المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



العراق في عهد سيطرة القره قوينلو (1411-1467).  
  
1852   11:04 صباحاً   التاريخ: 2023-05-11
المؤلف : د. أيناس سعدي عبد الله.
الكتاب أو المصدر : تاريخ العراق الحديث 1258 ــ 1918.
الجزء والصفحة : ص 129 ــ 137.
القسم : التاريخ / التاريخ الحديث والمعاصر / التاريخ الحديث والمعاصر للعراق / تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي /

كانت قبيلة القره قوينلو (الخروف الأسود) يطلق عليها اسم البارانية نسبة الى قبائل الغز التركمانية التي نزحت من تركستان الغربية الى جهات اذربيجان وسيواس في اواخر القرن الثالث عشر الميلادي وتحديدا في عهد الايلخان المغولي ارغون (1284-1292)، وتمكنت من اقامة كيان سياسي لها في جنوب شرق الاناضول في الاراضي الواقعة شمالي بحيرة وان في ارمينية، على تخوم السلطنة المملوكية، ومملكة طرابزون المسيحية في جهات ارمينيا والبحر الاسود واتخذت ارغيش الواقعة في شمالي شرقي البحيرة عاصمة لها، وشاع اسمها قره قوينلو واصبح اصطلاحا خاصا بها لاشتهارها باقتناء الخروف الاسود، أو لان رايتها تحمل شارة خروف اسود. وتشير المصادر التاريخية الى ان عشيرة بهارلو، وهي بطن من قبيلة قره قوينلو اشتهرت بصرامة رجالها وشدة بأسهم، وتولى رؤسائها الزعامة بين القره قوينلو، وكان بيرم خواجة بن تورمش اول امراء القره قوينلو الذي تعاظمت شأن القبيلة في عهده، وقد نجح في توسيع حدود دولته بحكم اتصاله بالسلطان معز الدين اويس الجلائري، ووضع خدماته تحت تصرفه عام 1373، وعلى اثر وفاة هذا السلطان عمت الفوضى وشاعت الفتن والاضطرابات، فانتهز بيرام الفرصة واستولى على الموصل بعد حصار دام اربعة اشهر ثم احتل سنجار، وارغيش، واونيك عام 1374، وبعد وفاته عام 1381، خلفه في زعامة الامارة الناشئة اخوه مراد خواجة لمدة قليلة، فلما توفي تولى الزعامة تورمش بن بيرام خواجة، ثم ولده قره محمد، وقد اشتبك في حرب مع حاكم ماردين المدعو القاهر. وقد استمرت القره قوينلو في عهده في تقديم الخدمات للجلائريين في عهد السلطان احمد الجلائري الذي كان بأمس الحاجة الى قوتهم، وذلك لاستخدامهم في مواجهة التيموريين ومعالجة الاوضاع المضطربة في بغداد، وكان قره محمد قد زوج ابنته الى السلطان احمد الجلائري، وقد ارسله الاخير للقضاء على تمرد اخيه الشيخ علي عندما اعلن سلطنته على بغداد، كما انتهز فرصة الفوضى التي احدثتها حملة تيمور لنك على ايران فاستولى على تبريز وعين ولده مصر خواجه حاكما عليها، ولكن عودة تيمور الى ايران عام 1387 ادت الى فرار قره محمد، الذي دفع حياته ثمنا لتبعيته للدولة الجلائرية، اذ قتل في معركة ضد تيمور لنك جرت قرب تبريز عام 1389. غير أن موقف القره قوينلو من الجلائريين لم يتغير اذ استمر الامير الجديد قره يوسف بن قره محمد في مساندة السلطان احمد ضد التيموريين. مرت على الامارة ابان الغزوات التيمورية في اواخر القرن الرابع عشر سلسلة من الانتكاسات، فقد واجه قره يوسف بن قره محمد في اوائل عهده خطر تيمورلنك الزاحف الى غربي اسيا للقضاء على نفوذ الحكام المحليين ومنهم قره يوسف (1390-1420) نفسه والسلطان