أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
29480
التاريخ: 12-1-2016
2261
التاريخ: 12-12-2015
5444
التاريخ: 14-1-2016
6548
|
الوصف النباتي للنخيل
ينتمي النخيل لمجموعة النباتات ذوات الفلقة الواحدة Monocotyledons ولرتبة Palmales والتي تعتبر واحدة من أهم الرتب النباتية المعروفة والتي ينتسب اليها الفصيلة Painaceae وفيها أنواع نباتية عديدة من النخيل تنتشر في معظم المناطق الحارة وشبه الحارة من العالم، كما أن بعضها يعيش في المنطقة المعتدلة فهي تضم بالإضافة الى نخيل التمر، نخيل جوز الهند وأنواع أخرى تحمل ثمارا صالحة للأكل أو تنتج الزيت وكذلك كثير من أنواع نخيل الزينة الجميلة، وبعضها يسيل منها عصارة غنية بالسكر.
أما نخلة التمر Phoenix dactylifera L. والتي لها أهمية تاريخية ودينية وغذائية وعلاجية والتي تشمل مئات الاصناف في مناطق زراعتها، فهي تزرع من أجل ثمارها بالدرجة الاولى. فقد كانت ومازالت غذاء العرب في بواديهم وترحالهم، لما لهذه الثمار من قدرة عالية على الحفظ، كما أن أصنافها متعددة في مواصفاتها الطرية ونصف الطرية والجافة، وقد تميزت بعض الاصناف لبعض الاقطار ففي العراق يعتبر الصنف الزاهدي من أشهر الاصناف في العراق بالإضافة إلى أصناف الساير والحلاوي والخضراوي، وفي تونس والجزائر يوجد صنف دقلة نور، وفي مصر الصنف الحياني والزغلول.
جذع النخلة
شجرة النخيل من وحيدات الفلقة المتميزة بساق وحيدة، اسطوانية، غير متفرعة (عدا في حالات نادرة)، متماثلة في سمكها، بسبب غياب طبقة النسيج المولد الثانوي، وتنحصر منطقة نمو النخلة وانقسام الخلايا وتكاثرها في المنطقة الطرفية من الجذع المعروفة باسم البرعم الطرفي ومن هذه المنطقة تتجه النخلة في نموها للأعلى وبمعدل 30 - 90 سم سنويا. وينتشر حول هذا البرعم الطرفي السعف الجديد ويخرج من أبط كل سعفة برعما في الغالب وكلما اندفعت الفسيلة ( النخلة ) في النمو فأن قطر جذعها يزداد ويتسع حتى اذا اكتمل نمو السعف وأوشك أن يجف بلغ الجذع أقصى تضخمه. ويستغرق زيادة سمك الجذع ( استغلاظ ) بضعة سنين حتى يتم ويختلف قطر الجذع في التخيل من صنف لآخر ولكنها تتراوح ما بين 40 - 90 سم، ويكون بسمك واحد في كل النخلة.
ومع تقدم الشجرة بالعمر فأنها تستمر بنموها الشامخ للأعلى من القمة الميريستمية (الجنينية) الوحيدة الموجودة في أعلى نقطة في الساق والتي تبدو بشكل قبة في وسط انخماص يشبه الحوض، وهذا ما يفسر قدرة شجرة النخيل على تحمل البرد الشديد، وان برعمها الطرفي لا يتأثر حتى بانخفاض درجة الحرارة الى ما دون الصفر. ويبدو ذلك من خلال الشكل المشار اليه والذي يوضح موقع البرعم الطرفي والاوراق الميريستمية التي تحيط به والتي يصل عددها الى حوالي 60 سعفة.
مخطط لقطاع طولي في القمة النامية لنخيل التمر. وتلاحظ القبة أو القمة النامية غائرة وسط انخماص يشبه الحوض، وهي عبارة عن ميريستيم القمة النامية للفرع. كما تمتد طبقة الميريستيم بدءا من هذه القمة وعلى جانبيها وحتى حرف C والى الاسفل منها قليلا.
أما النمو في الطول والسمك فيتم إلى الاعلى من هذا المكان وذلك بانقسام الخلايا وكبر حجمها، واما استكمال سمك الجذع فيتم الى الاسفل من المنطقة السابقة
ويكون ذلك باستمرار استطالة الخلايا فقط.
ترمز
A أوراق مريستمية يصل عمرها حتى 3 سنوات
B أوراق أكبر عمرا (حتى 4 سنوات) والاوراق عند حرف B لا زالت قائمة.
D عند هذا الحرف وما قبله تصبح الأوراق منتشرة.
أما عن الحزم الوعائية في النخيل فتشير المراجع إلى تفرع الحزمة الى فرعين احداهما يتجه نحو السعفة أو العرجون والآخر يستمر ليكون احدى حزم الجذع الاصلية، والحزم الوعائية في جذع النخيل مفتوحة وفعالة في نقل العصارة مدى حياة النخلة، وهي في ذلك تختلف عن الاشجار الخشبية الأخرى التي تكون فعالية أوعيتها ذات عمر قصير اذ انها سرعان ما تمتلئ بمواد تعيق فعاليتها.
يقدر عمر النخلة عادة من طولها وليس من قطر جذعها كما هو معروف في تقدير عمر الاشجار الخشبية بتعداد الحلقات الخشبية السنوية، ويختلف هذا الطول كما ذكر سابقا حسب الاصناف وعمليات الخدمة الزراعية والظروف البيئية الملائمة للنمو، كما لا يمكن تحديد العمر من خلال عدد السعف لان هذا العدد يختلف سنويا. كما أن عدد السعف المتشكل سنويا يتفاوت ما بين 10 - 25 سعفة. ففي السنين التي يقل حمل الثمار يزداد عدد السعف، أما جذع النخلة فيتكون من نحو 45% سيللوز و 33 % هيميسيللوز والباقي ليجنين ومواد أخرى.
المجموع الجذري
يختلف جذر النخيل عن جذور الاشجار الأخرى بخلوه من الشعيرات الجذرية، ولذا فانه يعتمد في الامتصاص على تفرعات جانبية قصيرة تخرج من الجذور الاصلية وتسمى بالجذور الفرعية الماصة، وتوجد غالبا بالقرب من أطراف الجذور الحديثة، ونظرا لخلوها من الشعيرات فان الامتصاص يتم من طريق سطحها.
كما يتميز النخيل بظاهرة غريبة عن معظم النباتات الأخرى، باستثناء النباتات المائية - حيث ان غمر أشجار النخيل بالماء نتيجة للفيضان في المناطق التي تغمرها المياه في شط العرب أو في أسوان ولعدة أشهر لم تؤثر على أشجار النخيل التي غمر ساقها لما يزيد عن ثلاثة أمتار، وانحصر تأثيرها في جفاف الفسائل الحديثة نتيجة تغطيتها بالماء وتلف البرعم الطرفي، وينتشر جذر النخيل كثيرا اذ يصل مداه إلى عشرة أمتار من قاعدة النخلة، أما تعمقه فيصل إلى أكثر من سبعة أمتار. كما وجد ان 85 - 90٪ من جذور النخيل التي يصل قطرها الى 1 ملم موجودة في عمق أقصى مداه هو 2 م من سطح التربة، ويذكر البكر انه خلافا لما هو معروف فقد وجد أن جذور النخيل في منطقة شط العرب بالعراق هي ضحلة ولا تتعمق كثيرا بسبب ارتفاع مستوى الماء الارضي وصلابة التربة الطينية، ويتميز النخل بطول عمر جذوره نسبيا فقد خرجت جذور حية لنخلة كانت قد هلكت منذ أربع سنوات.
ويقول شاندلر أن خروج الجذور يتم بمجموعات كبيرة يصل عددها الى عدة مئات من الجذور من قاعدة الجذع أو على ارتفاع بسيط فوق سطح الارض. وهذا ما يفسر خروج الرواكيب على طول الساق، أما ما يلاحظه المزارعون من تجمع جذور ظاهرة حول قاعدة النخلة، فما هو إلا بسبب تمزق قواعد الاوراق الصلبة وجعل الجذور واضحة.
وجذور النخيل كباقي نباتات وحيدات الفلقة هي بسمك واحد بسبب غياب النسيج المولد الثانوي، وتتكون من المريستيم الطرفي وتستمر في نموها بنفس القطر، وتوجد لهذه الجذور الرئيسية فروع أصغر، ومنها أو من تفرعاتها تخرج شبكة الجذور الرفيعة التي تشبه الشعر، كما تخرج الجذور الحديثة مباشرة من النهايات المقطوعة في الجذور المسنة . ومن المعروف أن جذور النخيل كباقي النباتات ذات الفلقة الواحدة تتصل مباشرة بالحزم الوعائية الكائنة في الجذع، وربما بلغ عددها عدد الحزم الوعائية التي يتكون منها الجذع.
السعف ( الجريد )
عبارة عن تسمية تطلق على أوراق النخيل ومفردها سعفة كما تسمى الجريد ومفردها ( جريدة ) تنمو السعفة من قمتها ، والاوراق تكون ميريستيمية أولا ، متراصة ثم تبدأ بالانفراد جانبيا من القاعدة الى القمة والانفراد النهائي للأوراق يكون أيضا باستطالة الخلايا فقط ، وبذلك يكون الميريستيم الطرفي والاوراق الحديثة محاطين جيدا بكتلة متماسكة من قواعد الاوراق المنفردة تتكون السعفة الكاملة النمو من قسمين: القسم الاعلى المنتشر ويسمى بالنصل وتشمل منطقتي الخوص والشوك أما القسم الاسفل فهو السويق أو قاعدة السعفة وتسمى الكربة أو الكرنافة أما الورقة الكاملة فهي ريشية كبيرة جدا مركبة من عدة وريقات ، يختلف طولها من 3 - 6 م حسب الصنف والظروف البيئية والخدمة، وتعطي النخلة سنويا من 10 - 25 سعفة ويبقى السعف أخضرا ويؤدي كل وظائفه حتى عمر سبع سنوات ثم يجف بعد ذلك ويتدلى الى أن يزال بشده الى أسفل. ولذلك قد يصل مجموع ما تحويه النخلة الى 150 سعفة، واذا لم يقطع فانه يبقى ملتصقا بالجذع ومحيطا به ويسمى السعف اليابس ( صريفة ) ، تتركب السعفة من عرق وسطي متين ذو أربع جهات : الجهتان الجانبيتان مسطحتان ، وكل من الجهة الداخلية والخارجية شديدة التحدب ، ويتميز على طول العرق الوسطي للسعفة الخوص والشوك.
الخوص
وهي تسمية خاصة بوريقات النخيل التي تنتشر على جانبي الجريدة أو السعفة، شكلها رمحي متوضعة بصورة مائلة على العرق الوسطي للسعفة ولذلك فأنها تظهر بزوايا مختلفة، وتوجد هذه الوريقات ( الخوص ) بصورة منفردة أو في مجموعات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية ، ويغطي الخوص مساحة من السعفة تصل الى حوالي 65٪ من طولها. وتختلف هذه الوريقات ( الخوص ) في أطوالها وعرضها حسب الصنف والظروف البيئية والخدمة اذ يتراوح طولها ما بين 15 - 104 سم وعرضها ما بين 1 - 6 سم أما عدد الخوص الموجود على كل سعفة فيختلف من 120 - 240 خوصة ، وينتهي طرف السعفة بخوصة منفردة أو خوصتين على شكل رقم ( 7 ).
الشوك
وهو عبارة عن وريقات خوص محورة لأشواك ويغطي مساحة تبلغ حوالي 28% من طول السعفة وتختلف هذه الاشواك من حيث طولها وسمكها وعددها على السعفة باختلاف الصنف وظروف الخدمة والبيئة المحيطة حيث يتراوح غلظها وطولها من 1 إلى 24 سم، كما يختلف عددها على السعفة الواحدة من 10 - 60 شوكة، وقد تكون الشوكة منفردة أو في مجاميع ثنائية أو ثلاثية وتحتل الاشواك الجزء الذي يمتد بين السويق ومنطقة الخوص.
شكل يبين اجزاء سعف نخلة التمر
الكربة أو الكرنافة
وهي عبارة عن القسم الاسفل من السعفة ويدعى أحيانا السويق Petiole أو قاعدة السعفة. وتكون عادة عريضة وغليظة ويختلف طولها من 25 - 50 سم حسب الصنف والظروف الأخرى المؤثرة على النمو. وحافتي الكربة أو الكرنافة الجانبيتين مستدقة وتنتهي بالغمد الليفي الملتصق بها عادة. وتشكل الكرنافة مع النسيج الليفي الغمد الذي يحيط بجذع النخلة.
التركيب الكيميائي للسعفة
ان أهم ما يمكن البحث فيه هو النتروجين، فقد وجد أن نسبته في السعف تصل 1.3 – 1.8 ٪ من وزن المادة الجافة. وان نمو السعفة يستمر طول السنة ويبلغ معدل الزيادة في المتوسط من 2,5 - 4 سم يوميا حسب الصنف والظروف البيئية والخدمة، كما يختلف معدل النمو على مدى أشهر السنة المختلفة فيزداد النمو في أشهر الصيف ( تموز وآب ) ويقل في أشهر الشتاء ويصل الى أدنى معدل له في شهر كانون الثاني.
أما بقية العناصر الأخرى كالفوسفور والكالسيوم والمغنيزيوم فلكل منها اتجاه معين يتعلق بعمر السعفة والصنف، أما عنصر السيلكون فيمثل أعلى نسبة من بين هذه العناصر اذ يصل الى حوالي 70٪ من مجموع الرماد.
جدول يبين محتويات العناصر المعدنية في سعف النخيل
تبدأ السعفة في الظهور برأس النخلة ، قائمة مبيضة باخضرار ، منطبقة الوريقات ، وتعرف مجموعة السعف الحديث الملتف حول بعضه « بقلب النخلة »، وكلما تقدم عمر السعف ازدادت خضرتها ومالت الى الخلف ، تاركة المجال لظهور أوراق جديدة . ويظهر السعف الجديد من قمة النخلة على شكل مجموعات من 3 - 5 سعفات في كل مرة وتكون هذه السعفات شديدة التقارب مع بعضها كأنها مندمجة وتنمو حتى يصل طولها الى 60 - 90 سم ثم ينتشر خوصها. وإذا ما تم نمو السعف الذي يتكون منه رأس النخلة، فان انتشاره حول محور الرأس يكون مرتبا على جذع النخلة في صفوف رأسية تميل شمالا أو يمينا ويبلغ عددها 13 صفا. فاذا أريد معرفة عدد سعف النخلة فيمكن احصاء عدد السعف بالصف الواحد ويضرب في 13 فيكون الناتج مجموع السعف بالنخلة.
رأس النخلة
يوجد البرعم الطرفي الوحيد في قلب رأس النخلة ويقود النخلة في نموها، وتلتف حول البرعم كل الاوراق الحديثة في أعمارها وأطوالها وألوانها المختلفة ما بين الابيض الناصع الى الابيض المخضر وبينها الليف الذي يحزمها حزما محكما، بحيث تكون في مجموعها مكبوسة القواعد كبسا شديدا وتشكل في داخلها كتلة بيضاء هشة ذات عصارة حلوة المذاق وتسمى هذه المجموعة ( بالجمارة ) ، فاذا ارتطمت هذه الكتلة البيضاء الهشة بجسم صلب فقد يؤدي ذلك الى القضاء على البرعم الطرفي وبالتالي القضاء على النخلة كلها.
ونظرا لأهمية الجمارة من حيث تأثيرها المباشر على النخلة فقد جعلها الله سبحانه وتعالى بين لفائف الليف وصحائف الكرناف التي تلتف حولها في طبقات يتلو بعضها بعضا، بحيث تكفل الحماية التامة للجمارة فتجعلها بمنأى عن أي تأثير بما يحيط بها من طقس بارد أو حار وتكفل لها السلامة والامان فما دامت هي سليمة فالنخلة في عافية وعمرها في ازدياد.
ان رأس النخلة أو جذعها غير متفرع الا في حالات شاذة، فقد لوحظ في مصر تفرع النخيل إلى رأسين أو ثلاثة وكذلك في منطقة الاحساء بالسعودية وبالبصرة في العراق. وربما يعود ذلك لنمو ازرار خضرية من أباط الاوراق برأس النخلة، غير منتظمة الشكل أو التركيب، ويكون نموها نطاق التاج، ويسمى مثل هذا النمو بالطاعون وجمعه طواحين، ويجب ازالته والا فانه سيضر النخلة كثيرا وربما يقضي عليها.
شكل يبين شذوذ النخيل - نخلة برأسين
ويقترح البكر وآخرون حول تفسير تفرع رأس النخلة إلى فرعين أن السبب يعود لظهور انقسام في البرعم الرئيسي لجمارة النخلة أو في الخلية الاساسية التي تتكون منها البرعمة الرئيسية ولسبب غير معلوم جيدا اذ ترى أن قلب النخلة وقد بدأت بالانقسام دون سابق انذار إلى قلبين متساويين ومتماثلين حجما وشكلا وتستمران في النمو حتى يصبح للنخلة راسين.
شكل يبين شذوذ النخيل - نخلة بثلاث رؤوس
الغلاف الليفي
يتشكل الغمد الذي يحيط بجذع النخلة من هذا الغلاف الليفي مع ( الكربة أو الكرنافة ) ويتكون هذا الغلاف الليفي من أنسجة بيضاء تسمى اللحمة وسداها حزم وعائية. الا انه مع استمرار نمو السعفة فان معظم أنسجة اللحمة يختفي ويتلاشى تاركة الحزم الوعائية اليابسة السمراء كغلاف من الليف الخشن محيطا بالجذع ويزيد الغلاف الليفي جذع النخلة متانة، ويحفظ الجذع من الصدمات الخارجية كما يخفف من وطأة الحر والبرد لخاصية العزل التي يتصف بها.
البراعم الورقية والثمرية
بعد نجاح زراعة الفسيلة في الارض المستديمة ووصولها الى عمر ثلاث سنوات، لا تنتج سوى براعم ورقية فقط ( ينتج عنها فسائل ) من أباط السعف وقد يموت بعضها قبل أن يظهر من ابط السعفة. وبعد أن تصل النخلة من العمر ما بين 3 - 8 سنوات فأنها تنتج نوعين من البراعم بعضها ورقية والبعض الآخر زهرية. فالبراعم الورقية تعطي فسائل جديدة تحيط بقاعدة النخلة وتضرب جذورها في الارض، أما البراعم الزهرية فيعطي كل منها عذقا جديدا، وبعد أن تجتاز النخلة عامها العاشر تقريبا يتوقف انتاج الفسائل عادة وتتجه النخلة الى تكوين البراعم الزهرية فقط والتوقف عن اعطاء البراعم الورقية التي تنتج عنها الفسائل، وقد يحدث في ظروف قليلة ان تستمر النخلة في اعطاء براعم ورقية لسنين عديدة من عمرها، ولكن الفسائل الناتجة في هذه الحالة تكون غالبا ملتصقة بالجذع بعيدا عن سطح الارض وتسمى في هذه الحالة بالراكوب وجمعها رواكيب.
