تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند مؤيد الدين الطغرائي (القرن 6هـ/12م) |
737
01:12 صباحاً
التاريخ: 2023-05-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-16
818
التاريخ: 2023-05-22
736
التاريخ: 2023-04-30
794
التاريخ: 2023-04-18
958
|
قسم الطغرائي الآثار الناجمة عن النار إلى ستة أقسام؛ الثلاثة الأولى منها تشترك فيها حرارة الشمس بالتأثير، وهي تُشكيل المعادن والنبات والحيوان؛ أما الحرارة التي قامت بدور في تشكيل الإنسان وتحضير غذاء النبات المساعد على نُموّه والحرارة التي تُحوِّل الغذاء إلى مواد يستفيد منها جسم الكائن الحيواني فإنَّ حرارة النار تنفرد بذلك. ولا يمكن لأي حرارة من الحرارات السابقة أن تحل محل الأخرى للمساعدة في القيام بالوظائف المناسبة.
والطغرائي هنا يُقدم لنا وجهة نظر علميةً مُتقدِّمة ترتكز على خلفيته الكيميائية وليس الفلسفية؛ فهو يعلم أن معالجة أية مادة تتطلب مقادير محددة من الحرارة لإتمام العمل عليها. قال الطغرائي: «اعلم أنَّ النار عبارة عن الحرارة التي يُدبِّر الله بها عالم التركيب وولد بها المواليد؛ فكل حرارة لم تكن مشابهة للحرارة التي بها تُدبَّر المركَّبات لم يحصل بها صلاح أبدًا، و[تُقسَّم] تلك الحرارة ستة أقسام:
القسم الأول: الحرارة التي دَبَّر الله بها المركَّب المعدني حتى صار معدنيًّا وهي حرارة طبخ المعدن.
الثاني: الحرارة التي دبَّر الله بها تركيب النبات حتى صار نباتًا وهي حرارة طبخ النبات.
الثالث: الحرارة التي دبَّر الله بها المركَّب الحيواني حتى صار حيوانًا.
الرابع: الحرارة التي دبَّر الله بها المركَّب الإنساني حتى صار إنسانًا وهي الحرارة الطابخة لتدبير تركيب الإنسان حتى صار إنسانًا.
فأما الخامس: الحرارة الطابخة لغذاء المركَّب النباتي حتى حصل النمو والزيادة في الطول والعرض والعُمق، وبذلك يُتصوّر سبب صيرورة الحبة من البر بعد صغرها في مقدار من العظم وما ذاك إلا بسبب بعد صغرها في مقدار من العظم، وما ذاك إلا بسبب التغذية التي تلتصق بها وتستحيل إلى نوعها وتُسَمَّى بالحرارة الطابخة للغذاء النباتي.
السادس: الحرارة الطابخة للأغذية في أجوفة الحيوان إلى [أن] تصير تلك الأغذية مشابهة لجسد ذلك الحيوان وجزءًا منه؛ فهذه أقسام النار التي فيها أسرار الحكمة، وبها يكون الصلاح في العالم ويشترك ويعم الأقسام الثلاثةَ الأُول حرارة الشمس؛ فإنَّ لها دخلا في طبخ المعدن، وكذا في طبخ النبات وطبخ غذائه. وكل واحد من هذه الأقسام صنفٌ يُخالف الأخرى بحيث لو دُبِّر بحرارة أحدها الآخر لما تم تركيبه لعدم [توفّر] القسط الذي يحتاجه من الحرارة الملائمة.» 73
_____________________________________________________________
هوامش
73- الطغرائي، مخطوطة مفاتيح الرحمة وأسرار الحكمة، ص38 ظ-39 و.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|