تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند جان فان هلمونت (القرن 17م)					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						سائر بصمه جي					
					
						
						 المصدر:  
						تاريخ علم الحرارة					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ص415					
					
					
						
						2023-05-22
					
					
						
						1125					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				مال معظم العاملون الأوائل في الكيمياء إلى تركيز انتباههم على السوائل والمواد الصلبة، وتجاهلوا مختلف أنواع الغازات الناشئة من التفاعلات الكيميائية المختلفة، ويعود السبب في ذلك إلى أن الغازات بدت شيئًا غير ملموس إذا ما قورنت بالسوائل والمواد الصلبة، لقد كانت أصعَبَ من أن يتم عزلها ودراستها. ملاحظة مثل هذه الغازات غالبا ما تُقدِّم اختلافات جلية في الخواص، مثل اللون والرائحة، والتي كانت تُفسر بسهولة على أنها أحد أشكال الهواء المختلفة أو ربما هي مزيج من الهواء والمواد الصلبة والسوائل الشائبة. في الحقيقة لم تُوجَد تسمية عامة لـ «الغاز» إلى أن حان النصف الأول من القرن السابع عشر عندما قام البلجيكي جان فان هلمونت بنشر أعماله في عام 1644م. مع أنَّ هذا الكيميائي أظهر تبعيته لمن سبقه بخصوص هذه الغازات بوصفها أنواعًا من الهواء، إلا أنه قام بتحضير هذه الغازات بمختلف السبل، وبملاحظة خواصها الفيزيائية والكيميائية والكمية، وبتخصيصها بأسماء مختلفة، ومن بعده شُرع بعملية تصنيف وتعريف للغازات ستبلغ ذروتها نهاية القرن التالي، وفي تمييزها بوصفها وحدات كيميائية، وهكذا بيَّن فان هلمونت بأن ثنائي أوكسيد الكربون ناتج عام لاحتراق المواد الأولية العضوية المختلفة، وتفاعُل الحُموض على أصداف سرطان البحر التي تحوي على الكربونات. وقد سماه في البداية بـ «غاز سيلفستر Sylvester Gas» أو بالغاز «البري» مشيرًا لاعتقاده بعدم إمكانية احتوائه أو تكثيفه أو حتى رؤيته. الغريب في الأمر أنه منح الاسم نفسه لأوكسيد النتروجين والذي حضره بتسخين نترات البوتاسيوم أو بتفاعل الفضة مع حمض النتريك، وأوكسيد الكبريت وناتج احتراق الكبريت. عرف فان هلمونت بأن ثنائي أوكسيد الكربون لا يدعم الاحتراق وركزه مع الغاز الناجم عن تفاعل المعادن على الحموض والذي ندعوه الآن بالهيدروجين أو (الغاز القابل للاشتعال، وهذه التسمية أطلقها أيضًا على الغازات الشديدة الاحتراق. لكن لم ينجح فان هلمونت في عزل الغازات التي حَضَّرها أو حصرها في أوعية؛ فقد كانت جميعها ملوثة بالهواء. في الواقع، كان له رأي بأن مثل هذه الغازات لا يُمكن احتجازها خاصيتها «الطائشة». 87
____________________________________________________________
هوامش
87-  .Barnett, Martin K., The Development of Thermometry and the Temperature Concept, p. 313 
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  الديناميكا الحرارية					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة