المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



نظريات المنظمة - النظريات السلوكية  
  
2786   02:23 صباحاً   التاريخ: 2023-05-04
المؤلف : الدكتور هنري انطوان سميث
الكتاب أو المصدر : تكنلوجيا ادارة المشاريع الهندسية والمقاولات
الجزء والصفحة : صفحة 68 - 75 الفصل الثالث ( طبيعة المنظومة ومفهومها )
القسم : الهندسة المدنية / الادارة الهندسية /

النظريات السلوكية : Behavioral Theories

لقد أثارت النظريات التقليدية (Classical Theory) وخصوصاً حركة الإدارة العلمية، موجة من الانتقادات لدى العديد من الباحثين الذين أشاروا إلى ضرورة خلق التوازن الهادف بين الأبعاد المادية والإنسانية، إن المشروعات الهندسية لا تعتبر تنظيماً مادياً فقط ولكنها تتضمن تنظيماً إنسانياً، حيث إنها تعتمد على الطاقة الإنسانية في تنفيذ كافة الفعاليات أو النشاطات؛ لذلك تعتبر النظريات السلوكية (Behavioral 'Theories) أو كما تسمى في بعض المراجع بالمدرسة الإنسانية (Human School) اتجاهاً فكرياً متميزاً في الفكر الإداري قياساً بما جاء به فردريك تایلر.

هناك ثلاث مداخل رئيسية للمدرسة السلوكية وهي مدخل علم النفس (Psychology) وهو علم دراسة السلوك الإنساني شاملاً الأفراد والجماعات وطبيعة التعامل والسلوك داخل المنظمة، والمدخل الثاني هو علم الاجتماع (Sociology) الذي يهتم بدراسة الإنسان وعلاقته بالبيئة المحيطة به، كما يركز على دراسة العلاقات الاجتماعية وتحليلها وتركيبة البيئة الاجتماعية التي تؤثر على السلوك الإنساني.

أما المدخل الثالث للعلوم السلوكية فهو علم دراسة الإنسان (Anthropology) الذي يتعلق بدراسة أنماط السلوك البشري السائد في أي مجتمع، مع وضع تصور للمظاهر الحضارية المميزة لهذا المجتمع.

ومن رواد المدرسة السلوكية ألتون مايو (1939 -Elton Mayo) الذي تناول في دراساته التجريبية الجوانب المتعلقة بالمتغيرات السلوكية للمنظمة، وهناك إشـارة واضحة تناولتها مدرسـة التـون مـايـو وهـي أن الفرد لا يعمل بمعزل عـن الوسـط الاجتماعي لتفاعله ، الآخرين، بل في إطار هادف ومتفاعل مع فريق العمل، فهـو يتأثر بهم من حيث القيم والمعتقدات والطموحات الجماعية، ويعتبر أي مشروع هندسي بمثابة نظام اجتماعي تتفاعل فيه الطاقات الفردية، كما يعمـل الأفراد في إطار تحقيق التوازن بين اتجاهات الجماعة واتجاهات الفرد ذاته.

لقد تم التأكيد في مدرسة العلاقات الإنسانية لمايو على أهمية التنظيم غير الرسمي (Informal Organization) وعبرت عنه بالقيم وبأنماط السلوك التي لا تحددها القواعد والسياسات الرسمية، وإنما تنشأ بصـورة تلقائية نتيجة لتفاعـل الأفراد مع بعضهم البعض في المشروعات أو المنظمات، أما بالنسبة للتنظيم الرسمي ,(Formal Organization) وكما هو معروف في المدرسة الكلاسيكية، فهـو يتحدد بقواعد وأنماط معينة تتسم بالثبات والاستقرار؛ لهذا فإن إيجاد سبل التنسيق بين كلا النوعين من التنظيم يعـد ذات أهمية خاصة في تطوير المنظمات وتحقيق أهدافها، ولقـد أسهمت نظرية مايو في مواجهة وانتقـاد النظرية التقليدية التي صورت التعامل مع الفرد وكأنه قيم أساسها المنطق الاقتصادي.

لقد أسهمت حركة العلاقات الإنسانية وخصوصاً دراسات مايو إلى تغير إيجابي في الفكر الإداري، كما أدت إلى توسيع نطاق عمل الباحثين بالنهوض في مجال تطوير المؤسسات والمنظمات الإنتاجية، ومن أهم المفاهيم التي نتجت عن دراسات ألتـون مايو ما يلي:

1- البحث عن أفضل السبل في تهيئة التكامل والتفاعـل الهـادف بين التنظيمين الرسمي وغير الرسمي .

2- أثر الحوافز المعنوية إلى جانب المادية في زيادة الفاعلية للعاملين وبالتالي رفع مستوى الإنتاجية.

3- طبيعة العلاقات التنظيمية بين المستويات العليا والدنيا وأنماط التفاعل بينهما.

4- إعطاء القيادة الجماعية والمشاركة في اتخاذ القرارات اهتماما خاصا وذلك لتوحيد الجهود في تحقيق أهداف المؤسسة.

5- وضع تصور جديد عن طرق الاتصالات بين الأفراد، مع الأخذ في الاعتبار كافـة الأبعاد التنظيمية الرسمية وغير الرسمية.

افتراضات دوکلس مكريكور :Doughlas Megegor

تستند نظرية الفلسفة الإدارية لمكريـكـور عـلى كـل مـن النظريات الكلاسيكية والإنسانية وذلك من خلال تعرضه للجوانب الافتراضية للفكر الكلاسيكي في نظرية س (X)، والتصورات الفكرية لمدرسة العلاقات الإنسانية من خلال نظرية ص (Y) والتي يؤمن بها هو شخصيا. ويمكن تلخيص كـل مـن النظرتين حسب افتراضات مكريكور كالتالي:

نظرية س (x):

تعتمد نظرية (×) على مجموعة من الافتراضـات الأساسية حول السلوك الإنساني للأفراد، ومن أهمها:

1- أن الأفراد بطبيعتهم لا يحبون العمـل وهـذا متأصـل في تكوينهم السلوكي ويحاولون تجنب العمل وخاصة أية أعمال جديدة توكل إليهم، وهذا بالطبع يؤثر على إنتاجيتهم.

2- تؤكد هذه النظرية على ممارسة القسوة في التعامل مع الأفراد العاملين وتوجيههم نحو تحقيق الأداء الإنتاجي الأعلى، كما يجب إخضاع العاملين للرقابة الشديدة وذلك لكراهيتهم للعمل.

3- يرغب معظم الأفراد في تجنب المسؤولية ويفضلون الحصول على التوجيـه مـن قبل أشخاص آخرين في الإدارة وهذا يتطلب وجود إدارة قوية لتوجيه نشـاط هؤلاء الأفراد للوصول إلى مستوى أفضل من الإنتاجية.

ويعتبر مكريكور نظرية (×) مثل نظرية "العصا والجـزر" ( The Carrot And Stick Theory) التي تعتمد على الرقابة والتوجيه والتهديد بالعقاب، وهذه النظرية في رأي مكريكور لا تشكل حافزاً لدى الأفراد العاملين نحو الأداء الأفضل.

نظرية ص : (Y)

تخالف نظرية (Y) نظرية (×) حيث تهتم هذه النظرية بشكل إيجابي وجـدي باحتياجات الأفراد العاملين، وكذلك بالجانب الإنساني للإنتاج، إن نظرية (Y) تنظر للعاملين على فطرتهم الطبيعية كبشر يحبون العمل بطبيعتهم، كما أن هذه النظرية تؤمن بإشباع حاجات الأفراد الأساسية مثل الطعام والشراب والمسكن والأمان أولاً ثم توجيه وإدارة هؤلاء الأفراد بشكل ينمي قدراتهم الإنتاجية.

كذلك فإن الأفراد حسب هذه النظرية لا يحبون المراقبة الشديدة عليهم، بل إنهم يعملون من تلقاء أنفسهم بشكل جدي ويعملون بحيوية أكثر أملا في المكافأة المادية والمعنوية لا خوفاً من العقاب، ويلاحظ أن هذه النظرية ركزت على السلوك الإنساني وعلى الأسلوب الديمقراطي في القيادة والإشراف كما أنها شجبت الأسلوب الاستبدادي في القيادة.

يؤكد مكريكور في نظريته (Y) على الجوانب المتعلقة بـدور المشاركة الفاعلة للأفراد، وكذلك على أهمية القيادة الإدارية في الإسهام في تحقيق أهداف المنظمة وأهداف الأفراد العاملين معاً، ومن بين افتراضات نظرية (Y) الآتي:

1- تحديد الوصف الكامل والمستلزمات العامة للوظائف بغية تحقيق الأهـداف الرئيسية للمنظمة.

2- تحديد الأهداف الثانوية أو الفرعية من الأهداف الأساسية ووضع برنامج زمني لتنفيذها خلال مدة زمنية محددة.

3- المتابعة الفنية والإدارية للتأكد من تحقيق الأهداف الفرعية والرئيسية.

4- تقييم النتائج ومعرفة المشاكل إن وجدت وتشخيص مسبباتها بموضوعية واتخاذ السبل التصحيحية علاجيا ووقائياً.