النورة الزهرية
يعرف النخل بأنه من نباتات الفلقة الواحدة وانه أحادي الجنس ثنائي المسكن Dioecious أي ان الازهار المذكرة تحمل على نخلة وتدعى الفحل والازهار المؤنثة تحمل على نخلة أخرى وتنشأ هذه النورة والتي تسمى في النخيل باسم الطلع ( جمع طلعة ) وهي مجموعة الازهار والغمد المحيط بها، وتطلق على المجموعة الزهرية داخل الغلاف أو الغمد المعروف باسم الجف من أباط سعف السنة الماضية الذي تشكل صيفا، ويتراوح عدد هذه الطلعات من 1/3 – 2/3 عدد السعف المتشكل سنويا. وتأخذ ترتيبا متباعدا عن المركز كما يقول البكر، بحيث تكون الطلعة الاولى هي العليا وقريبة من ( القلبة ) وتليها الثانية وبشكل لولبي متجه الى الاسفل، وتتوضع الشماريخ الزهرية داخل أكمام وهذا ما أتي على ذكره القرآن الكريم : فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام. الرحمن (11) توصف هذه الاكمام بأنها خضراء اللون بادئ الأمر ثم تصبح ذات لون أسمر محمر وهي جلدية، زغبيه، بيضاوية أو مستطيلة، مستدقة الاطراف والحواف منتفخة من وسطها وعليها زغب خفيف وتدعى الجف وهي كل ما يحيط بالشماريخ الزهرية بداخلها وهذا الجف ذو سطح أملس ذو لون مصفر من الداخل، ويطلق عليه أسماء أخرى منها الكافور، الهراء، القيقاء، السابياء.
اما الجزء الثاني من الطلعة فهو الاغريض Spethe ويسمى أيضا بالطلع أو الوليع أو الكوز أو الجراب أو الخنصر وهو كل ما في جوف الجف من الشماريخ الزهرية والازهار، وهي عادة بيضاء اللون منضودة، ما تلبث أن تنمو وينفلق الغلاف وتنتشر من الجانب.
شكل يبين
النورة الزهرية ( العذق ) في نخيل التمر
اليمين : العذق المؤنث
اليسار : العذق المذكر اقوى نموا من المؤنث
يعرف الاغريض في النخيل بأنه عبارة عن مجموعة زهرية قوامها شمراخ تتوضع عليه الازهار بشكل سنبلة مركبة، ما تلبث أن تنمو لينشق الغلاف الذي يحيط بها.
وللتمييز بين طلع الفحل وطلع الاناث في النخيل يمكن ذكر بعض النقاط التالية:
موعد التزهير:
يختلف بدء التزهير باختلاف الاصناف على انه لا يمتد لأكثر من شهر ضمن النخلة الواحدة وقد يظهر الطلع في غير موعده في حالات نادرة كظهور الطلع في الخريف بدلا من الربيع، كما وجد ذلك في جنوب ولاية كاليفورنيا حيث كان الصيف باردا.
هذا وتجدر الاشارة الى اختلاف بعض مسميات النورات الزهرية من منطقة إلى أخرى من مناطق زراعة النخيل في الوطن العربي ومنها.
العرجون
وهو جزء الساق التي توصل شماريخ الثمار برأس النخلة الام، وتسمى عسقة ( والجمع عسق ) كما يقال للعرجون الطريدة وقد ورد ذكر العرجون في القرآن الكريم « والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم » يس (39)
والعرجون هو أصل العذق الذي يعوج ويبقى على النخل يابسا وجمعه عراجين.
الطلع
وقد سبق ذكر مرادفاته في مناطق زراعة النخيل في الوطن العربي، كما ورد ذكره في القرآن الكريم في أكثر من آية: «والنخل باسقات لها طلع نضيد». ق (10). «وزروع ونخل طلعها هضيم» الشعراء (148).
العذق
وجمعها عذوق ويسمى القنو وجمعها قنوان وقد ورد ذكره في القرآن الكريم : «وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره اذا أثمر وينعه ان في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون » الانعام (99).
كما يسمى العذق سباطة في مصر ( والجمع سباطات ) ويسمى الخيلة ( والجمع الخيل ) في اليمن.
الشمراخ
وجمعها شماريخ وهو الحامل الزهري الذي تتوضع عليه الازهار ثم الثمار ويقال له الشروخ والمثكول.
الفحل
وجمعها ( فحول ) أو فحال ( فعاليل ) كما يقال ذكارة.
شكل يبين:
شمراخ مؤنث: كان قائما ثم انحنى مع تقدم العمر
أ - الشمراخ بعد تكون الثمار مباشرة
ب - انحناء الشمراخ مع تقدم العمر وكبر حجم الثمار
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|