المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



الإمام العسكري ( عليه السّلام ) ومدرسة الفقهاء والتمهيد لعصر الغيبة  
  
1274   02:29 صباحاً   التاريخ: 2023-05-17
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص165-167
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

أكمل الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) الخط الذي أسّسه آباؤه الطاهرون وهو انشاء جماعة صالحة تمثل خط أهل البيت الفكري والعقائدي والأخلاقي والسلوكي وقد اهتمّ الإمامان محمّد الباقر وجعفر الصادق ( عليهما السّلام ) بشكل خاص بإعداد وتربية مجموعة من الرواة والفقهاء فتمثّلت فيهم مدرسة علمية استوفت في عهد الإمام العسكري ( عليه السّلام ) كل متطلبات المدرسة العلمية من حيث المنهج والمصدر والمادة ممهدة به لعصر الغيبة الصغرى[1].

وقد أيّد الإمام العسكري ( عليه السّلام ) جملة من الكتب الفقهية والأصول الروائية التي جمعت في عصره أو قبل عصره وأيّد أصحابها وشكر لهم مساعيهم وبذلك يكون قد أعطى للمدرسة الفقهية تركيزا واهتماما يشير إلى أنّ الخط الفقهائي هو الخط المستقبلي الذي يجب على القاعدة الشيعية أن تسير عليه[2].

وكان من منتسبي هذه المدرسة أساتذة وطلابا في عهد أبناء الرضا ( عليه السّلام ) مجموعة قد أورد الشيخ المجلسي ( رضى اللّه عنه ) في موسوعته أسماءهم[3].

وقد أحصيت أسماء أصحاب الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) ورواة حديثه فبلغت 213 محدثا وراويا[4].

وإليك بعض ثقات الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وأصحابه :

- علي بن جعفر الهماني .

- أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري .

- داود بن أبي يزيد النيسابوري .

- محمد بن علي بن بلال .

- عبد بن جعفر الحميري القمي .

- أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري الزيّات والسمّان .

- إسحاق بن الربيع الكوفي .

- أبو القاسم جابر بن يزيد الفارسي .

- إبراهيم بن عبيد اللّه بن إبراهيم النيسابوري .

- محمد بن الحسن الصفار .

- عبدوس العطار .

- سري بن سلامة النيسابوري .

- أبو طالب الحسن بن جعفر .

- أبو البختري .

- الحسين بن روح النوبختي .

ومع ملاحظة حراجة الظروف المحيطة بالإمام العسكري وقصر الفترة التي عاشها إماما ومرجعا للأمة والشيعة فانّ هذه النسبة من الرواة تشكل رقما قياسيّا طبعا .

وكان لمحمد بن الحسن بن فروّخ الصفّار المتوفى سنة ( 290 ه ) مجموعة من المؤلفات تقارب الأربعين مؤلفا ، وقد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السّلام ) وقال : « له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد وزيادة كتاب بصائر الدرجات وغيره ، وله مسائل كتب بها إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري »[5].

وقد تضمنت كتبه مختلف أبواب الأحكام كالصلاة والوضوء والعتق والدعاء والزهد والخمس والزكاة والشهادات ، والتجارات ، والجهاد وكتاب حول فضل القرآن الكريم وبلغت كتبه - على ما أحصاه الأستاذ الفضلي - خمسة وثلاثين كتابا[6].

وقد اتّسم عهد الأئمة من أبناء الرضا ( عليه السّلام ) وهم - الجواد والهادي والعسكري ( عليهم السّلام ) - باتّساع رقعة انتشار التشيّع ، وكثرة العلماء والدعاة إلى مذهب أهل البيت ، واكتمال معالم وأبعاد مدرستهم الفقهية في المنهج والمادة معا .

ويتلخّص المنهج الذي سارت عليه مدرسة الفقهاء الرواة عن أهل البيت ( عليهم السّلام ) في نقاط جوهرية وأساسية تميّزها عمّا سواها من المدارس الفقهية وهي :

1 - اعتماد الكتاب والسنّة فقط مصدرا أساسيا للتشريع الاسلامي .

2 - ضرورة الرجوع في تعلّم العلوم الشرعية وأخذ الفتوى إلى الإمام المعصوم إن أمكن .

3 - لزوم الرجوع إلى الفقهاء الثقاة حيث يتعسّر الرجوع إلى الإمام المعصوم .

4 - الإفتاء بنصّ الرواية أو بتطبيق القاعدة المستخلصة من الرواية[7].

وبهذا وفّرت مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) - خلال قرنين ونصف قرن على الرغم من قساوة الظروف وبالرغم من افتتاح عدة جبهات للمعارضة مع الحكم القائم - كل متطلبات إحياء الشريعة الاسلامية وديمومتها واستمرارها حتى في عصر الغيبة . وهيّأت للمسلمين عامة ولشيعة أهل البيت خاصّة كل مقدّمات الاستقلال الفكري والسياسي والاقتصادي والثقافي وأعطتهم الزخم اللازم لاستمرار المواجهة مع الباطل الذي يترصّد الحق في كل زمان ومكان .

 

[1] تاريخ التشريع الاسلامي ، د . عبد الهادي الفضلي : 194 - 202 .

[2] حياة الإمام العسكري للشيخ محمد جواد الطبسي : 325 .

[3] بحار الأنوار : ج 50 ، المشتمل على حياة الأئمة الجواد : 106 والهادي : 216 والعسكري ( عليهم السّلام ) : 310 .

[4] حياة الإمام العسكري ( عليه السّلام ) : محمد جواد الطبسي : الفصل العاشر .

[5] الفهرست ، الشيخ الطوسي : 174 .

[6] تاريخ التشريع الاسلامي ، عبد الهادي الفضلي : 200 - 202 .

[7] تاريخ التشريخ الاسلامي ، عبد الهادي الفضلي : 202 - 211 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.