أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-8-2022
2704
التاريخ: 2023-05-16
1182
التاريخ: 1-8-2022
1007
التاريخ: 2023-05-03
967
|
الفرق بين الرأي العام والسخط العام والاتجاه العام
تقع أزمة من الازمات في أمة من الامم، فإذا بالقادة والزعماء في هذه الامة يبسطون آراءهم في أسباب الازمة، ويقترح كل منهم علاجاً لها، ويروج كل حزب في صحفه لما يراه من رأي.
وباحتكاك الآراء المختلفة، ووجهات النظر المتباينة تستطيع الامة أن تتبين وجه الصواب في الازمة أو المشكلة التي تواجهها، وبتبلور هذه الآراء والافكار في خطة واحدة تكاد تجمع عليها الامة يتألف ما يسمى "بالرأي العام" في لغة العصر الحديث، أو "حكم الجماعة" في لغة العصور السابقة.
ولكن هل تصلح الجماعة كلها لإبداء الرأي؟ وهل تصلح كلها لمناقشة هذا الرأي. هنا ينبغي للباحث أن يفرق تفرقة واضحة بين طبقتين على الاقل من طبقات
المجتمع: طبقة المستنيرين أو المثقفين الذين يستطيعون أن يدرسوا الامور، وطبقة السوقة أو الدهماء أو المنقادين الذين ينقادون انقياداً أعمى لرأي من الآراء، أو فكرة من الافكار، لانهم عاجزون تماماً عن مناقشتها لمعرفة مقدار الخطأ أو الصواب فيها.
ومن هنا كان تصرف الطبقة المستنيرة في المسائل العامة مخالفاً كل المخالفة لتصرف الدهماء أو السوقة في هذه المسائل.
أما الطبقة الاولى فهي التي تسمع وتقرأ، وتناقش وتفهم، وتكون لنفسها رأياً ما في نهاية الامر.
وأما الطبقة الاخيرة فلا عمل لها إلا السير وراء الزعماء والقادة منساقة لهم، متأثرة بهم وبآرائهم.
ومن ثم نجد أفراد هذه الطبقة الاخيرة يتبعون أول ناعق، ويستجيبون لأول صيحة، ويسلكون سبيل الهياج أو الثورة، ولا يملكون لأنفسهم القدرة على مناقشة المسائل التي ثاروا من أجلها، والمشكلات التي أبدوا سخطهم عليها.
وعلى ذلك تنبغي التفرقة دائماً بين:
(1) الرأي العام: وهو ما يصل إليه المجتمع الواعي بعد تقليب وجهات النظر المختلفة، والآراء المتعارضة.
(2) والسخط العام: وهو ما تصل إليه الجماهير بمجرد الإثارة والانفعال برجل واحد فقط، أو فكرة واحدة فقط، أو زاوية واحدة فقط لا تكاد تسمح لغيرها من زوايا النظر الاخرى أن تظهر إلى جانبها.
(3) والاتجاه العام: وهو ما يكون نتيجة لاتفاق الجماهير على شيء معين يرون فيه صيانة لتقاليدهم، أو دفاعاً عن دينهم، أو محافظة على تراثهم، ونحو ذلك.
أجل تنبغي التفرقة الواضحة بين هذه الكلمات الثلاث: –
)فالرأي العام( هو كما قلنا نتيجة البحث والدرس والتجربة والفحص. وهو من هذه الناحية يعتبر قوة خالقة، وإن كان في بعض الاحيان وإلى حد ما يعتمد على ماضي الامة، وعاداتها وتقاليدها، وعلى ما يسمى بالنزعات أو الاتجاهات العامة فيها.
ومن ثم كان الوعي القومي في بلد من البلاد إنما يقاس )بالرأي العام( في كل بلد، ولا يقاس مطلقاً )بالسخط العام( في هذا البلد، اللهم إلا نادراً وفي ظروف معينة، وذلك لسبب واحد فقط، هو أن الناس في حالة )الرأي العام(، يتمتع كل منهم بفرديته، ويستطيع أن يظهر شخصيته، وأن يظفر بالحرية الكافية لشرح وجهة نظره التي يقتنع بها، ويريد أن يقنع غيره بما فيها من صواب.
ولكن الناس في حالة )السخط العام( تنعدم فرديتهم وذاتيتهم أو تكاد، ففي الزحام والتجمع تنمحي هذه الصفات، ويفكر الناس بالصور والخيالات، ويكون المجال واسعاً أمام الزعماء والقادة من غير العقلاء وهم المعروفون عند الاوروبيين باسم (الديماجوج(، ممن يثيرون الجماعات ويستغلون سذاجتها وانعدام الفردية أو الذاتية بين أفرادها.
إن الشعب في حالة )السخط العام( يكون أشبه شيء بالنظارة في المسرح، يتأثرون بالرواية المسرحية وقت مشاهدتهم لها، فلا يستطيعون الجمع وقتئذ بين المشاهدة والنقد، ولا يستطيعون التمييز بين شتى المواقف المسرحية المعروضة عليهم في ذلك الوقت.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|