أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-29
1246
التاريخ: 2023-04-30
1439
التاريخ: 2023-04-15
1589
التاريخ: 2023-05-06
1025
|
ظلت القبائل العربية بالرغم من وجود تنظيمات الجيش في اواخر العصر العباسي القوة الاحتياطية العسكرية التي ترفد بالمقاتلين في اوقات تعرض الدولة العربية للأخطار الخارجية. وهبت تلك القبائل ملبية نداء الخلافة العباسية للتطوع في جيوشها لرد المغول، وقد كان لإسهام القبائل العسكري في مقاومة ومواجهه الغزو المغولي الاثر الفعال في استمرار اعتداءات الجيش المغولي عليها، وهذا ما دفعها على الانسحاب الى البوادي تحتمي بها من ارهاب الغزاة ومن هناك قادت المقاومة المسلحة في الريف وفي البادية وحتى في بعض المدن. وتمكنت بعض القبائل العربية في عهد الاحتلال ان تطرد الوجود المغولي من مناطق عديدة وتقصره على المدن الرئيسة حيث تتركز قواته واهم القبائل العربية كانت ال ربيعة، وال فضل ومواقع سكناهم تمتد من حمص وقلعة جعبر الى الرحبة، ثم على شقي الفرات وأطراف العراق الى البصرة. وقد فرضت وجودها وسيطرتها على مناطق غربي العراق وجعلته خارج أطار نير الاحتلال الاجنبي. وبسبب قوة تلك القبائل ودقة تنظيمها وطابعها العسكري وقدرتها على حفظ الامن في البادية فان دولة المماليك في مصر والشام حاولت استمالتها وارضائها وعهدت الى رؤسائها الذين سمتهم امراء العرب حماية قوافل التجارة القادمة من العراق الى الرحبة على الفرات، ثم منها الى مدن الشام والمناطق الأخرى، وكانت هذه الطريق تقع ضمن مناطق نفوذ ال فضل. وبهذا يكون الطريق التاريخي الرئيس الذي يربط العراق ببقية اقطار المشرق العربي بقي مفتوحا، وقد استفادت من ذلك دولة المماليك حيث سارعت الى استغلال فزع القبائل من الارهاب المغولي واثارة عاطفتهم الدينية في الانتقام الى الخلافة الاسلامية، فكسبتها الى جانبها في صراعها مع الخطر المغولي، وكان افرادها ينقلون اخبار التحرك المغولي ومن مآثر ال فضل ما قاموا به من دور مشهور في معركة عين جالوت عام 1260م ضد المغول وكان امير العرب آنذاك هو الامير شرف الدين عيسى بن مهنا بن مانع الذي اشترك مع الملك المظفر قطز حاكم مصر وكان النصر حليفهم. وبهذا فان دور العرب من ال فضل الطائيين لم يقتصر على حفظ طرق المواصلات فقط بل شاركوا في الجيش المملوكي وفي رد الغزاة والدفاع عن البلاد فاستعان المماليك بهم في عملياتهم العسكرية ضد المغول، وتمثلت هذه المشاركة بالتجسس على الاعداء والمحافظة على أطراف البلاد وفي الاستكشاف والمعارك. وحقق المماليك بواسطتهم ضغطا عسكريا متواصلا على السلطة المحتلة في العراق. وقد استمر ال فضل الطائيين في الوقوف بجانب المماليك ضد المغول واوقعوا بهم خسائر عسكرية جسيمة في معركة حمص عام 1282م. غير ان العلاقة بين دولة المماليك والقبائل العربية من ال فضل الطائيين لم تكن ودية دائما، فقد تخللتها فترات من الخلافات لاعتزاز تلك القبائل باستقلاليتها وشعورها بحقها في اتخاذ القرارات التي تتناسب مع مصالحها بغض النظر عن رضا او عدم رضا المماليك عنهم، ومن ذلك اشترك مهنا بن عيسى بعد توليه إمارة العرب (1284م) مع الامير قراسنقر في العصيان والخروج عن طاعة سلطان مصر الذي قام بعزله و عين مكانه الامير فضل بن عيسى فتوجه مهنا الى العراق و نزل هو وعربه على شاطئ الفرات الاعلى من عانة الى الحلة، فاقطعه الخان المغولي خدابندة الحلة فجعل ولد سليمان عليها وعين له نوابا بالبلاد الفراتية يستخرجون له الاموال من عنة الى الانبار. والسبب الذي دفع بالحاكم المغولي الى تقريب مهنا بن عيسى هو انه كان يطمع في السيطرة على الديار الشامية اخراج المماليك المصريين منها. وامل في وقوف امراء طي بجانبه نظرا لمعرفته بقوتهم العسكرية ونفوذهم وسيطرتهم على البادية. وقد سار فضل بن عيسى مع أحد امراء طي الى السلطان الايلخاني ابي سعيد وقائده جوبان واجتمع بهما وأهدى لهما خيولا عربية فاقطعه جوبان البصرة. لكن سوء التفاهم لم يستمر طويلا فبعد عودة مهنا بن عيسى الى البادية نجحت الوساطة بينه وبين المملوكي الناصر، فأذن له في ان يستمر في اقطاعه ببلاد الشام، وهكذا استطاع ان يملك اقطاعين أحدهما في العراق والاخر في الشام، وظل يتردد بين البلدين، وينال الخلع والعطايا من الجانبين. وكان يحرك اولاده وعشيرته فيثورون إذا ما تأخر ملوك الشام والعراق عن تقديم العطايا والمنح اليه. وكانت أعظم هذه الثورات التي قام بها ابنه سليمان في عام 1315م فقد اغار مع عشيرته على تدمر وخربها. ومن الملاحظ ان سياسة امراء ال فضل خلال