احمد الجلائري في العراق، فتحالف الزعيمان لمقاومته، غير انهما لم يصمدا طويلا في وجهه واضطرا الى الفرار الى الاناضول للاحتماء بالسلطان العثماني بايزيد الاول (1389-1403). فدخل تيمورلنك العراق في عام 1398 وكان قد سيطر على خراسان ومازندران وكردستان وأذربيجان وشروان وارمينيا وارزن الروم وارزنجان ثم تمكن من السيطرة مؤقتا على بغداد في عام 1402، ولكنه اجبر الى الفرار الى الشام مع حليفه احمد الجلائري، ثم توجها الى مصر لطلب المساعدة من السلطان الناصر فرج بن برقوق (1399-1412) الا انه قبض عليهما وزجهما في السجن حرصا على صداقته تيمورلنك بعد وفاة تيمورلنك، فقد اطلق الناصر فرج سراح قره يوسف زعيم قبيلة القره قوينلو حليفه احمد الجلائري، فتوجه قره يوسف في تشرين الأول 1406 على رأس الف مقاتل الى اذربيجان للسيطرة عليها، وكانت تحت حكم ابي بكر ميرزا بن ميران شاه واستولى في طريقه على قلاع عدة انتزعها من القادة التيموريين، فاصطدم به بالقرب من نخجوان وانتصر عليه وانتزع منه مدينة تبريز وطارده حتى جرجان وهزمه ثانية، وقتل ابي بكر ميرزا في المعركة وسيطر قره يوسف على كامل اذربيجان وبعد عامين تمكن قره يوسف من تحقيق نصر كبير على ميران شاه في معركة انتهت بمقتله. عقب ذلك هاجم قره عثمان البايندري زعيم الاق قوينلو وانتصر عليه، وضم ديار بكر الى املاكه واحتل الموصل خلال عامي 1408-1409. وسرعان ما اندلع الصراع بين حلفاء الأمس، اذ لم تعد امارة القره قوينلو ترى فائدة من تبعيتها للدولة الجلائرية، اذ ان دائرة نشاطها العسكري امتد ليشمل اجزاء مهمة من المناطق الخاضعة لنفوذ الدولة الجلائرية حتى انه عند وفاة تيمورلنك وعودة السلطان احمد الى بغداد كانت حدود الامارة قد اتسعت لتشمل اراض تمتد من اذربيجان الى ماردين والموصل الامر الذي دفع السلطان احمد الى التفكير في تقليص نفوذهم لاسيما وان الظروف السياسية الجديدة التي اعقبت مصرع تيمور لنك قد حكمت على الدولة التيمورية بالزوال وجعلت السلطان احمد لا يعبأ بالقوة العسكرية التي كانت تمده بها امارة القره قوينلو كما ان السلطان احمد كان يخشى من ان يتطور نفوذ القره قوينلو فيهدد مركزه في العراق ويؤذن بنهاية الحكم الجلائري. وهكذا شن السلطان احمد هجوما عام 1410 على القره قوينلو في جهات أذربيجان، غير ان قره يوسف وجموع القره قوينلو تمكنوا من الحاق هزيمة بالسلطان وجيشه، وقد اسر السلطان نفسه مع عدد كبير من قادته واتباعه، فامر قره يوسف بقتله لتنكره ونسيانه الجميل الذي اسداه القره قوينلو اثناء الغزو التيموري للدولة الجلائرية، ثم الحق به من تبقى من قادته واتباعه فالت الى القره قوينلو ممتلكات الجلائريين في جهات اذربيجان واهمها تبريز والسلطانية. بعد القضاء على السلطان احمد بعث قره يوسف ابنه محمد شاه الى بغداد، وكانت قد آلت حكومتها الجلائرية الى صبي يعرف بشاه محمود بن شاه ولد وهو حفيد السلطان اويس الجلائري، وكانت زوجة والده دوندو خاتون صاحب السلطة الفعلية في بغداد، وكان جل اهتمامها هو حماية العرش الجلائري والتشبث في حكم بغداد قدر الامكان. وقد ابتدعت حيلة من اجل ابعاد خطر القره قوينلو، اذ او عزت الى أحد الامراء المنقادين لها وهو بخشايش ليتولى حكومة بغداد موعزة له الترويج الى ان السلطان احمد مختبئ في بغداد وانه سوف يظهر بعد حين، وكانت الاشاعات قد دارت حول هزيمته ومقتله. ويبدو ان الترويج لفكرة اختفاء السلطان في بغداد كانت تجد اذانا صاغية من قبل بعض السكان، وقد انقسم سكان بغداد في وسط هذا الجو المشحون بالقلق والاضطراب بين مصدق ومكذب لفكرة بقاء السلطان حيا، بينما كانت حملة الشاه محمد في طريقها الى بغداد، وقد طلب بخشايش من دوند وخاتون ان تزوجه ابنتها. ويبدو ان بخشايش الذي وجد في هذه الظروف فرصة سانحة للاستئثار بعرش السلطنة عن طريق الزواج بأميرة من الاسرة الجلائرية، فضلا عن ذلك اراد ان يضمن ابقاء دوند وخاتون بجانبه حتى الفصل الاخير من اللعبة التي خططا لها سوية. ولم يكن امام دوندو خاتون التي احيط علما باقتراب الحملة من بغداد غير التظاهر بالموافقة، ثم عملت على اغتياله. ويبدو ان عبد الرحيم بن الملاح الحاكم الجديد لبغداد الذي شعر بالزهو لاستلامه مقاليد الحكومة، اخذ يروج بحماس لفكرة اختفاء السلطان، ثم أصدر الاوامر بتزيين بغداد أجمل زينة على شرف خروج السلطان احمد من المكان الذي يختبئ فيه. ويبدو ان مسألة الاشاعة التي راجت في بغداد بكون السلطان احمد ما زال حيا، كانت تستهدف ايهام الشاه محمد بقوة هذه المدينة، بحيث اضطر الى الانسحاب منها لفترة محدودة ومن ثم العودة اليها. وبينما كان البغداديون منهمكين في تزيين بغداد انسلت دوندو خاتون ليلا مع افراد اسرتها واموالها من بغداد نظرا لإدراكها استحالة الوقوف بوجه حملة محمد شاه، فاتجهت بسفينة الى واسط ومنها الى شوشتر متجنبة الوقوع بيد القره قوينلو الذين دخلوا بعد بضعة ايام بغداد عام 1411. وتبدو مشاعر الغضب ازاء ما حصل في بغداد واضحة في سلوكه تجاه الجماعة التي اشاعت فكرة بقاء السلطان احمد حيا وقرب ظهوره اذ طلب قائمة بأسماء كادت تستوعب معظم وجهاء بغداد الامر الذي جعل الشاه محمد يتردد في معاقبتهم جميعا واكتفى بقتل الشيخ احمد السهروردي باعتباره على رأس المروجين لتلك الاشاعة. تولى محمد شاه حكم بغداد متمتعا باستقلال اداري واسع طوال ولايته التي دامت 28 عاما، وقد قام بدوره بتوزيع المناصب لأقربائه في اهم المدن العراقية على شكل اقطاعيات استغلال (اولكة). وقد تدهور الوضع السياسي في العراق بعد احتلال الشاه محمد لمدينة بغداد وذلك لان سلطة القره قوينلو لم تكن تشمل الا بعض المراكز المهمة، ففي الوقت الذي كان للقره قوينلو حكم على مدن كركوك واربيل والموصل وداقوق والدجيل، فان باقي انحاء العراق ظلت بيد حكامها المحليين أو بيد حكام الاسرة الجلائرية السابقة، وقد نازع هؤلاء جميعا سلطة القره قوينلو، التي اتسمت بالضعف. اما قره يوسف فقد واصل عملياته العسكرية خلال عامي 1412-1414، فاتجه شمالا وهاجم شروان، والكرج، وسيطر على سلطانية وساوه وقزوين وطارم، ثم تقدم باتجاه الغرب حتى وصل الى حلب ونعرف انه اضطر الى مهاجمة العراق مرة ثانية عندما امتنع ابنه شاه محمد عن تقديم الاموال المترتبة على حكومته فحاصرها في عام 1418 واجبر ابنه على تسليم الاموال. من جانب اخر وضعت الرغبة في التوسع قره يوسف وجها لوجه امام شاه روخ الحاكم التيموري على خراسان، بفعل تجاور املاكهما، وقد خشي شاه روخ من امتداد النفوذ التركماني الى اراضيه، فنهض للقضاء على قره يوسف غير ان مرضا الم به وتوفي عام 1420. بعد وفاة قره يوسف بدأت المنافسة على اشدها بين ولديه اذ سعى اسكندر للسيطرة على تبريز، بينما كان اسبان يطمح الى انتزاع بغداد من اخيه محمد شاه وقد تمكن من تحقيق ذلك لاحقا. ونتيجة سيطرة اسكندر على اذربيجان اضطر الى مواجهة الامبراطورية التيمورية، وكان شاه روخ يتقدم باتجاه اذربيجان، وجرى اللقاء الدامي بينهما في عام 1420،اسفر عن انتصار شاه روخ وفر اسكندر مع اخيه جيهان شاه من ارض المعركة، ودخل القائد التيموري اذربيجان وبعد ان رتب اوضاعها عاد الى خراسان استغل اسكندر عودة شاه روخ الى بلاده، فجمع قواته وهاجم الحاميات التيمورية في اذربيجان، فطردها واستعاد البلاد، وهاجم شروان وأران وبلاد الاكراد، واستولى على السلطانية التابعة لشاه روخ في عام 1429، فاضطر الحاكم التيموري للعودة الى اذربيجان للمرة الثانية لتأديب اسكندر، فاصطدم به في سلماس في اذربيجان وعلى الرغم من استبسال الامير التركماني الا انه تعرض لهزيمة قاسية، وفر من ارض المعركة باتجاه الاناضول، وعاد شاه روخ بعد انتصاره الي خراسان. وفي الوقت الذي كان اسكندر يقارع بقايا الامبراطورية التيمورية اندلع الصراع على العراق، ففي عام 1421 راسل أكثر وجهاء بغداد السلطان اويس الثاني الجلائري الذي كان يحكم شوشتر من اجل استعادة بغداد وبالفعل قدم هذا وحاصرها، الا ان امر المراسلة قد انكشف فامر محمد شاه بالقبض على جميع من لهم علاقة بها وعددهم أحد عشر شخصا، وقتلهم، اما اويس الثاني فقد فشل هجومه وقتل. هذا ولم ينجو العراق من هجمات الامبراطورية التيمورية، ففي عام 1434 أرسل ابراهيم بن شاه روخ الذي كان حاكما على شيراز من قبل والده جيشا الى البصرة للسيطرة عليها، ووقعت معركة بين اهالي البصرة والقوات التيمورية التي هزمت فيها وتراجعت ثم تعرضت بغداد الى هجوم واسع في العام نفسه شنه اسبان بن قره يوسف في محاولة لانتزاع الولاية من اخيه محمد شاه، وبعد معارك طاحنة سيطر اسبان على بغداد والحلة وواسط وهرب محمد شاه ثم قتل وحكم اسبان بغداد بصورة مستقلة عشر سنوات حتى وفاته في عام 1444. وقد اراد اسبان السيطرة على اربيل فأرسل حملة حاصرت المدينة، فلما عجز عن احتلال القلعة، أرسل بعض جنوده اليها بحجة هروبهم منه، وأرسل معهم سماً ليرمونه في ابار القلعة، ففعلوا ذلك، مما ادى الى وفاة عدد كبير من الناس نتيجة تسميم مياه الابار مما سهل عليه احتلال القلعة. اما اسكندر فقد واجه حملة ثالثة من قبل شاه روخ في عام 1435 نتيجة استعادته لأذربيجان مرة ثانية. ولكن انضمام جيهان شاه وبعض امراء القره قوينلو الى صفوف التيموريين، بعد فشل اسكندر في حسم الصراع لصالحه مع شاه روخ اجبر اسكندر علي الفرار من امامه من دون قتال متوجها الى الاناضول للاحتماء بالعثمانيين، وقد تصدى له قره عثمان البايندري قرب ارزنجان لقطع الطريق عليه، لكنه جرح في القتال الذي جرى بينهما وتوفي على أثرها في اب 1435 وقد استاء اسكندر من انقلاب اخيه عليه وانضمامه الى شاه روخ فهاجمه الا انه تعرض للهزيمة وفر الى نخجوان، حيث قتل على يد ابنه قباذ في عام 1437. خلفه اخاه جيهان شاه، الذي وصلت امارة القره قوينلو في عهده الى ذروة قوتها، وكان تابعا لشاه روخ الذي اضاف اليه حكم فارس وكرمان والعراق، الذي يحكمه فولاذ ابن اسبان، فقاد جيهان شاه جيشه وحاصر بغداد في عام 1445 مدة ستة أشهر تمكن في نهايتها من دخولها فخربها وسجن فولاذ الذي لم يلبث ان توفي في سجنه، وقد ربطت بغداد مباشرة بتبريز، ووليها ابن السلطان جيهان شاه محمدي ميرزا (1447-1449)، ثم حكمها بعده ابنه الاخر بير بوداق (1449-1467). وكانت وفاة الحاكم التيموري في عام 1447 قد غيرت الاوضاع السياسية في المنطقة، فقد اعلن جيهان شاه استقلاله عن التيموريين، وتمسك بما تحت يده من املاك، واراد ان يتوسع على حسابهم، فزحف شرقا واستولى على سلطانية وقزوين واصفهان في عام 1452 وفارس وكرمان في العام التالي وتلقب بلقب سلطان وخاقان، ثم استولى على هراة عاصمة التيموريين في عام 1458، غير انه توقف عن الزحف فجأة، ويعود السبب في ذلك الى ان توسع جيهان شاه اثار ضده كلا من ابي سعيد بن شاه روخ الذي نهض من تركستان على رأس جيش كبير لاستعادة املاك التيموريين ولاسيما العاصمة هراة، واوزون حسن زعيم الاق قوينلو الذي خشي من ان يهدد جيهان شاه املاكه في ديار بكر. وواجه جيهان شاه خطرا ثالثا تمثل بثورة ابنيه حسن علي في اذربيجان، وبير بوداق حاكم فارس والعراق، وكان قد استولى على بغداد وأعلن ثورته منها. وهكذا وقع جيهان شاه بين فكي كماشة التيموريين من الغرب والاق قوينلو من الشرق، فاضطر عن التوقف عن متابعة الزحف للاستعداد لمواجهة هذه الاخطار. وقد عمل جيهان شاه علي تصفية مشاكله مع ابي سعيد فعقد صلحا معه تنازل له بموجبه عن خراسان وعاد الى تبريز. لقد شجع الصراع المتواصل بين القره قوينلو وبقايا الامبراطورية التيمورية، بير بوداق على الاستقلال عن حكم ابيه السلطان جيهان شاه وكان بير بوداق قد اظهر طموحا كبيرا لمد نفوذه على اجزاء اخرى من ممتلكات القره قوينلو، دفعه للإغارة على مناطق تعد اداريا ضمن نفوذ امراء آخرين من عائلة القره قوينلو. كما انه لم يتوان عن الزحف الى تبريز منتهزا فرصة غياب ابيه جيهان شاه عنها وانشغاله في بلاد الكرج، وذلك خوفا من ان تقع بيد غيره اذا ما طرأ حادث لوالده ولكنه عاد ادراجه الى بغداد بعد عودة جيهان شاه معتذرا بخوفه من سيطرة امراء اخرين من القره قوينلو عليها. وقد اضطر جيهان شاه الى قبول هذا العذر على مضض منه. والملاحظ ايضا ان بير بوداق كان يتطلع دائما نحو شيراز، لذا فانه عمل ما في وسعه من اجل مساومة والده وحثه لضمها الى دائرة نفوذه، وقد شجعته على ذلك طلبات ابيه المتكررة لتعزيز نفوذ القره قوينلو في فارس. ففي عام 1452، قاد. بير بوداق حملة من اجل الاستيلاء على شوشتر من اجل ضمها الى دولة القره قوينلو، بعد وفاة سلطانها محمد بن بايسنقر التيموري، فكان له ما اراد وبعد عامين ترأس بير بوداق مع ابيه لاستعادة اصفهان الى حظيرة الدولة، وفي عام 1460 قاد حملة ثانية لقمع عصيان اندلع في اصفهان ايضا. ويبدو ان جيهان شاه اقتنع في النهاية بضرورة مكافئة ابنه، الا انه كان يخشى من تعاظم نفوذ ولده بحيث