلك المكاتبات قدر عنايتها وبالوسائل السياسية؛ لأنها في الغالب لا يتعلق بها تاريخ، وأيضا فإن أصحابها لم يكونوا يقرؤونها في الناس، ولا كانوا يسجلونها، ومع ذلك نجد آثارا منها، يرجع بعضها إلى صدر الإسلام، وبعض آخر يرجع إلى عصر بني أمية، وربما كان أبرز كتابها عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر.
أما الكتابة الدينية، فقد أصابها ما أصاب الخطابة الدينية من الرقي والازدهار، لسبب بسيط، وهو أن كتابها كانوا هم أنفسهم الذين مرنوا على الخطابة والجدال، والحوار في المسائل الدينية والمذهبية، فأضفوا على كتابتهم نفس الصورة البيانية التي أضفوها على خطابتهم، مما نجده ماثلا في كتابات الحسن البصري، وغيلان الدمشقي وغيرهما من الوعاظ، وأصحاب النحل الذين نهضوا بتمرين اللغة العربية على كثير من المعاني الدقيقة موازيين بين معانيهم، وبين ألفاظهم، وما تحتاجه لتأثيرها على وجدان السامع، والقارئ من حلاوة وعذوبة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــ

1- الوزراء والكتاب للجهشياري "طبعة الحلبي" ص17.
2-نفس المصدر ص24.

3- الفهرست لابن النديم "طبعة مصر" ص131.
4-الفهرست ص338.
5- تاريخ الحكماء "مختصر الزوزني" طبع ليبزج ص324.
6- طبقات ابن سعد 5/ 133.
7-راجع كلمة فقه في دائرة المعارف الإسلامية.
8- الزرقاني على موطأ "طبع المطبعة الخيرية" 1/ 10.

9- انظر ترجمة أبان في دائرة المعارف الإسلامية، وطبقات ابن سعد 5/ 112.
10- كشف الظنون "الطبعة القديمة" 5/ 646.
11- انظر ترجمة الزهري في دائرة المعارف الإسلامية.
12- الفهرست ص132.
13- كشف الظنون 5/ 40.
14- راجع ترجمة أبي مخنف في معجم الأدباء "طبعة القاهرة" 7/ 41.

15- الوزراء والكتاب للجهشياري ص2، وما بعدها.

16- انظر النثر الفني لزكي مبارك 1/ 34، 1/ 43، وراجع بحثا لمرسيه نشره في:
Revue Africaine, Nos. 330, 331 "ler., 2 me. trimestres, 1927".

17- النثر الفني 1/ 33-43.

18- انظر رسالتين متبادلتين الصحابيين:
أبي الدرداء، وسلمان الفارسي في العقد الفريد 3/ 150.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.