هذه الفترة كانت الحصول على أعظم ما يمكن من منافع من الجانبين المغولي والمملوكي فظل مهنا يستقبل مبعوثي الطرفين، وبقي يقيم في وسط البادية ولا يذهب الى اي من الفئتين. لقد أحس الحاكم المغولي جوبان بالقوة العسكرية لهذه القبائل العربية في المنطقة الغربية من العراق وتزايد نفوذها وهيمنتها فسعى لتوطيد العلاقة بينه وبين الملك الناصر سلطان مصر ليتخلص من خطرهم. ففي عام 1230م أرسل رسلا الى سلطان مصر وتم الاتفاق على عقد صلح بين الطرفين وكتب الملك الناصر كتابا الى الحاكم المغولي ذكر فيه ان العرب من ال مهنا قد كثر فسادهم في البلاد، وانهم خارجون عن طاعة السلطان المصري فيجب على الايلخان المغولي ان لا يمكنهم من بلاده ايضا ومن ذلك يظهر ان المماليك و المغول تضايقوا من سيطرة هؤلاء العرب على الحدود الشامية العراقية. لقد مارس ال فضل الطائيين مهمة المحافظة على طريق الحج بين العراق ومكة. ومن الواضح ان نفوذ وهيبة تلك القبائل العربية قد مكنتها من المحافظة على الامن والنظام على القبائل الاخرى ضمن منطقتها والاهم من ذلك تامين سلامة طريق الحج والطرق التجارية ولهذا السبب كان سلاطين مصر ونوابهم في دمشق وحلب يحاولون دائما فرض سيطرتهم عليهم واستخدام كل الوسائل والسبل لإرجاعهم تحت نفوذ السلطنة عندما يثورون لان بقائهم خارج السلطة المملوكية يعني استمرار التهديد لمصالحها بمهاجمة القوافل التجارية، وطريق الحج وعدم الاستقرار في البادية. فمن المؤكد اذن انه لو لم تكن هذه القبائل على مستوى عال من الضبط العسكري وحسن التسليح وكثرة المقاتلين والروح العسكرية لما تمكنت من تحريرها لأجزاء كبيرة من العراق واجبار السلطة المحتلة على القبول بها كحقيقة قائمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا دون ان تتمكن من القضاء عليها. والواقع انه إذا كانت السيادة العشائرية ومقاومة الاحتلال بين الحجاز والعراق وسوريا لقبيلة طي وامرائها فلا يعني ذلك ان القبائل العربية الاخرى في وسط وجنوب العراق قد خلدت الى السكينة و استسلمت للمحتلين الغزاة، ففي الحقيقة لم يتوقف نشاطها الا لبعض الوقت حيث عادت الى الاغارة على المدن وقطع طرق الحجاج والمسافرين في المناطق الجنوبية، وظلت البطائح مأوى للفارين من وجه الحكومة والثائرين عليها. وكانت السلطة المحتلة تلجأ الى تسيير الحملات العسكرية ضدهم لضرب قواهم العسكرية كما حدث في عام 1281م فعندما وصل اباقا خان الى العراق ارسلت قوة من الجيش المغولي الى واسط فنهبوا الاعراب. كان لقبيلة خفاجة السلطة في انحاء الكوفة والمواطن الجنوبية منها فيذكر ابن بطوطة الذي زار العراق في اواخر العهد المغولي بانه عندما سافر من النجف الى البصرة كان بصحبة من عرب خفاجة ووصفهم بأنهم ذوو: "شوكة عظيمة وباس شديد، ولا سبيل للسفر في تلك الاقطار الا في صحبتهم". وقبل ان يصل الى واسط عند مسيره بجانب الفرات مر بموضع يسمى العذار وهو غابة قصب في وسط الماء يسكنه اعراب يعرفون بالمعادي يتحصنون بتلك الغابة ويمتنعون بها ممن يريدهم. اما عن قبيلة بني اسد التي كانت تقطن في انحاء الحلة وجنوبي واسط فذكر ابن بطوطة انهم كانوا ساكنين تلك الجهة وعندما خرج لزيارة احمد الرفاعي كان بحماية ثلاثة من عرب بني اسد. وكانت القبائل العربية فضلا الى سيطرتها على مناطق واسعة من العراق وجعلها بعيدة عن هيمنة الغزاة فإنها كانت تنتهز ضعف الحاكم وتتحداهم بإعلان الثورة كما حدث في عام 1284م حيث ثار العرب في جنوب العراق وأطراف واسط فهاجمهم المغول وقتلوا عددا منهم ونهبوا اموالهم. وفي عام 1293م ثار العرب في عين التمر والكبيسات ولما هاجمتهم القوات المغولية لاذ بعضهم بالفرار الى منطقة الاهوار والمستنقعات وغالبا ما كانت ثورات العرب تشتد عندما يشرع المغول بمهاجمة بلاد الشام من اجل مشاغلة الجيش واضعافه كما حدث عام 1298م حيث انتفض العرب في البطائح وهاجموا القوافل التجارية فاشغلوا السلطان غازان واخروا حملته لغزو الشام، لاضطراره لتسيير بعض فرقه إليهم. وهكذا ساهم العراقيون في المقاومة العسكرية للغزاة المغول ففي عام 1258م اجتمع جيش منهم وانضم إليهم عدد من جند الشام وحرروا الاراضي الواقعة في طريقهم نحوا الموصل واربيل ودخلوا الموصل فاضطر حاكمها الى الفرار. وانتفض العراقيون في شهرزور في عهد السلطان اولجايتو عندما كان يستعد لمهاجمة حلب فاضطر الى ارسال بعض فرق الحملة الى مطاردتهم مما ادى الى اضعاف قواته وتأخرها فلم تصل سوى الرحبة على الفرات واضطرت الى التراجع.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|