ينتهي به الامر الى السيطرة على تبريز نفسها، فعرض علي ابنه حكم شيراز بعد ان الت اليه مدينة شيراز والتخلي عن بغداد، ولكن بير بوداق كان يطمع بالاثنين معا، فتجاهل عرض ابيه مفضلا حكم بغداد على شيراز ولعل السبب في ذلك هو ان بغداد البعيدة نسبيا عن مركز دولة القره قوينلو في تبريز التي كانت في وضع استراتيجي أفضل من شيراز. لا شك ان سياسة جيهان شاه هذه تركت اثارا سيئة لدى بير بوداق لذلك نراه يعمد الى جمع ارباب الحرف والصناعات في مدينة شيراز فيلحقهم بركبه ثم يسرع الخطى نحو مدينة بغداد خشية وصول امير جديد عليها، فلما وصلها عام 1462 عمل على قطع الأموال عن ابيه مدة ثلاث سنوات على التوالي، الأمر الذي ادى الى نشوب الحرب بينهما. لذا توجه جيهان شاه الى بغداد ووصلها عام 1466، وفرض عليها الحصار. شعر بير بوداق بان حكمه شارف على الزوال، ولذلك قرر التشبث والمقاومة حتى النهاية. اما جيهان شاه فلم يكن امامه سوي القضاء على بير بوداق الذي اجبره على قيادة حملة توجه خلالها من تبريز الى بغداد ومهما يكن من امر فقد كان الحصار شديدا على اهالي بغداد الذين لاقوا الأمرين من عنت وعناد المقاتلين. وشهدت المدينة مجاعة مخيفة اضطرت الكثير من السكان الى ترك المدينة واللجوء الى معسكر جيهان شاه مجازفين بحياتهم بالرغم من العقوبات الصارمة التي كان بير بوداق يوقعها بالفارين أو بذويهم واخيرا استسلم بير بوداق وطلب الامان وهكذا فتحت ابواب بغداد عام 1467 غير ان بير بوداق لقي حتفه على يد اخيه محمد ميرزا. اما ثورة حسن علي الابن الثاني لجيهان شاه فقد نجح الاخير من اخمادها، ثم التف لحسم الصراع مع الاق قوينلو وكان اوزون حسن زعيم قبيلة الاق قوينلو في ديار بكر قد اغتنم حالة الانشقاق التي حدثت بين جيهان شاه وولداه، وما رافق ذلك من اضطراب، فمد سلطته الى المناطق المجاورة التابعة للقره قوينلو، فزحف جيهان شاه على رأس جيشه الى ديار بكر في عام 1467، غير ان شتاء ذلك العام كان قاسيا فتعذر عليه متابعة الزحف وتوقف في سنجاق، فباغته اوزون حسن وقتله وهو يهم بالفرار وذلك في 11 تشرين الثاني 1467، كما اسر ولداه محمدي ميرزا، وابو يوسف ميرزا ثم سار اوزون حسن بعد انتصاره الى بغداد وحاصرها ولكن حاميتها قاومت، فاضطر الى رفع الحصار والتوجه الى تبريز للقضاء على حسن علي الذي تولى السلطة هناك بعد مقتل والده جيهان شاه وكان دولة القره قوينلو قد تضعضعت بعد مقتل جيهان شاه وفقدت اهميتها ولاسيما في عهد ابنه حسن علي، الذي لم يحسن تدبير الأمور، واسرف في تبذير الاموال، وقتل عددا من امراء القبيلة، ولما تعرض لهجوم اوزون حسن هرب الى همدان وربما قتل على يد احد اتباعه أو انتحر في نيسان،1469 كما قتل اخوه ابو يوسف عندما حاول احياء الامارة في فارس. وفي بغداد الت حكومتها الى الامير بير محمد الطواشي بن زينل الذي اشترك في قتل بير بوداق وحكمها مدة ثلاث سنوات (1467-1470)، ثم تولاها الامير حسين علي بن زينل مدة عام واحد واخيرا تولاها منصور بن زينل قرابة شهرين الذي بمقتله انقرض حكم قره قوينلو في العراق ليبدأ عهد امارة تركمانية جديدة هي الاق قوينلو.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).